مثلها عام 1987 أكثر من 300 تلميذ وتلميذة من الصفوف الابتدائية في معهد سيدة لبنان هاريس بارك ـ سيدني أستراليا، وقد تم نقلها الى عدة أشخاص فقط.
**
أشخاص المسرحية:
مسعود بيك
زعران مسعود بيك
بو يوسف
ام يوسف
سعدى
نبيهة
سعاد
عصام
سلوى
الشاعر
الأطفال:
يوسف
هدى
نجلا
**
المشهد الأول
"ملعب مدرسة، الاطفال يلعبون، منهم من يأكل ومنهم من يرمي طعامه في سلة المهملات"
هدى:
حرام عليكن تزتّوا أكلكن بالزباله
يوسف:
إنتي شو خصّك فينا؟
هدى:
أنا قلبي ع أهلكن العم يشتغلوا ويتعبوا تا يشتريوا هالأكل العم بتزتوه.. وفي ناس كتير ميتين من الجوع..
يوسف:
ألله ألله ع الفهم.. ألله ألله ع التهذيب..
نجلا:
هلّق انتي بدك تعلمينا شو ناكل وشو نزت بالزباله.. صحيح انك بنت حشريه
يوسف:
أنا امي بتلفلّي زوّادتي من دون ما تسألني، العمى شو هالقلّة الذوق، بيخلفونا تا يطعمونا ع ذوقُن..
هدى:
حرام تحكوا هيك، أهلكن عم يتعبوا منشاكن، لازم تقولولن ألله يطوّل بعمركن..
نجلا:
إحم إحم.. ع قوّة هالفهم..
هدى:
لازم تساعدوا أهلكن.. حرام عليكن..
نجلا:
أنا ما عندي وقت أبداً..
هدى:
الظاهر عم تدرسي كتير.. تا بتضلي كسلانه هالقد..
نجلا:
لأ.. أول ما بوصل من المدرسة ع البيت، بحضر تلفزيون..
هدى:
وبعدين؟
نجلا:
كمان بحضر تلفزيون..
هدى:
مش معقول شو انك بلا تربايه
"نجلا تغني على لحن بكتب اسمك يا حبيبي للسيدة فيروز"
نجلا:
ـ1ـ
بكتب إسمك يا استاذي
ع إنّك مريض
بتكتب إسمي يا استاذي
بالخط العريض
حتّى تشوفو الريسه
وتقللي: بْلا مُستحى
جيبي أهلك يا كسلانه
إنتي مسرّحه
ـ2ـ
وحلفتلّك إنّي
ضيّعتو لكتابي
شهدولي أصحابي
وما كنت تصدّقني
صرخت: يا صبيّه
هالقصه نسيناها
من زْمان سمعناها
وبعدا هيي هيي
ـ3ـ
وحياتك عم إدرس
ما بعرف قدّيش
ما دامي عم إدرس
ليش دخلك ليش
بكتب إسمك يا استاذي
ع إنّك مريض
بتكتب إسمي يا استاذي
بالخط العريض
حتّى تشوفو الريسه
وتقللي: بْلا مُستحى
جيبي أهلك يا كسلانه
إنتي مسرّحه
"صوت اطلاق نار كثيف، يدخل بعض زعران الميليشيات اللبنانية، بغية احتلال المدرسة، صراخ اطفال"
أزعر:
نحنا احتلينا المدرسه.. علقت الحرب.. اقطعوا كل الطرقات.. ما لازم يفوت أكل ع الضيعه.. مفهوم
أزعر ثانٍ:
أمرك سيدنا..
"يهرب الاطفال.. يدخل بو يوسف وهو يلبس الشروال"
وقاف.. لوين رايح؟
بو يوسف:
جايب شويّة أكل لولادي..
"يضربون بو يوسف"
أزعر:
قال جايب أكل قال.. هاتُن لهون.. العمى شو قليل الذوق
بو يوسف:
حرام عليكن تسرقوا أكل أطفالي
أزعر:
نبّشولو شروالو من تحت.. أكيد مخبّى شي جوات الشروال..
"ينبشون الشروال"
بو يوسف:
عيب يا جماعه.. لهالدرجه وصلتو..
أزعر:
شو في معك بالشروال.. قرّ أحسنلك..
بو يوسف:
بحلفلكن بألله.. ما معي شي..
أزعر:
انت واحد كذّاب.. لآخر مره رح إسألك: شو في معك بالشروال؟
بو يوسف:
إذا مصر انك تعرف رح قلّك..
أزعر:
هلق بلشت تفهم.. عجّل قول..
بو يوسف:
ما معي إلا الورتني ياه المرحوم
أزعر:
شو عم بتقول.. زتّوه برّا..
"يرمون بو يوسف خارج المسرح"
عافاكن يا شباب.. الناس رح تموت من الجوع.. اذا وضعنا حاجز ع أول الضيعه وصادرنا كل المواد الغذائيه.. أكيد رح يستسلموا الاهالي ونحتل الضيعه..
أزعر ثانٍ:
بس يا سيدنا بأول الضيعه في حاجز تاني، ويمكن يصير اشتباك بين الحاجزين..
أزعر:
لا تخافوا.. مش رح نقوّص ع بعضنا.. هيك التعليمات..
