بيروت
بيروتُ يا بَيْروتُ.. لا تَتَرَدَّدِي
قولي: أحبُّكَ.. كَيْ يُعانِقَني غَدي
لَوْ تَعْلَمينَ كَمْ يُؤَرّقُني النَّوى
لَفَتَحْتِ حُضْنَكِ واخْتَزَلْتِ تَشَرُّدي
أَمْضَيْتُ عُمْرِي كالرياحِ مُشَرَّداً
لكنَّ وجْهَكِ كانَ دَوْماً مَقْصَدي
واعَدْتِنِي!.. ما زِلْتُ أَنْتَظِرُ اللِّقا
وَتَتُوقُ نَفْسِي لاحْتِضانِ الفَرْقَدِ
تَحْنُو إلى لَمْسِ النُّجومِ أناملي
هَلْ فِي الفَضاءِ يَكونُ أَوَّلُ مَوْعِدِ؟
منذُ احْتَرَفْتُ النُّطْقَ أنتِ قصيدتي
هَيَّا انْشُدي.. ما الشّعرُ إن لَمْ تُنشِدي؟
شَعَّتْ فُنُونُكِ كالشُّموسِ تَأَلُّقاً
هُمْ قَلّدوكِ.. وأنتِ لَمْ تَتَقَلّدي
نامتْ حروفي واستفاقَتْ أَنْجُماً
يا دُرَّةَ الإبداعِ.. إِسْمُكِ سُؤدَدي
كلُّ الْمَدائِنِ ضيّعَتْ عِنْوانَها
إلاّكِ يا بيروتُ.. يا وَشْمَ الْيَدِ
الدّينُ عندَكِ رَحْمَةٌ ومَحَبَّةٌ
مَنْ ذا يلُومُ إذا اتَّخَذْتُكِ مَعْبَدي؟
سَجَدَتْ مدائنُ لِلطّغاةِ تَمَلُّقاً
إلاّ لربّ الكونِ.. لا لَمْ تَسْجُدي
أخْفَتْ تَواريخُ الشّعوبِ نُصوصَها
لَمّا رأتْ فيكِ احْتِفالَ تَمَجُّدي
إنّي أُحِبُّكِ.. منذُ أَشْرَقَ مَبْسَمي:
كُنْتِ الغرامَ وكانَ حُبُّكِ سيِّدي
**
القدس
يا ديارَ القدسِ يا مهدَ الضياءْ
أخبريني كيف جاءَ الأنبياء؟
أنتِ للدنيا نعيمٌ مُشرقٌ
قُبلةٌ.. حينَ ابتهالُ الأتقياءْ
إنْ دعوتُ اللهَ.. أدعو خاشعاً
في ربوعِ الحقّ يختالُ الدُّعاءْ
مُدُنٌ تُبنى.. فيخبو نورُها
وتُعيدينَ تَواريخَ البقاءْ
منذ أجيالٍ.. وأنتِ المرتجى
يا رجائي.. كيفَ يأتيكِ الفناءْ؟!
