مسرحيات قصيرة


 يحق للنائب 

ما لا يحق لغيره

   "المشهد مكتب فخم ازدان بالأزهار الجميلة، وفي أحد جوانبه كنبة يجلس عليها نائب، يحمل ورقة وقلماً. يدخل عليه نائب آخر"


النائب الأول:

صباح الخير يا عزيزي، أراك منهمكاً بكتابة خطاب سياسي!

النائب الثاني: 

"يرحب به ويجلسه إلى جانبه" 

أجل، أجل.. لقد دعيت مؤخراً لافتتاح مهرجان فني كبير..

الأول: 

مهرجان فنيّ؟!

الثاني: 

إيه.. مهرجان فني..

الأول: 

وما دخل السياسة بالفن؟

الثاني: 

سأغتنم الفرصة لبث آرائي بين جمهور الحاضرين.

الأول: 

ولكن هذا غشّ واحتيال!

الثاني: 

يمكنك أن تسميه ما شئت، ولكنه بنظري كسب شعبي، لا يمكنني الحصول عليه إلاّ في ظرف كهذا.

الأول: إلهذا الحدّ؟

الثاني: 

وأكثر..

الأول: 

حرام عليك يا صديقي.. دع الناس وشأنهم، دعهم ينعمون بالطرب، دعهم يصفّقون لصوت مطرب أعجبهم، فلقد ملّوا من التصفيق لنا، والتهبت حناجرهم من كثرة الصياح والصفير لدى رؤيتنا، دعهم ينعمون بعيداً عنّا ولو لمدة ساعتين فقط..

الثاني: 

ها.. ها.. لقد أصبحت مرشداً واعياً، وعهدي بك غير ذلك!

الأول: 

الأيام، يا عزيزي، تعلّم الانسان كل شيء.. حتّى الحكمة.

الثاني: 

وما معنى الحكمة؟

الأول: 

هو أن تعرف نتيجة عملك قبل الإقدام عليه.

الثاني: 

أعرفها يا سيّدي..

الأول: 

وهو أيضاً التطلّع إلى المستقبل من خلال الماضي والحاضر..

الثاني: 

لم أفهم..

الأول: 

ستفهم غداً، والغد قريب. والآن أرجوك أن تقرأ لي بعضاً مما كتبت في خطابك هذا.

الثاني: 

"يقف وقفة شاعر" 

إسمع:

سيّداتي، آنساتي، سادتي

جئت أقول كلمه

ليست كباقي الكلمات

فيها صدق وسلامه

فيها دعم للحياة

ما رأيك؟

الأول: 

أهذا شعر.. أم أنني غلطان؟

الثاني: 

لا بل أنت على صواب..

الأول: 

ومن أين حصلت عليه؟

الثاني: 

دفعت ثمنه..

الأول:

 "تأخذه الدهشة" 

وكيف؟!

الثاني: 

قصدت شاعراً مغموراً، وطلبت منه نظم قصيدة تلهب الأكفّ.

الأول: 

وهذا مطلعها؟

الثاني: 

أجل..

الأول: 

وبالطبع ستقول إنك أنت مؤلفها!

الثاني:

 "بحدة" 

ألم أدفع ثمنها؟ ثم لا تنسَ يا صديقي ان الشاعر يلاقي العطف أينما حلّ.

الأول: 

وهل يرضى الشاعر؟

الثاني: 

أعرف كيف أسكته..

الأول: 

أكمل..

الثاني:

 "وكأنه يفتّش عن ورقة أضاعها" 

سأقرأ عليك بعض الفقرات التي أضفتها إلى القصيدة.

الأول: 

تفضل.. كلّي آذان صاغية.

الثاني: 

الحكم رديء عندنا لدرجة قصوى، تصوّروا أنني قلت لأحد المسؤولون..

الأول: 

"مصححاً له" 

لأحد المسؤولين..

الثاني: 

إنني شخصاً..

الأول: 

"يقاطعه بتأفف" 

إنني شخصٌ.. شخصٌ

الثاني:

 .. شخصٌ تهمّه مصلحة البلاد قبل كل شيء، ولذا طلبت منه منصباً وزارياً، لعلّي بذلك أخدم الشّعب الذي نذرت نفسي لخدمته، وأنا كما تعلمون لا تهمّني المناصب بقدر ما تهمّني مصالحكم.