"يوسف ونجلا يعودان الى ملعب المدرسة، يبحثان عن الطعام في سلة المهملات"
يا ولاد.. شو بعدكن عم تعملوا هون.. روحوا أحسن ما نقوّصكن..
نجلا:
حرام عليكن نحنا جوعانين.. عطونا شي تا ناكل..
ازعر:
قلتلكن روحوا من هون..
"يوسف يفتش في سلة المهملات عن طعام"
يوسف:
هودي أكلاتنا.. نحنا شلحناهن هون.. تركونا ناكلن.. حرام عليكن..
ازعر:
اذا كان هيك.. حملوهن يا رجال وكبّوهن بالحرش..
"يهرب يوسف ونجلا. يخرج الزعران"
**
المشهد الثاني
"يدخل عصام وسلوى"
سلوى:
إذا بقيت الحاله هيك أكيد مش رح نتزوج..
عصام:
غيمه سودا وبتمرق.. لبنان معوّد ع الأزمات السياسيه..
سلوى:
هيدي مش أزمه سياسيه.. هيدي حرب أهليه.. عم تفهم شو يعني حرب..
عصام:
قلتلك ما تخافي.. بكرا بتفرج..
سلوى:
يا حبيبي.. يا روحي.. يا عيني.. عم يقتلوا الناس ع الهويّه.. يعني المسلم عم يقتل المسيحي.. والمسيحي عم يقتل المسلم.. فهمت هلّق؟
عصام:
وانتي صدقتي هالشي؟..
سلوى:
أكيد صدقت.. شو مش عم تسمع الأخبار؟
عصام:
فإذن اسمعيني منيح: نحنا جيران، عشنا العمر كلو الباب حد الباب.. والشباك مفتوح ع الشباك، ومش ممكن نتفرّق.. مبسوطه هلّق؟
سلوى:
أنا شو رح يصير فيي إذا لقطوني الزعران ع حاجز من دينك.. أكيد بيدبحوني
عصام:
إنتي من هيك خايفه.. قوليلن حبيبي أنا من دينكن انتو.. وبيفرجوا عنّك..
سلوى:
أكيد عم تمزح؟!
عصام:
يا حبيبتي.. ما دام في تنين متلنا بهالوطن، بيحبّوا بعضن كتير، وأقوى من كل الطوائف.. لبنان ما بيموت..
سلوى:
بس نحنا رح نموت.. حبنا مش مقبول بوطن طائفي..
عصام:
أهلك وأهلي وافقوا ع حبنا..
سلوى:
أهلك وأهلي مش زعران.. الزعران هنّي اللي رح يقتلونا..
"يدخل الشاعر"
شاعر:
كنت عم إسمعكن من بعيد.. قصتكن بتفرّح وبتحزّن.. إذا تمّت فرحتكن رح قلكن قصيده.. وإذا، لا سمح ألله، ما تمّت، تركوا الباقي عليي..
سلوى:
وشو رح تعمل؟
شاعر:
رح خليكن تصيروا اسطوره.. يحكيها البي لولادو.. تتناقلها الأجيال.. ويغنوها الناس بأعراسن.. هيدا وعد..
سلوى:
أنا ما بدي صير اسطوره.. أنا بدي صير عروس.. إتزوج عصام وبس.. ويصير عندي عيله بيفتخر فيها لبنان..
عصام:
من تمِّك لباب السما..
"يدخل الزعران وهم يحملون مسعود بيك على الاكتاف"
شاعر:
وصلوا الزعران.. هلق صار لازم تخافوا..
الزعران:
مسعود بيك لا تهتم
عندك زلم بتشرب دم
مسعود بيك مسعود بيك
كل العالم لعينيك
مسعود بيك نيّالك
بتربي الهول رجالك
مسعود بيك:
شكراً، شكراً ع هالمحبه الظاهره
"يقف الشاعر بوحهه صائحاً"
شاعر:
تا نحسبك شي يوم زقّفت لزعيم
لازم بِـ سرعه تقص صابيعك
وتصيح بالعالي اغفرلي يا رحيم
وتحني الرقبه وتسكب دموعك
مسعود بيك:
شو عم بيخرفش هيدا.. شيلوه من قدامي أحسن ما ابتلي فيه
"يهجم الزعران على الشاعر يحاولون اخراسه، ومع ذلك يكمل بصوت أعلى"
شاعر:
هُوِّي اللِّي خَلاَّ بْلادْنَا تْعِيش بْجَحِيمْ
وْهُوِّي الْـ حَرَقْ عَ مَدْبَحُو شْمُوعَكْ
وْهُوِّي الْـ هَدَمْ عَنْ قَصْد جَنَّاتْ النَّعِيمْ
وْهُوِّي الْـ سَرَقْ تَا تْمُوتْ مِنْ جُوعَكْ
الزعران:
سد بوزك ولاه..
شاعر:
وْهُوِّي اللِّي مِنُّو خَافْ شَيْطَانْ الرَّجِيمْ
وَقْت الْـ قَتَلْ إِمَّاتْنَا وْبَيَّاتْنَا
وْمَنْعَكْ يَا خَيِّي تْحَقِّقْ رْجُوعَكْ
مسعود بيك:
يا حضرة الشويعر سمعني منيح: مش كل الزعما متل بعضُن.. مثلاً أنا ع طول بزوركن.. بسمع شكاويكن.. بخفف مصايبكن.. ولهالسبب تعّبت حالك ع الفاضي.. روح قول هالشعر المفشكل لغيري.. فهمت؟
سلوى:
لا تصدّق.. كلّن.. يعني كلّن..