إسمُكِ القدوسُ أضحى غنوةً
تتسامى فوقَ ثغرِ الأنقياءْ
ليس يشفي الطبُّ إنْ حلَّ البلا
لمسةٌ منكِ.. فيأتينا الدواءْ
آهِ يا ترنيمةً القلبِ النقيْ
مغرمٌ فيك، وفي الصدرِ شقاءْ
إن تكلّمتُ.. كلامي موجعٌ:
كيفَ أصبحْنا شعوباً تُعساء؟
كانت الأمجادُ ترنو حولنا
فتخاصمنا خصامَ البلهاءْ
قد مسحتُ الدمعَ عنْ خديَّ كيْ
لا تقولي إنني أهوى البكاءْ
أنا إبنُ القدسِ.. منْ مثلي أنا؟
يتغنّى بوجودي العظماءْ
**
مكة
يا مكّةَ الأقداسِ.. لا أدري أنا
هلْ في رحابِ اللهِ أم هذي الدُّنى
جئتُ الحِمى وَالدّمعُ أنهارٌ على
خَدَيَّ.. والأحلامُ تجتازُ المُنى
ما ان سجدتُ فوقَ أرضِ المصطفى
حتّى تباهى العُمرُ وانْسابَ الهَنا
أللهُ أكبرُ.. قلتُها مستبشراً
إنّي سألقى ذاتَ يومٍ ربَّنا
طافَ الحجيجُ البيضُ حولَ كعبةٍ
مزدانةٍ، لا تزدهي إلآّ بِنا
جئنا إليها كلُّ قلبٍ مَسْكنٌ
هيّا اسكني يا "قبلةً" في قلبِنا
مَنْ قالَ أنأى عنكِ يا بيتَ الهدى
لا لستُ أنأى.. إنّي باقٍ ها هنا
**
بغداد الاعلام
مهرجان اختيار بغداد عاصمة للإعلام العربي
بغدادُ أنتِ الحرفُ والقلمُ
رُحماكِ.. كيف اجتاحكِ الألمُ؟
كلُّ الحروبِ السّودِ إندثرتْ
لو لمْ تعودي ضاعتِ الأممُ
ها أنتِ عدتِ اليومَ شامخةً
لا كانتِ الأهوالُ والحممُ
يا درّةَ النهرينِ هل وطنٌ
إلاكِ يخشى إسمَه العدمُ؟
نورُ الصحافةِ منْ تفنُّننا
والشعرُ والآدابُ والحِكمُ
والعزفُ لولانا بلا وترٍ
والصوتُ لا يرنو له النّغمُ
تاريخُنا ما زالَ مرجعَنا
منهُ اغتنينا واغتنى القِدمُ
نحنُ العراق الحر في بلدٍ
تسمو بنا الأعمالُ والكِلَمُ
كلُّ الأيادي كفُّها كرَمٌ
مثلَ النّدى ترتادُها النّعمُ
هذا أنا معْ نُخْبَةٍ كبُرتْ
جئنا، لعلَّ الثغرَ يبتسمُ
نحن الحيارى بعدُنا سقمٌ
من نظرةٍ قد ينتهي السّقمُ
منْ مثلنا غنّاكِ في سفرٍ
من شعرنا قد ينطقُ الصّنمُ
واللهِ يا بغدادُ أنتِ معي
حين التقيتُكِ عافني السّأَمُ
لا تحزني يأتيكِ من فَرَجٍ
خيرٌ كثيرٌ، قالتِ الدِّيَمُ
بغدادُ للإعلامِ! وافرحي
منّا إلينا عادتِ القِيَمُ
أنتِ الثّقافةُ يا مدينتَنا
علّي.. ليعلُو فوقَك العلمُ
**
دمشق
هذي دمشقُ الحبُّ والأَلَقُ
فيها يَهيمُ الوردُ والحَبَقُ
أحبَبْتُها من يَوْمِ ما وُجِدَتْ
حُلْماً جَميلاً هابَهُ الأرَقُ
أهديْتُها الأشْعارَ مِنْ كُتُبٍ
فيها الدُّنَى أجْدادُنا سَبَقوا
يا شامُ.. لم أعْشَقْ سِوَى وَطَنٍ
سُكّانُهُ الأمْجَادُ لَوْ نَطَقُوا
إنّا خُلِقْنا لِلْوَرَى أَمَلاً