الأول: 

"يصفّق" 

الجملة الأخيرة رائعة، أهنّئك عليها، ولكن هل صحيح ما تقول؟

الثاني: 

نحن لنا أن نقول، ولهم أن يصدّقوا..

الأول: 

وممن طلبت المنصب؟

الثاني: 

"يشعل سيجارة وينفخ دخانها في الفضاء" 

هم وعدوني به في ظرف إستثنائي، ولكنهم أخلّوا بوعدهم في ظرف إستثنائي آخر.

الأول: 

"يضرب كفاً بكف" 

وقعت يا مسكين!

الثاني:

 "يحملق به" 

ألم تقع قبلي؟

الأول:

 "بحسرة وألم" 

مراراً..

الثاني: 

إذن..

الأول: 

أذكر يوم انتخاب رئيس المجلس في العام، في العام..

الثاني: 

الحاصل..

الأول: 

اقترب مني أحدهم وقال لي همساً: ضع هذه الورقة في الصندوق، لأضع في جيبك مبلغاً كبيراً من المال، فأخذت الورقة منه ووضعتها في الصندوق، دون أن أفتحها، أو أعرف اسم الشخص الذي كُتب بداخلها.

الثاني:

 "وقد نفذ صبره" 

أخبرني هل قبضت المبلغ بعد ذلك؟

الأول: 

قبضت نصفه..

الثاني: 

والنصف الآخر؟!

الأول: 

طار..

الثاني: 

أنت طيّروا لك نصف مبلغك، وأنا طيّروا لي نصف عقلي..

الأول: 

وما العمل؟

الثاني: 

اعزم أحدهم إلى مأدبة عشاء فاخر وسترى..

الأول: 

جرّبت هذا، ولم ينفع..

الثاني: 

هدّد بإقامة مهرجان شعبي، وسترى..

الأول: 

هدّدت ولم يبالوا..

الثاني:

 "بعصبية بالغة" 

هدد بمهرجان شعبي..

الأول: هددت ولم ينفع..

الثاني: 

.. وكيف نجحت في الانتخابات؟

الأول:

 "بصوت منخفض" 

كان عندي قطعة أرض بعتها ووزعت ثمنها على الفقراء المساكين، الذين يحقّ له التصويت فقط..

الثاني: 

أف، أنت حالتك صعبة جداً..

الأول: 

ولهذا تراني صامتاً، وحكيماً، وكبير العقل..

الثاني: 

آه، على فوقة، هل ستمنح الثقة للحكومة الجديدة؟

الأول: 

ولو على قطع رأسي..

الثاني: 

وأنا أيضاً، والله والله سأقيم الأرض وأقعدها في جلسة الثقة غداً، وسأهاجم الجميع، وخاصّة دولة الرئيس..

 "يرن هاتفه النقّال".. 

ألو، من؟ صباح الخير دولة الرئيس، كيف حالك؟ ماذا؟ تكرم، تكرم، والله لأعطيك عيوني مع الثقة.. مع ألف سلامة.

الأول: 

هه، ماذا قال لك؟ وماذا قلت له؟

الثاني: 

ألم تسمعني؟

الأول: 

بلى.. ولكني حسبتك تمزح..

الثاني: 

أمزح؟!.. مستحيل، فلقد وعدته.

الأول: 

عكس ما أقسمت عليه منذ برهة!

الثاني:

 "يضحك ملء فمه" 

أولاً: هذه سياسة، ثانياً: يحقّ للنائب ما لا يحق لغيره.

الأول:

 "بسخرية" 

وخصوصاً إذا كان شاعراً.

الدبور البيروتية، العدد 2310، تشرين أول 1969

**

حديث الفراش

(المشهد: غرفة نوم، والزوجان في فراشهما)


الزوج:

 "يتثاءب" 

آه لو تعلمين يا عزيزتي كم أنا تعب، وكم أنا بحاجة إلى النوم..