عصام:
إنتي لا تتدخلي.. هلق بيخطفوكي..
سلوى:
إذا منضل ساكتين.. بتروح علينا.. لازم حدا يوقف بوجّن.. سرقوا بلادنا.. وجبرونا نهاجر
مسعود بيك:
كلامك أثّر فيي كتير يا بنتي.. بس عيب تقولي كلّن يعني كلّن.. انتي بنت مين؟
سلوى:
أنا حبيبة عصام.. وحضرتكن مش عم بتخلونا نتزوج.. كل يوم قواص وقتل وخطف.. ما حلكن تتعبوا وتخافوا ألله؟
مسعود بيك:
وعصام ابن مين؟
عصام:
أنا حبيب سلوى..
مسعود بيك:
الظاهر انكن من اديان مختلفه، ولهالسبب عم تخفوا أسامي أهلكن وتتمسكوا بالحب.. بس للأسف الزواج بين المسيحيين والمسلمين بيعمل فتنه..
شاعر:
إسلام ونصارى عم نقلّك
بصوت واحد: فلّ عنّا فلّ
أحرار نحنا وصعب تا تحتل
وترخي ع شبر من الوطن ظلّك
مسعود بيك:
بعدك عم تنبّح.. أنا عم بحكي مع العرسان انت شو دخلك؟
"يلتفت الى عصام وسلوى"
من كل قلبي بقول ألله يهنيكن، ولا تنسوا تعزموني ع العرس.. وألف مبروك سلفاً..
"يهمس في أذن أحد الزعران"
زواج سلوى وعصام معقول يخربط التركيبه الطائفيه بلبنان.. ما لازم نتركهن يتزوجوا.. قال حب قال.. بعد ناقص..
"تقترب أم يوسف من مسعود بيك"
ام يوسف:
يا بيك.. من كم يوم زعران الميليشيات ضربوا زوجي بو يوسف وصادروا أكلاتنا.. وما ضل عنّا شي تا ناكل..
مسعود بيك:
وليش ما بتروحي تسلّقي.. اكل السليق منيح بيخفّف الشحم بالدم..
ام يوسف:
يا بيك.. مبارح قتلوا جارتنا مريم هيي وعم بتسلّق..
مسعود بيك:
مريم ما غيرا؟!.. العمى هيدي بتخصّني.. راح عليي صوت انتخابي مضمون..
ام يوسف:
قتلوها ع الهويّه..
مسعود بيك:
منقتل عشره بدالا..
ام يوسف:
لا لا يا بيك.. نحنا ما بدنا نقتل الناس.. كل العم بيموتوا أبريا، وهنّي بالأساس إخوه بالوطن.. الظاهر ما في دوله
مسعود بيك:
قلتي: دوله.. دوله؟.. ولِكْ أنا الدوله..
"يقهقه بصوت عالٍ ويغني وهو يرقص"
ذكرتيني بغنيّه بتقول:
مريم مريمتي عيني مريما
والقلب مجروح بدّو مرهما
غنيت هالغنيّه عن روح جارتك مريم.. ألله يرحمها..
سعدى:
غنيتا انت وعم ترقص يا بيك..
مسعود بيك:
أنا ع طول برقص ع هالغنيّه..
سعدى:
ونحنا كمان عم نرقص ع صوت المدافع..
مسعود بيك:
يا جماعه.. بس تسمعوا صوت المدافع تخبّوا، تا ما تموتوا.. أنا قلبي عليكن..
"يصرخ الشاعر مرة أخرى"
شاعر:
ضْحِكْتُوا عْلَيْنَا كْتِيرْ
وْصَارْ وَقِتْنَا نِحْنَا
نْدَاوِي الْجرحْ الِكْبِيرْ
الْـ فَجَّرْ جَوَارِحْنَا
الْـ خَلاَّ الزَّمَانْ يْصِيرْ
يْشَقْلِبْ مَطَارِحْنَا
وِبْسَاعِة التِّعْتِيرْ
يْشَمِّرْ تَا يِدْبَحْنَا..
مسعود بيك:
"يهمس باذن احد ازلامه"
هيدا لازم تخلصوني منّو.. مفهوم؟
ام يوسف:
نحنا جوعانين يا بيك..
مسعود بيك:
بكرا منقضي عليهن وبتفرج..
ام يوسف:
وبركي قضيوا علينا..
مسعود بيك:
كمان بتفرج.. يللا.. بخاطركن..
أزلام مسعود بيك:
مسعود بيك لا تهتم
عندك زلم بتشرب دم
"يخرج مسعود بيك وأزلامه"
ام يوسف:
ولِك كيف بدّن يشربوا دم
ليش الدم بيبسي كولا؟
شاعر:
يَا شَعْبِي الْوَاقِفْ بِالْعَتْمِه
وِالنُّور بْقِنْدِيلَكْ حَامِلْ
نَاطِرْ حَتَّى تْقِلُّنْ كِلْمِه
تِضْوِي وْتِكْبَرْ قَدّ النِّجْمِه
أَوْ تِزْغَرْ وِتْصَفِّي مْشَاعِلْ
دَبْحُوكْ.. وْدَهْنُوا جَزْمَاتُنْ
بَاعُوكْ.. وْعَبُّوا خَزْنَاتُنْ
وْبَعْدَكْ عَمْ تِسْمَعْ حَكْيَاتُنْ
قَاتِلْهُنْ.. يَا شَعْبِي.. قَاتِلْ
**
المشهد الثالث
"الزعران يهاجمون القرية، الاهالي والاطفال يهربون"
نبيهة:
دخيلكن اركضوا عليي.. ابني بعدو بالضيعه، والضيعه عم تحترق.. دخليكن ساعدوني تا خلّص ابني..
