حكاية لص
ـ1ـ
هَدَفي الْوَحِيدُ أَنْ أَقُصّْ
حِكَايَةً.. تَحْكي حَيَاةَ لِصّْ
عاشَ فَقِيراً مُعْدَما
فِرَاشُهُ الرَّصِيفُ
لِحافُهُ السَّما..
ـ2ـ
أَرادَ أَنْ يَشْتَغِلَ
لَكِنَّ بَابَ الرِّزْقِ ظَلَّ مُقْفَلا
فِي وَجِهِهِ..
فَطَلَبَ مِنْ رَبِّهِ
الْمُساعَدَه
لِكَيْ يُبِيدَ جُوعَهُ
وَيَمْسَحَ دُمُوعَهُ
فِي اللَّيالي الْبارِدَه.
ـ3ـ
وَكَثُرَتْ صَلاتُهُ..
وَكَثُرَ الْخُشُوعْ
وَكَثُرَ التَّأَلُّمُ..
وَاشْتَدَّ بَرْدُ الْجُوعْ!
ـ4ـ
لَمْ يَبْقَ بَابٌ دُونَ أَنْ يَطْرُقَهْ
لَمْ يَبْقَ إِلاَّ السَّرِقَه
فَسَرَقَ، وَسَرَقَ
فِي اللَّيالي.. في الشُّمُوسِ الْمُحْرِقَه!
ـ5ـ
وَعِنْدَما رَمَوْهُ فِي غَياهِبِ السُّجُونْ
لَمْ يَسْأَلُوا الْيَتِيمْ
عَنْ فَقْرِهِ، عَنْ جُوعِهِ،
عَنْ دَمْعِةِ الْعُيُونْ
فَأَيْنَ أَنْتَ يا رَحيمْ؟
ألف ليلة وليلة، العدد 92، 12 أيلول 1968
**
فتحت يا ليمونة
ـ1ـ
يَا نَغْمَةً شَجِيَّه
يا وَرْدَةً جُورِيَّه
يا حُلْمِيَ الْجَميلْ
فِي لَيْلِيَ الطَّويلْ
ـ2ـ
كَمْ مَرَّةٍ حلُمْتُ
بِأَنِّيَ اسْتَلَمْتُ
رِسَالَةً مِنَ قَلْبِكِ
يَشْرَحُ فِيها حُبَّكِ
لِنَرْتَمي فِي الْمَوْعِدِ
تَحْتَ الظِّلالِ الْوارِفَه
عَلى التِّلالِ الشَّارِفَه
هُناكَ يا صَغِيرَتي
تَضِيقُ فِينا خَيْمَتي
وَأُنْشِدُ أَغْنِيَتي
تِلْكَ التَّي أَلَّفْتُها
لأَجْلِ مَنْ أَحْبَبْتُها
لأَجْلِكِ، أُغْنِيَتي أَلَّفْتُها..
ـ3ـ
جَحافِلُ اللَّيالي تُهاجِمُ النَّهارْ
وَنَحْنُ يا حبيبتي ما زِلْنا فِي الْقِفارْ
رِحْلَتُنا طَويلَه
لَكِنَّها جَميلَه
نَجْمَعُ الأَزْهارْ
نَرِفُّ كَالأَطْيارْ
وَأُغْمِضُ الْعُيُونَ
لِتَحْتَمي وَرائي
وَتَسْمَعي نِدائي:
فَتَّحْتُ يا لَيْمُونَه!