الزوجة: 

ولكنّي أريد أن أخبرك أن أمي زارتنا اليوم للاطمئنان، ولاستدانة مبلغ بسيط من المال..

الزوج: 

بسيط؟

الزوجة: 

أجل.. مئة دولار..

الزوج:

 "ساخراً" 

فقط؟

الزوجة: 

طلبت أكثر، ولكنّي لم أكن أملك سواها.

الزوج: 

حماك الله يا عزيزتي.. حماك الله.

الزوجة: 

ما بك تكاد تغفو؟! ألا تريد أن أخبرك ماذا فعلت بي الخادمة اليوم؟

الزوج:

 "وقد غالبه النعاس" 

وماذا فعلت؟

الزوجة: 

سرقتني..

الزوج: 

"بانتفاض" 

وماذا سرقت؟

الزوجة: 

إحزر؟..

الزوج: 

هل سرقت الراديو؟

الزوجة: 

لا..

الزوج: 

إذن.. التلفزيون.

الزوجة: 

وأيضاً لا..

الزوج: 

يا لها من مجرمة، أيعقل أن تسرق الطناجر؟

الزوجة: 

إطمئن يا عزيزي، فالطناجر بخير..

الزوج: 

إذن.. فهي لم تسرق شيئاً.

الزوجة: 

بلى.. بلى..

الزوج: 

وماذا سرقت؟

الزوجة: 

سرقت جواربي..

الزوج: 

يا للمصيبة!

الزوجة: 

ألم تلحظ شيئاً جديداً في البيت يا عزيزي؟

الزوج: 

أرجوك.. أريد أن أنام.

الزوجة: 

ولكنّها جميلة..

الزوج: 

سأراها في الغد..

الزوجة: 

وزهيدة الثمن..

الزوج:

 "بتأفف" 

وما هي؟

الزوجة: 

المزهرية.. المزهرية.. سآتيك بها

 "تخرج".

الزوج: 

يا ناس.. أريد أن أنام.

الزوجة:

 "تدخل وبيدها مزهرية فيها بعض الأزهار" 

ها هي، أنظر ما أروعها..

الزوج: 

وكم ثمنها؟

الزوجة: 

لقد سايروني كثيراً، تصوّر أن ثمنها لا ينقص عن الستين، وبفضل شطارتي تمكنت من شرائها بخمسين دولاراً فقط.

الزوج:

 "مهللاً" 

يا للفرحة.. لقد كنت أشك في أن زوجتي تحب الاقتصاد..

الزوجة: 

.. وتحبّك.

الزوج: 

لم أشك في هذا مطلقاً.

الزوجة: 

إذن، من هي تلك التي كانت في سيارتك أول أمس؟

الزوج: 

أول أمس؟.. سكرتيرتي.

الزوجة: 

سكرتيرتك على ما أعلم سمراء، والتي كانت بقربك شقراء، فما معنى هذا؟

الزوج: 

لقد صبغت شعرها..

الزوجة: 

هكذا إذن.. ولكن كيف تمكنّت من إطالة جسمها؟

الزوج: 

لقد كانت تلبس كعباً عالياً.

الزوجة: 

لا تحاول إقناعي، فالادلّة كثيرة ضدّك.

الزوج: 

ومن أين لك هذه الأدلّة؟

الزوجة: 

من الذين شاهدوك..

الزوج: 

ومن شاهدني؟

الزوجة: 

عملائي..

الزوج:

 "وقد أخذته الدهشة" 

عملاؤك؟!

الزوجة: 

أجل.. عملائي.

الزوج: 

وأين شاهدوني معها؟

الزوجة: 

قرب المكتب.

الزوج: 

قرب المكتب؟ يا للجرم المشهود..

الزوجة: 

لا تغضب يا عزيزي، فأنا أغار عليك كثيراً.

الزوج: 

لا بأس، ولكني أريد أن أنام، أرجوك لقد تعبت اليوم.

الزوجة:

 "معاتبة" 

أنت لست شاطراً إلا بالعمل والنوم، وأما بغير ذلك فلا..

الزوج: 

لو لم أكدّ وأعمل، لكنت الآن في عجز مالي، ولبيع بيتي في المزاد العلني.