بو يوسف:
ما فينا نعمل شي.. الضيعه احترقت..
نبيهة:
لا، لا، مش معقول.. أنا بدي ابني..
بو يوسف:
ألف ابن متل ابنك عم بيموتوا كل يوم..
نبيهة:
أنا رح انطرو هون.. انتو روحوا.. انا رح انطرو
بو يوسف:
قومي يا نبيهه.. رح يوصلوا عليكي..
نبيهة:
ابني بيخلّصني، زنودو متل الصخر، قامتو قد الارزه، أنا ابني بطل..
بو يوسف:
إي يا نبيهه.. مشي معي قبل ما يوصلوا..
نبيهة:
إذا وصلوا بسألن عن ابني
"يخرج بو يوسف، يصل الزعران"
ازعر:
كلمة السر؟
نبيهة:
إبني..
ازعر:
عم بسألك: شو كلمة السر؟
نبيهة:
إبني..
ازعر:
ولِك قولي شو كلمة السر؟
نبيهة:
إبني وحيدي..
ازعر:
يا حرمه رح بتموتي.. قولي شو كلمة السر؟
نبيهة:
وينو إبني؟
ازعر ثانٍ:
اسألها من أيّا ضيعه تا نعرف شو دينها..
ازعر:
يا ست.. انتي من أيا ضيعه؟
نبيهة:
من ضيعة ابني..
ازعر ثانٍ:
يخرب بيتِك أكتر منّو خربان.. قوليلو شو كلمة السر؟
نبيهة:
لبنان.. لبنان.. لبنان
ازعر:
اقتلوها.. اقتلوها.. اقتلوها..
أزعر ثانٍ:
كيف بدنا نقتلها ومش عارفين شو دينها.. نبيهة اسم مسلم ومسيحي.. وحضرتها ما معها تذكره.. ومش عارفه شو اسم ضيعتها.. تركوها هون بركي بتجيها شي رصاصه طايشه وبتقضي عليها..
أزعر:
معك حق.. إمشوا يا شباب.. مش رح نقلل عقلنا ع حرمه نص مجنونه..
**
المشهد الرابع
"نجلا ويوسف وهدى"
نجلا:
ساعة ما بدّن بيقولولنا طلعوا لبرا، وساعة ما بدّن بيقولولنا فوتو لجوا.. ما بقى تخلص هالحرب؟
يوسف:
لو بدّن كانوا بيخلّصوها، بس ما بدّن..
هدى:
مين هنّي الما بدّن..
نجلا:
هنّي.. هنّي
هدى:
ولِك مين هنّي؟
نجلا:
الناس اللي فوق..
يوسف:
والناس اللي تحت؟
نجلا:
بيجوعوا متلنا.. بيتشردوا متلنا.. وبيموتوا متلنا..
هدى:
بكرا ألله بيفرجها علينا.. لا تخافوا..
نجلا:
كيف بدّو يفرجها علينا ونحنا ناسيينو
هدى:
أنا كل ليله بصليلو، وبقلّو: يا رب خلّص لبنان
نجلا ويوسف:
يا رب خلّص لبنان..
هدى:
واحمي شعبو..
نجلا ويوسف:
يا رب..
هدى:
ووحّد أرضو..
نجلا ويوسف:
يا رب..
هدى:
ووقّف هالحرب..
نجلا ويوسف:
يا رب.. يا رب
"هدى ونجلا ويوسف يغنون"
هدى:
رفعنا إيدينا للسما
وحكيت عينينا بالوما
دخلك يا ربي
لبنان محبّه
ليش حتّى يغرق بالدّما
نجلا:
لبنان الصامد للأبد
موجود ومتلو ما انوجد
لازم يتعلّى
دخلك يا ألله
أرزات بلادي بتنعبد
يوسف:
رفعنا إيدينا والصلا
بتحمي وطنّا من البلا
زيّنا الكلمه
بآيات ونغمه
ع شفاف بيضحكلا الحلا
هدى ونجلا ويوسف:
نحنا العبيد الطائعين
نحنا الأحبّه الخائفين
منضل نصلّي
تا حتّى تخلّي
نورك بقلوب البائسين
هدى:
وين ما بتروحوا، علموا هالغنيّه للأطفال، كتبوها بدفاترهن، علقوها ع الحيطان اللي منخورها الرصاص..
يوسف:
شاعر من ضيعتنا كتب هالصلا..
نجلا:
خافوا من أشعارو.. قاموا قتلوه تا يقتلوا أشعارو.. ألله يجازيهن..