كتبتها بعمر 13 سنة
**
غانية
ـ1ـ
بَائِعَةُ لُحُومْ
فَاجِرَه
عَلَيْها يَحُومْ
سَماسِرَه
تَعُومُ.. تَعُومْ
فِي بَحْرِ الْخَطِيئَه
تُصَلِّي تَصُومْ
وَتَدَّعِي الْعَفافَ، وَتَدَّعي الْبَراءَه
وَأَيْنَ الْبَرَاءَه؟
ـ2ـ
تُصَلِّي، تَصُومْ
وَعِطْرُها النَّجاسَه
فَماذَا تَرُومْ؟
وَماذَا تُرِيدُ الْتِماسَه؟
تُلَمْلِمُ الزُّهُورْ
وَتَدْخُلُ الْكَنِيسَه
وَتَقْرَعُ الصُّدُورْ
لِتَطْرُدَ الْفُجُورْ
بِهَذِهِ السِّياسَه؟
كتبتها بعمر 14 سنة
**
أنا وأنت
أنا وأنت والأماني الكبيرة
والأمل
وبحر طافح بالحنان
وحلم كالعسل
كل هذا يا حبيبي حبّنا
قد كتب على صفحات قلبنا
خططته أيدٍ خبيره
بخطوط من ذهبْ
ونحن ما زلنا بحيره
لا نعلم ما قد كتبْ
لنا الدّهرُ من أسطر
لا نعلم سوى أننا
ما زلنا نعيش لحبنا
فالحب حياته جميله
ولو لساعات قليله
دعني أذوق الحبّ دعني
دعني أطرد عنيَّ حزني
فإنك بدرٌ ينوّرُ دربي
وانك روحي
وعيني
وقلبي
الف ليلة وليلة، العدد 64، 29 شباط 1968
**
من أنت؟
أنت..
من أنت؟
سوى سحابة صيفٍ
مرّت في أجواء قلبي
دون أن تترك أي أثر
غير ذكرى مضحكة
ذكرى كلام
حفظته من كثرة التكرار
والترداد..
وحركات ارتسمت في خيالي
من جراء تمثيلي المتواصل لها
أجل..
كنت أمثّل
وقد صدّقت تعابير وجهي الكاذبة
صدقت دموع عيني الشاحبة
ولم تنتبهي لابتسامة ساخرة
قذفتْها تعابير وجهي خلفك.
أنت لا شيء عندي
فلملمي أشياءك
وارحلي.
ألف ليلة وليلة، العدد 87، 8 آب 1968
**
رسالة
أكتب ولا أعلم..
أقرأ ولا أفهم..
بتّ كالخيال،
أظهر تحت ضوء حبّك،
وأختفي وراء ستار قلبك.
أشرب العسل من كلامك
أنام على سرير السعادة
عندما أحلم أنني أضمّك.
أبني قصور الآمال،
أسهر الليالي الطوال،
كلما رددت اسمك.
أهجر الدنيا إن فقدتك،
أو بالأحرى أموت.
وأنت تعلم هذا جيداً.
تعلم أنني لا أطيق العيش من بعدك
لا أريد أن تغيب عنّي
شمس ابتسامتك المشرقة
فلم الهرب إذن من أمامي؟
أنت تهرب..
وأنا أطاردك كمن يطارد خياله.
أحبّك..
قلها لي
ولا تقطع شعرة أملي الوحيده
قلها ولا تكن عنيدا.
كي لا تصبح من عداد المجرمين
الذين لا يقتلون أعداءهم بالرصاص
بل أحباءهم
بسهام الحب التي تخترق القلوب
ولا ترحم.
فارحمني اذن.
الف ليلة وليلة، العدد 69، 4 نيسان 1968
**
قدران
ـ1ـ
أتذكرين
أيّام كنّا نفرش الدنيا
بأزهار الغرام؟
نسابق الطيور بفرح الأطفال
علّنا نصطاد حلماً
قضينا العمر نتربص به.
ـ2ـ
تعالي..
فلقد أضناني المسير
وغزّني شوك الفراق،
وبتّ كطير بدون جناح.
ـ3ـ
تعالي..
فعمري سفينة مثقوبة
تتقاذفها رياح الهجران
وتملؤها مياه الهوى،
وأمواج بحر الحنان
تحاول إغراقها
ـ4ـ
تعالي..