نَعْدُو لِيَعْدُو خَلْفَنا الأُفُقُ
قدْ أطفأوا الفانوسَ في فَرَحٍ
والوَهْجَ من أعْيادِنا سَرَقوا
أنتِ النجومُ البيضُ في غسقٍ
لولاكِ، لا، لَم يَنْجَلِ الْغَسَقُ
والشَّمْسُ أنْتِ الشَّامُ يا بَلَدي
مَنْ قالَ إِنَّ الشَّمْسَ تَحْتَرِقُ
أَلْبَحْرُ حُبُّكِ، والحَبيبُ أنا
وَلَكَمْ غَرِقْتُ وَعافَني الغَرَقُ
**
الرباط
ها قد أتيتُ المغربَ الحلوَ انتشِ
يا شِعرُ وَامْرَحْ كالهواءِ المنعشِ
غازلتُ فيه مَدائناً محبوبةً
أخبرتُها سرّاً.. عيوني قدْ تشي
هذي "الرباطُ" حبُّ قلبٍ عاشقٍ
باللهِ عنّي يا "رباطُ" فتّشي
غنّيتُ مجدَك في المهاجرِ كلّها
سهّرتُك الأيامَ.. بالصدر افرشي
أحببتُ إسْمَكِ.. والحروفُ شواهدٌ
إنّي مددتُ الكفَّ حتى تنقشي
لا تنظري للوجهِ إنّي دامعٌ
هذي بشائرُ فرحتي لا تختشي
دارٌ وبيضاءٌ سحرني لونُها
عنْ أصْلها، يا شمسُ، بالنور انبشي
والفاسُ مثلَ الماسِ شعَّ بريقُها
والماسُ رمزُ العزِّ لا لنْ يرتشي
عرشٌ عليه المُلْكُ نَبْعُ فضيلةٍ
أعْدو إليهِ كالثَّرى المتعطّشِ
**
دبي
صارَتْ دُبَيُّ الْحُلْمَ في زَمَنِي
هَلْ تَظْهَرُ الأحْلامُ لِلْعَلَنِ؟
هَذي الإمارَةُ مِنْ روائِعِنا
أحَبَبْتُها، أسمَيْتُها وَطَني
أَلرَّملُ تِبْرٌ، والهواءُ شذاً
وَلَقَدْ بَنَيْتُ مِنَ الشَّذا سَكنِي
جنّاتُ خُلْدٍ داسَها بَشَرٌ
ساروا بِصَمْتٍ رَحْمَةَ الْبَدَنِ
لا لَنْ أُسَمّيهِمْ مَخَافَةَ أَنْ
تَتنافَسَ الأمْجادُ في "عَدَني"
أَوْ أَنْ يَصِيرَ الطَّيْرُ مُرْتَبِكاً
بَيْنَ الزُّهورِ وَخُضْرَةِ الْفَنَنِ
هَذِي دُبَيُّ اللـهُ يَحْرُسُها
ويُعينُها في أَصْعَبِ الْمِحَنِ
أَلْمَوْجُ عَاتٍ والشِّراعُ أنا
مَنْ غَيْرُها.. تَشْتاقُها سُفُني؟
غَنَّيْتُ إِسْمَكِ يا دُبَيُّ كما
يَحْلُو لِحَرْفِ الضَّادِ وَالأُذُنِ
النَّجْمُ أَنْتِ، وَأَنْتِ قِبْلَتُنا
فَتَشَاوَفِي يا دُرَّةَ الْمُدُنِ
**
تونس
أَوْدَعْتُكِ الْقَلْبَ.. احْرُسِي
قَلْبِي.. فإنّي تُونِسي
يا تونِسُ الخضراءُ لَنْ
أَنْسَى احْتِفالَ النَّرْجِسِ
قَدْ كانَ يَغْزِلُ بِالشَّذا
ثَوْبَ الْبَهاءِ لِتَلْبِسِي
صُنْتِ الْبِلادَ بِعِزَّةٍ
وَرَفَضْتِ أَنْ تَتَسَيَّسي
أَلشَّعبُ عِنْدَكِ طاقَةٌ
جبّارَةٌ.. فَتَحَمَّسِي
مُدّي لَهُ أَيْدِي الْهَنَا
لَوْلاهُ لَنْ تَتَنَفَّسِي
يُعْطِيكِ مِنْ عَرَقِ الشَّقا
خَيْراتِه، كَيْ تَأْنَسِي
لَنْ تَحْتَسِي غَيْرَ الْوَفا
والْمَجْدِ، لُطْفاً إِحْتَسِي!