هدى:
ونحنا نكايه فيهن.. رح منضل نردد أشعارو ونغنّيها.. نكتبها بدفاتر المدارس، نوزّعها مع لعب الاطفال، نعلّقها ع عواميد الكهربا، تا الكل يعرف إنّو لبنان بلد الحرف والثقافه والتعبير عن الرأي.. وصدقوني قد ما يغتالوا شعراء، لبنان رح يبقى بلد الحريّه المش ممكن يصادرها زعيم.
**
المشهد الخامس
"بو يوسف يتطلع نحو السماء"
بو يوسف:
يا رب، يا حبيب قلبي إنتْ.. ما في غيرك بيرحمنا وبيرد عنّا هالضربات.. تصوّر يا ألله إنُّن ما عم بيخلونا ناكل، ما عم بيخلّونا ننام، ما عم بيخلّونا نتجوّل. ومش هيك بس علّقوا الجيران ببعضن، وصاروا يقتلوا ع الهويّه ومن دون هويّه. صدّقني يا ألله إنّو القتل من دون هويّه صار موضه دارجه ببلادنا. كيف؟ رح خبّرك.. بيكون الواحد رايح يشتري ربطة خبز تا يطعمي ولادو، بيقوّصوه من شي شبّاك، من شي سطح بنايه.. وبيروح لعندك ترانزيت.. ألله يرحمو. بس الشي المنيح بهالحرب إنّو من قوّة صوت المدافع ما عادت مرتي تسمع شخيري..
ام يوسف:
شو.. شو.. شو.. عم تحكي بقفايي..
بو يوسف:
لا تخافي ما حدا غريب..
ام يوسف:
مع مين كنت عم تحكي؟
بو يوسف:
مع ألله..
ام يوسف:
مع ألله؟!.. مع ألله وما حدا غريب؟
بو يوسف:
ولِكْ يا ام يوسف.. بدّي فشّ قلبي.. الحاله ما عادت تنطاق..
ام يوسف:
فش قلبك لمرتك.. بتفشّو لألله؟
"تدخل سعدى"
سعدى:
شو بكن يا جماعه؟ صوتكن معبّى الدني..
ام يوسف:
سمعتو عم يحكي بقفايي..
سعدى:
يا عيب الشوم عليك يا بو يوسف..
بو يوسف:
ولِكْ.. كنت عم احكي مع الله..
سعدى:
مع ألله وما بتستحي ع شيبتك؟ والله والله لو كان زوجي عم بيفسّد عليي لألله كنت.. كنت..
أم يوسف وبو يوسف:
كنتي شو؟
سعدى:
كنت قلتلو هيدا واحد كذّاب لا تصدقو..
ام يوسف:
مشّي قدّامي ع البيت.. أحسن ما يخطفونا ع شي حاجز طيّار..
"صوت رصاص"
سعدى:
دخيلكن اركضوا..
بو يوسف:
لا تخافوا أنا معكن..
ام يوسف:
عجّل يا بو يوسف.. راحت علينا..
بو يوسف:
انتو جُبناء.. لبنان بدّو أبطال متلي..
ام يوسف:
بلا ابطال بلا بلوط.. عجّل تا نخلِّص بروحنا..
بو يوسف:
ومين بدّو يحرّر لبنان؟
ام يوسف:
انت رجّال ختيار.. ما فيك تجرّ حالك..
"صوت رصاص قوي"
سعدى:
عجّلوا يا جماعه.. صوت الرصاص قرّب.. رح يوصلوا علينا..
بو يوسف:
أنا بدّي ضلّ هون.. بدّي حرّر هالوطن..
ام يوسف:
جنّ بو يوسف.. خِوِتْ بو يوسف..
بو يوسف:
بدّي قلّن هيدي أرضي.. وأرضي مقدسه.. ما حدا
بيدنّسها..
سعدى:
يا حرام ع بو يوسف.. أكيد رح يقتلوه الزعران..
ام يوسف:
وكيف بدّك تحرّر أرضك من الزعران وما معك سلاح؟
بو يوسف:
أنا.. أنا.. ما معي سلاح.. انطريني تا إسحبو..
"يحاول أن يسحب شيئاً من شرواله"
سعدى:
ليكي زوجك يا ام يوسف.. أكيد جنّ..
ام يوسف:
عيب يا رجّال.. استحي قدّام جارتنا سعدى..
بو يوسف:
بدّي إسحبو..
"يدخل يده مجدداً في الشروال وكأنه يخلعه، تحاول ام يوسف منعه"
ام يوسف:
دخيلك يا سعدى.. ساعديني
سعدى:
"تدير وجهها عن بو يوسف"
هيدي مسائل بين الرجّال ومرتو.. أنا شو خصّني؟
"بو يوسف يسحب مسدسه من الشروال ويرفعه عالياً"
وحياة عيونك يا لبنان، بدي خلصك من هالزعران..
القبضاي يقرّب..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
بو يوسف:
بقلب الجيبه..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
بو يوسف:
وبالشروال..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
بو يوسف:
الوطن بدّو..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
بو يوسف:
الحاكم بدّو..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
بو يوسف:
الأزعر بدّو..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
بو يوسف:
ومرتي بدّا..
ام يوسف وسعدى:
فرد.. فرد..
أم يوسف:
مشّي قدّامي ع البيت.. انت واحد فردك مصدّا..
"صوت رصاص"
سعدى:
دخيلكن.. عجلوا.. وصلوا الزعران..