فأنا والقدر صنوان
لا تغلبني الأنواء
ولا تكلّ من عزيمتي المصائب
أنا
والقدر
قدران
كتبتها بعمر 14 سنة
**
تيريز
قالوا لي: أتحبّها؟
قلت: حياتي حبّها
قالوا: وما اسمها؟
قلت: تيريز
قالوا: جميله
قلت: قمر
قالوا: إذن، صفها لنا
قلت: طويله.. طويله
كغصن بان
عيناها بحيرتا حنان
خدّاها كالأرجوان
وعنقها مصقول كالمرمر
وقدّها، ما الغصن، ما الشجر
وشعرها كملمس الحرير
كرفّة الخيال والعبير
وفمها صغيرٌ صغيرْ
كحبّة بندق
كثمرة "فيريز"
هذي هي حبيبتي "تيريز"
كتبتها بعمر 14 سنة
**
آلهة الحسن
آلهةُ الحسنِ أنتِ
عشتروتْ
فداكِ أحيا أو أموتْ
لا أبالي
يا خيالي
في الليالي المعتمه
كنتِ بدري
والنجومُ الحالمه
نائمه
ويداك تلهوان بشعري
فيا عمري..
هل أنا في ليل حبٍ
أم أنا في حلم ليلٍ
لست أدري؟
كتبتها بعمر 14 سنة
**
إني أشك
يا حلوتي..
كم مرةٍ قلتِ ليَ
إنّي لكَ..
روحي، حياتي ملككَ
عمري، شبابي، روعتي
أنت حبيبي..
غنوتي
أنت عيوني..
مهجتي
يا منيتي
هل هذه الأغنيه
حقاً ليَ
أم هيَ
ملكُ الجميعْ؟
إني أشك حلوتي
بكلامك العذبِ البديعْ
كتبتها بعمر 14 سنة
**
أنت أنا
يا غنوتي..
يا فرحتي..
يا أملي الوحيدْ
يا حبّيَ العنيدْ
أنت شمسُ الدّنيا
أنت حلمُ الكونْ
أنت لغزُ الرؤيا
أنت للزهر لونْ
أهديك فؤادي
على طبقٍ من حبّي
يا بهجةَ أعيادي
يا حياةَ قلبي
بعينيك السحرْ
عشّش العمرْ
وعبيرُ الزّهرْ
من مروج خدّيك الحمرْ
دموعك مرآةُ حبّي
آهاتُك دقّاتُ قلبي
أصلّي الليالي ليحميكِ ربّي
أنتِ خشوعُ صلاتي
أنتِ أنا
يا حياتي
كتبتها بعمر 13 سنة
**
يا حبيبي
من شدو الطير في الآفاقْ
من حفيفِ الأوراقْ
من نسمات الجبال
من عبير أزهار التلالْ
من السحر والخيالْ
من نبضات قلبٍ دمه الآمالْ
من نور الشمس عند الغيابْ
من انبلاجها عند الفجر
من ضوء القمر
من مناجاة نجوم السهرْ
من زغرودة الأعراسْ
من ترنيمة القداسْ
من الجمال
من حرقة الأنفاسْ
من وحي جبران
من مناخ لبنان
صغتُ كلامَ رسالتي هذه
علّها تكشفُ لك عن مكنونات قلبي
وتضيء بالحب دربي
يا حبيبي..
ما أهنأ حبّي
كتبتها بعمر 13 سنة
**
حلمة النهد
حلمةُ النهدِ التي قبّلتُها
وعصرتُ منها ما أريدُ من الشّرابِ
كي تطفىءَ الشهواتُ نيرانَ شبابي
حلمةٌ سمراءُ كم أحببتُها
وعجنتُها..
وخبزتُها
وكمهرةٍ عربيةٍ روّضتُها
هذا أنا يا حلمةَ النهدِ الجميلْ
شاعرُ..