مَنْ مِثْلُ شَعْبٍ طاهِرٍ
يَحْمِي دِيارَ الْمَقْدِسِ؟
صِرْتِ الْعِبادَةَ والتُّقَى
مَنْ قالَ لَنْ تَتَقَدَّسِي؟
تُونِسْ.. إذا غارَتْ دُنَى
أَرْجُوكِ.. لا تَتَوَجَّسِي
آن الأوانُ حَبيبَتِي
بِالْحُبِّ أَنْ تَتَغَطْرَسِي
إَنْتِ الأميرةُ والْمُنَى
والْعَرْشُ قَلْبِي.. فَاجْلِسِي
لا لَنْ يُحِبَّكِ عاشِقٌ
مِثْلِي.. فَهذا مِحْبَسِي
**
بغداد
بَغْدادُ أنْتِ حَبيبتِي.. لا تَخْجَلي
منذُ الوُجُودِ، خُلِقْتِ يا بَغْدادُ لي
أحْبَبْتُ وَجْهَكِ.. وَالْغَرامُ حِكايَةٌ
مِثْلَ الدِّماءِ تَدَفَّقَتْ بِمَفاصِلي
لَوَّنْتُ بِالشَّفَقِ الْجَميل شَوارِعاً
خِلْتُ الشَّوارِعَ أمْسَكَتْ بِأنامِلي
كَمْ مِنْ قَصائدِ حُبِّنا غَنّى الْهَوَا
وَتَشامَخَتْ فَوْقَ الرُّبوعِ مَنازِلي
قَسَماً بِحُبِّكِ.. إنْ تَكَحَّلَ مَوْطِنٌ
إلا بِدَمْعِ الْعَيْنِ لَنْ تَتَكَحَّلي
لا لَسْتُ أَنْسى يَوْمَ جِئْتُكِ مُغْرَماً
وَتَراقَصَتْ قُرْبَ الفُراتِ جَداوِلي
وَتَهامَسَتْ أَمْواجُ دِجْلَةَ: ها أنا
ماءُ السَّعادَةِ.. غُبَّنِي بِتَمَهُّلِ
أَوْدَعْتُ فيكِ طُفولَةً يَحْلو لَها
أن تَسْتَبيحَ عَواطِفي وَتَأَمُّلي
إسْمِي على شَفَةِ الصباحِ كَتَبْتُهُ
إبْنُ العراقِ أنا.. أنا.. إنْ تَسْأَلِي
مَهْما ابْتَعَدْتُ.. لَنْ أُطيلَ تَشَرُّدي
فَتَأَلّقي، وَتَزَيّنِي، وتَدَلَّلِي
إِنِّي أُصَدِّقُ بَيْتَ شِعْرٍ رائِعِ:
"ما الْحُبُّ إلاّ لِلْحَبيبِ الأوَّلِ"
**
يا مصر
يا مصرُ أنتِ الأُمُّ.. يا أُمّي اسْمَعي
منْ كثْرَة الأشواق ضاقتْ أضلـُعي
ما كلُّ هذا النيلِ نهرٌ واحدٌ
فلقد وهبتُ النيلَ مَجْرى أدْمُعي
لو باحتِ الأهْرامُ بالحبِّ النقيْ
لعَلِمْتِ أنَّ القلبَ لمْ يرحلْ معي
إبنُ المَهاجرِ غارقٌ في حزنِهِ
منذُ احتضنتُ الأرضَ غابَ توجُّعي
شَعَّتْ على ثغـْر الأحبّةِ بَسْمَةٌ
خِلْتُ النجومَ تـساقطتْ بتـَسَرُّعِ
يا أمَّ دُنيا.. هل صحيحٌ ما أرى؟
هل تسمعُ البلدانُ صوتَ تضرّعي؟
مدّي اليدينِ إلى الحبيبِ ترفـُّقاً
من ليسَ يأتي المجدَ.. ليْسَ بمُبْدعِ
ها قد سكبْتُ الحبَّ عِطْرَ قصيدةٍ
فتنعّمي بالحُبِّ، ثمَّ تدلّعي..