**
المشهد السادس
"مسعود بيك يوزّع زعرانه على الحواجز"
مسعود بيك:
يا شباب انتبهوا منيح شو رح قلكن.. ما بدّي ترحموا حدا.. إذا بتقتلوا واحد مسيحي، بتقتلوا مقابيلو واحد مسلم.. والأفضل ترموا جتة المسيحي بخراج ضيعه اسلاميه، وجتة المسلم ع شي طريق بتوصّل لضيعه مسيحيه.. ولا تنسوا شو وصّيتكن: ما بدي لا شفقه ولا رحمه.. النظام الطائفي بلبنان لازم يبقى ويقوى اكتر.. نحنا من دونو صفر مكعّب.. مفهوم؟
الزعران:
مفهوم يا بيك..
"يخرج مسعود بيك ويبدأ الزعران بنصب الحاجز، يمر الشاعر على الحاجز"
أزعر:
وين رايح؟.. شو هيئتك أعمى؟ مش شايف إنّو في حاجز ولازم توقف؟
شاعر:
نحنا تعوّدنا عليكن.. وما عدنا نخاف..
أزعر:
شو.. الظاهر شادد ضهرك بشي زعيم تا عم تحكي معنا هيك.. فيك تقللي شو اسمك؟
شاعر:
أنا إسمي شاعر..
أزعر:
إنت يساري أو يميني؟
شاعر:
أنا ما بفهم يمين
أنا ما بفهم يسار
أنا بفهم إنّو النار
لازم توقف مهما صار
بحيث العم بيموتوا هيك
ما انوجدوا بخاتم لبيّك
ولا بقنديل علاء الدين
هودي أهلي المحبين
يعني مهما الدولاب دار
وحكيوا وفبركوا أخبار
رح يبقوا لبنانيين
رح يبقوا لبنانيين
رح يبقوا لبنانيين
أزعر:
وعم بتقولا تلات مرّات ومش خايف..
شاعر:
مش عم قول شي غلط تا خاف منكن..
أزعر:
انت مسلم أم مسيحي؟
شاعر:
بؤمن بألله وعيب أكّد هالإيمان
بؤمن بعيسى وبالرسول كْمان
بؤمن بإنجيلي وبالقرآن
بؤمن بوحدة شعب
عاش برضى وبحب
ع أرض لبنان
أزعر:
خدوه.. هيدا عدو الوطن.. عميل أجنبي.. لازم نتخلص منّو حالاً..
شاعر:
عارف أنا عم اكتب بشعري
نهايتي.. ونهايتي استشهاد
وعم إسرق الايام من عمري
وايام عمري كلها أمجاد
ما همّني لو يطعنوا صدري
وما همني لو صار جسمي رماد
البيهمني ما ينفتح قبري
إلاّ ببلادي وينكتب فوقو:
مات تا يفدي شعب وبلاد
أزعر:
لا تخاف، رح تموت ويموت شعرك معك..
شاعر:
معقول تقتلوني بس فشرتو تقتلوا شعري..
أزعر:
قبل ما تقتلوه.. قصّولو لسانو.. وفضّوا تلات رصاصات براسو.. خدوه..
"يأخذون الشاعر خارج المسرح، يُسمع صوت ثلاث طلقات نارية"
أزعر:
ألله ما يرحمو..
"تدخل نبيهة"
يا هلا.. يا هلا.. رجعنا التقينا..
نبيهة:
وينو ابني.. عم فتّش ع إبني
أزعر:
بعد خمس دقايق بتلاقيه..
نبيهة:
دخيلك قللي وين؟
أزعر:
فوق، فوق بالجنه
نبيهة:
عجلوا خدوني لعندو.. ما عاد عندي شي تا إخسرو.. حرقتو بيتي، قتلتو ابني، وسرقتو وطني.. أنا معقول فوت ع الجنّه بس انتو جهنم مش رح تستقبلكن..
أزعر:
فإذن.. رح وديكي تشوفي ابنك.. خدوها
أزعر ثانٍ:
"يهمس في أذن رفيقه"
مسعود بيك اتصل وقال في هدنه.. لازم ننسحب..
أزعر:
يعني منتركها تروح..
أزعر ثانٍ:
أكيد لأ.. وقعت بإيدنا قبل الهدنه بدقيقتين.. قوّصوها
"يُسمع صوت طلق ناري.. يخرج الجميع"
**
المشهد السابع:
"تدخل سعاد وسعدى"
سعاد:
نشكر ألله العملوا هدنه.. صار فيني زوّج إبني..
سعدى:
هلّق وقت جازه.. والناس عم بيموتوا بالميّات..
سعاد:
بدّك ياني موت ويموت ابني تا نعمل الفرحه؟ هيدي ألله ما قالا..
سعدى:
ومين بدّو يتزوج ابنك؟
سعاد:
بنت الطحّان..
سعدى:
هيدي اللي بيّا بيّاع طحين؟
سعاد:
شو فيها يعني.. بالقليله ما منجوع..
سعدى:
ما كان أحسن لو تزوج بنتي؟
سعاد:
إنتي زوجك جوهرجي.. والجوعان ما بياكل دهب..
سعدى:
والله معك ألف حق.. لولا طحينكن ما عنا شي تا ناكلو..
"تدخل ام يوسف وبيدها طنجرة"
شو.. مبيّن جارتنا عم تطبخ..