بين يديهِ المستحيلْ
كتبتها بعمر 15 سنة
**
طفلة صغيرة
ـ1ـ
طفلةٌ صغيره
تسيرُ في الدروبْ
كأنها أميره
فتسحرُ القلوبْ
ثيابها قصيره
لتكشفَ الجمال
وتوقظَ الخيال
وتلهبَ المشاعر
في قلب كل شاعر
هذه الصغيره
الجميلةُ.. المثيره
كم هي قديره
ـ2ـ
تسمّرتْ عيناي بغادةٍ حوريه
كالوردة الجوريه
شعرُها شلال
مِشيتُها دلال
تطيِّرُ العقولْ
أود أن أقولْ
لهذه الصبيه
رحماك بالرجال
كتبتها بعمر 15 سنة
**
سيدتي
ـ1ـ
أرى الوجودَ بعينيكِ
بشعرك الطويلْ
بجفنك الكحيلْ
باحمرار الورد في شفتيكِ
ـ2ـ
سيدتي الجميلة البهيّه
في تلك العشيّه
عندما التقينا سويّا
شربتُ من كؤوس الراحْ
حتى ثملتُ
وقلتُ
بكل ارتياحْ:
دعيني أنام
بقربك إني
كثيرُ التمنّي
بليل الغرام
ـ3ـ
وكم بليالي الشتاء الطويلْ
جرّح نومي العويلْ
ودقّ على باب قلبي صراخٌ
يقول: انقذوني
ضبابُ الليل قد أعمى عيوني
ولم أبالِ
وكيف أبالي
وجسمي أنا في صقيع الليالي
عليلٌ عليلْ
يفتّش عن سيّده
جميلةٍ ممجده
تختصر النساء
في ليلة حمراء
**
من سأقاتل
ـ1ـ
نهودك قنابل
وشعرك جحافل
فكيف أقاتل؟
ومن سأقاتل؟
ـ2ـ
أنا للبلادِ
للنصر.. للجهادِ
أنا ما خلقتُ
لركب الجيادِ
خبرت الحروبَ
مشيتُ الدروبَ
أنام في البراري
لا أعرف الطيوبَ
ـ3ـ
أنا في الليالي
رفيقتي الباروده
ومدفعي الغالي
يسامرُ الحدودَ
لكنّي يا حبيبتي
بالرغم من جنديّتي
توجد في طبيعتي
شهوةُ جنسٍ قاتله
رغبةُ حبٍ سافله
تكاد أن تقتلني
لكنني..
أمسكت بقنبلتي
وسائرِ أسلحتي
حضنتها
قبّلتها
أطفأت فيها شهوتي
**
بحر عينيك
أحببتك..
ولم أبُح بحبّي
سلبتِ عقلي وسكنتِ قلبي
رأيتك الملاكَ الناصعَ البياض
فراشةً جميلةً
تداعبُ الرياض
شعرك كغيمة في الفضاءْ
حجبت نجوم السماء
والنجم عيناك
فمك الأحمر الورديّ
وشفتاك.
أحببتك.. حبّ قيس لليلى
حبّ عبلى لعنتر
وأكثر..
وأكثر..
وأنتِ عني غافله
تقتلين الفرص يا جاهله
كي أحاكيكِ
بشتّى المواضيعْ
علني في بحر عينيك أضيعْ
**
أتصرخين؟
أتصرخين؟
لأنني اقتربت منكِ
أتصرخين؟
وكلّ ما أريده الترفيهَ عنكِ
أخاف، يا عزيزتي، على الصبا
يزوي كأزهار الربى
يتعرّى كالشجر
وعندما يأتي القدر
من يدري يا بنت البشر
قد تصبحين فلةً،
أو تربةً،
أو من حجر.
**
هذه الفتاة
ـ1ـ
حبيبتي الجميله
كأنها القمر
ممشوقة، طويله
تنافس الشجر
أحبها الجمال
والشعرُ والخيال
والزهر والبشرْ
ـ2ـ
حبيبتي الطروب
تسرق القلوب
تفتن الشعوب
تسحر النظر
ـ3ـ
هذه الفتاة
نوّرت دربي
ليتها تدري
بالذي يجري
داخل قلبي
من أجلها أتوب
وأفرش الدروب
بالزهر والطيوب
كي تشعر بحبي
**
ألف محال
ورودُك الحمراءُ
أودعتها كتابي
فأنتِ ربيعُ شبابي
ورودٌ..
طيبُكِ فيها
أقبلها.. أداريها
أسايرها.. أناجيها
أأزعل منكِ؟
محالْ..
أيزعلُ الإنسانْ
من روعة الجمال
من رفّة الخيال
من ضحكةٍ مملوءة
بالحبّ والحنان
محال..
وألف محالْ
**