الزوجة: 

"تلطم خدها" 

يا إلهي، أحقّاً ما تقول؟!

الزوج: 

أجل يا عزيزتي، ففساطينك الكثيرة المكدسة في الصناديق والخزائن، وشعرك المستعار، وأدوات زينتك وزينة منزلك، أمثال هذه المزهرية، يعجز أكبر البنوك في العالم عن شرائها.

الزوجة: 

ولكن أحوالنا بخير..

الزوج: 

هذا بفضل العمل الذي تشكين منه..

الزوجة: 

كم أنا غبيّة..

الزوج: 

إسمعي يا عزيزتي، أنا كما تعلمين لا أبخل عليك بشيء، فعندما تزوجتك قطعت لك جهازاً لا مثيل له، حتى في دار السلطان، وكنت كل نهاية شهر أعطيك نصف معاشي لشراء لوازم البيت من مأكولات ومشروبات، وكنتِ، بالرغم من هذا كله، تطلبين المزيد، فأعطيك دون أن أسأل، أو دون أن يردعك ضمير.

الزوجة: 

كفى.. كفى.. أرجوك.

الزوج: 

ولكني لم أقل شيئاً بعد..

الزوجة: 

لا داعي للمزيد، فالذي سمعته يكفي لإعادة رشدي.

الزوج:

 "ينظر إلى ساعته" 

والآن، هل بإمكاني أن أنام مطمئناً؟

الزوجة:

 "تقبّله على جبينه وهي تضحك" 

بالطبع يا عزيزي، فأنا أشد منك نعاساً.

الدبور البيروتية، العدد 2303، أيلول 1969

**

اللامبالاة

مسرحية صامتة من فصل واحد


المشهد الأول:

   يدخل حمّال وبيده سلة فارغة، يضعها على الرصيف. يجلس بجانبها. يتناول من جيبه سيجارة. يضعها في فمه. يفتّش عن علبة كبريت فلا يجدها. يعيد السيجارة الى جيبه. يحاول الوقوف ولكنه يعود ويستلقي على الارض. ينام.

المشهد الثاني:

   تمرّ سيدة ومعها طفلها. تتفركش برجل الحمّال الممدودة على الرصيف. تنظر اليه بسخرية. يحاول الطفل الوصول الى السلة. يجرّها خلفه. يتوقف. يفكر. يصعد اليها. يقع بداخلها. تحمله أمه. تعيد السلة الى مكانها. يبكي الطفل. تتفركش برجل الحمّال من جديد. تبصق عليه. يشخّر الحمّال. يضحك الطفل. تبتسم وتتابع سيرها.

المشهد الثالث:

   بائع علكة. يقترب من مكان الحمّال. ينادي على بضاعته. يقف. ينظر الى الحمّال. يقترب منه. يصيح. يقترب أكثر. يصيح. الحمّال لا يزال نائماً. يهزه البائع بلطف. يحدق بوجهه. يضع أذنه على صدره. يقطع الحمّال أنفاسه. يفكر البائع. يركض هارباً.

المشهد الرابع:

   تغط ذبابة على انف الحمّال. يشمر لها أنفه. تطير. تعود وتغط. يعطس. تطير. تغط على خده. يضحك بصوت مرتفع. تطير. تغط على أذنه. يهز رأسه. تطير الى جبهته. يضربها بكفه. تطير ومن ثم تعود الى مكانها. يضربها بقوة. يصيح من شدة الألم. تطير. يتناول السلة ويضعها فوق رأسه. يشخّر.

المشهد الخامس:

   يدخل بائع العلكة ومعه شرطيان. يشير ناحية الحمّال. يقترب الشرطيان من الحمّال. يحملانه ويخرجان. يمسح البائع دموعه. ينظر نحو السماء. يرفع ذراعيه. يسجد. يقف. ينفض الغبار العالق بركبتيه. يتجه نحو السلة. يحملها. يفكر. يلقيها على الأرض. ينام في مكان الحمّال. يغمض عينيه. يسمع ضجيجاً. يفتحهما. يتطلع حواليه. الضجيج يزداد. ينهض. يترك السلة. يخرج مهرولاً.