ام يوسف:
بدي طعمي بو يوسف
سعاد:
وشو عم تطبخي؟
ام يوسف:
اليوم كان الكوسى مفقود..
سعاد:
وشو عم تطبخي؟
ام يوسف:
والباتنجان مفقود..
سعدى:
إي فهمنا.. وهلّق شو عم تطبخي؟
ام يوسف:
والملفوف مفقود..
سعاد:
طيّب.. وشو عم تطبخي..
ام يوسف:
والرز ما عاد إلو عز.. كمان مفقود..
سعدى:
فهمنا.. فهمنا.. وهلق شو عم تطبخي؟
ام يوسف:
ليكي يا سعدى.. انتي بنت البلد وما بدّو حدا يقلّك: كل شي مفقود..
سعدى:
وما لقيتي شي بالسوق تا تشتريه؟
"يدخل بو يوسف"
بو يوسف:
لقيتني أنا..
ام يوسف:
شو جابك انت هلّق؟
بو يوسف:
جابني الجوع..
ام يوسف:
جوعان كتير يا بو يوسف؟
بو يوسف:
عصافير بطني عم بتسكسك..
سعدى:
صرلي ساعه بقللا شو طابخه وما بتجاوب
بو يوسف:
ردّي ع جارتنا يا ام يوسف
ام يوسف:
ما بدّي ردّ..
بو يوسف:
شو طابخه يا ام يوسف؟
ام يوسف:
حتى اللحم مفقود..
بو يوسف:
وشو عم بتحرّكي بطنجرتك؟
ام يوسف:
بدّك تعرّف.. تفضّل شوف.. شوف منيح..
“تُدخل الطنجرة الفارغة في رأسه"
سعدى:
يا حسرتي عليك يا بو يوسف.. ام يوسف طبختلك راسك..
"صوت رصاص"
سعاد:
الظاهر خلصت الهدنه.. اهربوا..
"يخرج الجميع"
**
المشهد الثامن
" الأطفال في الملجأ"
يوسف:
صرلنا شهر مزروبين بهالملجأ، ما عم نشوف الضو.. لا في كهربا ولا مي تا نشرب.. ما في لقمة خبز نسد فيها جوعنا.. الزعران سرقوا فرحنا من يوم ما سرقوا الوطن..
هدى:
قبل الحرب.. كنا ننطر العيد، تا ننصب مرجوحه نتمرجح فيها.. وهلّق بدل المرجوحه صار لازم نعلق مشانق لزعران هالوطن. الزعران كتروا والقانون مات.. القانون ببلادنا انتحر دعسوا ع رقبتو ومشيوا. يا جيش بلادي خلّصنا.. ما إلنا غيرك.. انت أملنا.. فجر وطنّا.. اضرب ولا ترحم.. نحنا معك.
نجلا:
أنا ضجرانه كتير.. تعوا نلعب لعبة الاستاذ والتلميذ..
يوسف:
أنا الاستاذ.. وانتو تلاميذي..
نجلا:
لأ.. أنا بدّي كون الاستاذ..
يوسف:
الاستاذ صبي مش بنت.. أنا رح إعطيكن حرف وإنتو بتعطوني بيت شعر بيبتدي بهالحرف.. ألف..
هدى:
أرز لبنان ما بيقبل خيانه
البيخون الأرز ما عندو ديانه
يوسف:
عظيم يا هدى.. هلق نجلا.. باء
نجلا:
بدّي الجيش ينزل بـ وطنّا
غير الجيش يا ربي ما عنّا
يوسف:
ألله يسمع منّك.. حاء
هدى:
حلّوا بقى عن ضهرنا حلّوا
أرز الوطن نحنا اللي منجلّو
يوسف:
أكيد هيدي أشعار شهيد الوطن.. ذال..
نجلا:
دهب أسود.. دهب أصفر
دولار يعلا.. ليره بتخسر
يوسف:
هيدي معك حق فيها.. ياء..
هدى:
يا وطني اللي صار
مش ممكن يصير
عم تحصدك النار
ويلفّك التعتير
بهالملجأ ليل نهار
عم نرسم تصاوير
لأرزك الجبّار
ولشعبك المنهان
يا وطني لبنان
يوسف:
عين..
نجلا:
عم تغزلك إيدين
بمغازل الهنا
وعم ترسمك عينين
ع صفحات المنى
مهما غراب البين
طيّر واغتنى
بتضلك أرض تنين
ألله والإنسان
يا وطني لبنان
"تدخل أم يوسف"
أم يوسف:
يا ولاد بعدكن فايقين لهلّق.. ناموا رح يطلع الفجر..
يوسف:
وين الفجر يا امي؟.. نحنا مش عم نشوف غير العتمه بهالملجأ..
أم يوسف:
ألله كبير يا إبني.. ألله كبير.. ما بيترك محبينو..
هدى:
يا خالتي أم يوسف.. ألله نسينا من زمان.. من يوم اللي انتخبنا نفس الزعما الحراميّه.. نحنا شعب خان بلادو.. ولهالسبب ألله تركنا وراح يساعد غيرنا..
أم يوسف:
من وين جبتي هالحكي الأكبر منك.. بيقولوا إنّو ألله لمن نزل ع الأرض.. رفض يغبّر إجريه إلا بتراب غابة الأرز.. ولهيك إسمو أرز الرب..