الشمسُ غابتْ والعروبةُ أظلمتْ
من أين يأتي النورُ إن لمْ تسطعي؟
أنتِ القوِيّةُ.. إنْ تطفـَّلَ حاقدٌ
فالنّسرُ يحمي الأرضَ كي تتربَّعي
يا مصرُ أنتِ الحرفُ والفنُّ معاً
ألحانـُكِ الغنّاءُ أغنتْ مسمعي
كلُّ البلابلِ في ربوعكِ أنشدَتْ
والكونُ يُصغي في الجهاتِ الأربعِ
إنّي أحبّكِ.. قلتُها متشرّداً
واليومَ جئتُ أقولُها بتخشّعِ
كوني كما أنتِ احْتِضانَ أُمومَةٍ
مَنْ يجمعُ الأبناءَ.. إن لمْ تجمَعي؟
**
عمّان
حُيّيتِ يا عَمّانُ.. يا نَغَمي
يا أَجْمَلَ الأَسْماءِ فَوْقَ فَمي
أَهْدَيْتُكِ الأَشْعارَ ساجِدَةً
مِنْ كلّ بيتٍ يَرْتَوي قلمي
الشّوقُ أضْنَى مُهْجَتي زَمَناً
خِلْتُ النَّوى يَقْتاتُ من سَأمِي
أَغْفُو على أملِ الرُّجوعِ.. متى
أَصْحو هُنا.. مُسْتَنْهِضاً هِمَمي؟
شمسُ الصباحِ أَغاظها نَدَمٌ
لمّا فَلَشْتُ أَمامَها ندَمي
يا أُرْدُنَ الأَحْبابِ هاتِ يداً
كالسّحرِ تَمْحُو غُرْبَةَ الأَلَـمِ
أشبالُكَ.. الأَمْجادُ تَعْرِفُهُمْ
أسماؤهُمْ أَرْقَى منَ الْكِلَمِ
النّارُ لا تَقْوَى على بَطَلٍ
أَقوى من الإرهابِ والعَدَمِ
صارتْ حُبَيْباتُ النَّدَى لَهَباً
حِينَ افْتَدى أَوْطانَه بِدَمِ
هذا حبيبي.. قالَها وَبَكى
ما هَمَّني إِنْ مُتُّ يا عَلَمي
أَبْغِيكَ مَجْداً مُفْرِحاً أَبَداً
تَخْتالُ بينَ الزَّهْرِ والْقِمَمِ
الشّعبُ شَعْبِي.. والشّهيدُ أنا
عرشُ الثُّريّا مُنْتَهى حُلـُمي
عزْمي شديدٌ، واثِقٌ، وغدي
قدْ حَطَّمَ الآهاتِ بالحِمَمِ
إِبْنُ الْعُروبَةِ وجهُهُ مطرٌ
لَنْ تَغْلِبَ الإيمانَ يا صَنَمي
خَبِّرْ.. أنا آتٍ إلى مُدُنٍ
أَحْبَبْتُها.. أَوْدَعْتُها قِيَمِي
آتٍ إلى عَمّانَ مِنْ تَعَبي
قولي: هَلا.. يا زينة الأُمَمِ
**
مزرعة الشوف
هذي الربوعُ الخضرُ "مزرعتي"
أعطتْ حياتي إسمَ عائلتي
"الشّوفُ" فيها مغرمٌ وأنا
أهدي إليها شمعَ أدعيتي
ما همّني دينٌ ولا وطنٌ
تجري دماها ضمنَ أوردتي
الأهلُ أهلي والحبيبُ ثرىً
رشّ الثّريّا فوق أوديتي
ساحاتها، وسهولها سكني
والماء يجري عبر أقنيتي
لا، لم أجاملْ حين قلتُ لها:
لن أرتدي ألوانَ أقنعتي
هذا أنا، يا شوفُ، هل ندمٌ
يكفي، لأنصبَ فيكَ أقبيتي
آتٍ كما الأطفالُ من سفرٍ
متلهّفاً، والريحُ أشرعتي
إنّي "بُعَيْنِيُّ" الهوى أبداً
أودعت فيها قدسَ أتربتي
يا "مجدليا" سجّلي فرحي
إلاّ لها لم تعلُ قبّعتي
**