نجلا:
نحنا مش شاطرين إلا بالتفنيص.. وبفضلنا نحنا بس.. صار الزعيم ألله.. بتسبّي ألله ما حدا بيحاسبك.. بتسبّي الزعيم بيفتحوا قبرك..
أم يوسف:
يا عمي إنتو من وين بتجيبوا هالحكي.. بعدكن زغار كتير ع السياسه.. التهيوا بدروسكن.. وروحوا ناموا..
يوسف:
انتو الكبار خربتوا الوطن ونحنا الزغار رح منعمرو..
"صوت رصاص.. يختبىء الأطفال"
**
المشهد التاسع
"عرس، صوت زغاريد، يدخل العروسان عصام وسلوى وبعض الناس"
سعاد:
يا أهلا.. يا أهلا بالعرسان.. نشكر الله اللي جزيرة قبرص قريبه تا فيكن تزوجتو
سلوى:
هربنا ع قبرص بشختوره زغيره.. ونشكر ألله ألف مرّه كان البحر هادي كتير..
سعاد:
وكيف رجعتو؟
سلوى:
كمان بالشختوره.. لأن لو سافرنا بالطيّاره.. مش آمنه الرجعه بالسيّاره.. طرقات المطار كلّا حواجز.. الشختوره آمنه أكتر.. والحمدلله رجعنا..
عصام:
لو كنا عنّا بلبنان زواج مدني ما كنّا تعذبنا هالقد.. كنا تزوجنا هون وفرحنا..
سعدى:
وليش ما بيعملوا زواج مدني.. ما دام الزواج القبرصي بيتسجل بالوزاره كزواج رسمي؟
عصام:
ببلاد الحرف، وأرز الرب، ممنوع المسلم يحب مسيحيه والمسلمه تحب مسيحي.. ونسيوا انو ألله محبه..
"يدخل مسعود بيك برفقة أحد أزلامه"
مسعود بيك:
فيكن تحبّوا.. وفيكن تتزوجوا.. واللي بيقول العكس حسابو عندي..
سلوى:
يعني انت بتشجع الزواج المختلط..
مسعود بيك:
ولهالسبب جيت هنيكن.. انشالله ولادكن بيكتبوا تاريخ جديد لهالوطن
"يهمس بإذن مرافقه"
بس روح بتمحوهن عن بكرة أبيهم.. قال زواج مختلط قال.. ليك ملاّ مصيبه..
سعدى:
بس يا بيك من كم يوم سمعتك عم بتقول انو الزواج المحتلط ضد التركيبه الطائفيه بلبنان..
مسعود بيك:
مجبور قول هالحكي تا ما يزعلوا مني رجال الدين..
عصام:
فيني أعرف مين بيحكم لبنان.. انتو أم رجال الدين؟
مسعود بيك:
إنت مين بتقول؟
عصام:
أنا بقول رجال الدين..
سلوى:
وأنا بشوف انو رجال السياسه حجار شطرنج بإيدين رجال الدين
مسعود بيك:
"يهمس بإذن مرافقه"
اتصل بالشباب لا تتأخّر.. لازم ننهي هالمسخره..
"يلتفت للعروسين"
بهنيكن من كل قلبي.. وبعد شوي رح توصل هديتي.. انشالله بتعجبكن.. وهلق صار لازم امشي..
سعاد:
يا هيك تكون الزعما يا بلا.. ألله معك يا بيك..
"يخرج مسعود بيك، يدخل الزعران وهم يطلقون النار، تسقط العروس أرضاً، يزحف العريس نحوها"
عصام:
وصلت هدية مسعود بيك..
سلوى:
قبل ما موت.. ساعدني أوقف شوي.. بدي قول شي..
عصام:
نحنا عم نموت.. شو رح ينفع الحكي
سلوى:
عجّل.. صورني بتلفونك.. وودي لأصحابك شو رح قول..
عصام:
عجّلي.. زيتاتي خلصوا
"عصام يصور سلوى"
سلوى:
"تتكلّم بصعوبة وهي تلفظ آخر أنفاسها"
أنا العروس سلوى، تزوجت زواج مدني من حبيبي عصام بجزيرة قبرص، ولمّن رجعنا ع لبنان.. هجموا علينا زعران مسعود بيك، وقتلوا كل الموجودين بالعرس.. قال حب يقدملنا هديه.. طلعت هديتو جريمه ضد الانسانيه.. ولهالسبب سمعوني قبل ما موت.. بطلب من كل الشباب والصبايا بلبنان يتزوجوا من بعضن، مسلمين ومسيحيين، نكايه بكل الزعما ورجال الدين.. يا بيقوم لبنان العلماني الحضاري.. يا رح توصلكن هدايا مسعود بيك متل ما وصلتلنا.. وتموتوا متل ما متنا نحنا..
"يدخل الأطفال"
يوسف:
لا تخافي يا سلوى.. نحنا منكمّل..
سلوى:
حلفوا بأرزة لبنان؟
هدى ونجلا ويوسف:
وحياة الأرزه.. رح نكمّل.. تا يخلق لبنان جديد..
سلوى:
هلق صار فيني موت.. عاش لبنان
"عصام قبل ان يقع ارضاً يرسل الفيديو، تقع سلوى على صدره، يحضنهما الاطفال وهم يرفعون علامات النصر"
**