المشهد السادس:

   تهبّ عاصفة. تتدحرج السلة. يدخل الحمّال مسرعاً وغاضباً. يتلفت في أرجاء الشارع. يرى السلة. يركض محاولاً الامساك بها. تتدحرج. يقذف بجسمه لالتقاطها. تتدحرج بعيدة عنه عدة اقدام وتتوقف. يدبدب رويداً رويداً. يمد يده. يكاد يمسك بها. تهب العاصفة فجأة. تتدحرج السلة من أمامه. ينظر اليها شذراً. يجلس القرفصاء. يفكر. يقف. يحاول الابتعاد عنها. تتدحرج السلة وراءه. يقف. يلتفت اليها. تقف هي بدورها. يتصنّع المشي. تهتز في مكانها. يمشي. تتدحرج وراءه. يلتفت اليها. يبتسم. يتابع سيره. السلة تتابع تدحرجها. تصطدم برجليه. ينحني بلا مبالاة ويلتقطها. يضعها فوق ظهره. يخرج.

الدبور ومعظم الصحف والمجلات اللبنانية 1969

**

هيك منخلّص لبنان

مسرحية من مشهد واحد

"منزل عائلة لبنانية في سيدني أستراليا"


سلمى:

صباح الخير "دادي"..

ابو سلمى:

يا أهلا وسهلا ببنتي الغنّوجه..

سلمى:

لازملي 500 دولار.. معك تعطيني ياهن؟

ابو سلمى:

بعطيكي قلبي كمان.. تفضلي..

سلمى:

ثانكيو.. باي

"تخرج سلمى"

ام سلمى:

حرام تغنّج بنتك هالقد..

ابو سلمى:

لو عنا ولاد غيرها.. كنت بقول فيها وما فيها.. بس سلمي 

بنتي الوحيده.. وما لي بهالدني غيرها.. قلبي ما بيطاوعني 

إني زعلها..

ام سلمى:

كل يوم بدها 500 دولار.. ما سألت حالك شي مرّه: شو 

عم تعمل فيهن؟

ابو سلمى:

صارت صبيه وبدها تصرف.. وبعدين ألله عاطينا أكتر ما 

منستاهل..

ام سلمى:

أنا خايفه تكون عم تشتري.. لا سمح الله..

ابو سلمى:

لا تبلشي تلعبيلي بعقلي.. 

ام سلمى:

هيدي بنتنا ولا نحافظ عليها..

ابو سلمى:

صار وقت إفتح المحل.. بخاطرك..

"تدق ام يوسف على الباب"

أهلا وسهلا بجارتنا ام يوسف.. ام سلمى ناطرتك

"تدخل ام يوسف"

ام سلمى:

يا هلا بجارتي وحبيبة قلبي ورفيقة غربتي.. كنت عم 

إتجادل مع ابو سلمى شوي.. يمكن سمعتي صوتنا طالع ما 

هيك؟

ام يوسف:

أعوذ بالله.. حتى لو سمعتو بعتبر حالي ما سمعت شي..

ام سلمى:

شفتي ليش بحبك.. وبسلمك أسراري.. انتي أخت مش 

جاره..

ام يوسف:

يا حسرتي ع الأم وع البي قديش عم يتعبوا بهالبلاد تا 

يجمعوا قرشين.. بيكونوا ولادن زغار.. بيقولوا بكرا 

بيكبروا وبيساعدونا.. وبس يكبروا بينتعبوا فيهن أكتر.. 

ام سلمى:

خير انشالله.. بشوفك مهمومه كتير؟

ام يوسف:

يا جارتنا.. الحكي بسرّك.. ابني يوسف تاعبني.. كل يوم 

بدّو مصاري.. وإذا ما عطيتو بيقول: إنتو ما بتحبّوني..

ام سلمى:

قصتك متل قصتي مع بنتي سلمى.. 

ام يوسف:

قولك شو عم يعملوا بكل هالمصاري؟

ام سلمى:

ألله بيعرف.. هلّق قوليلي شو بتحبّي تشربي؟

ام يوسف:

ما في أحلى من فنجان قهوه ع البلكون..

ام سلمى:

تفضلي نقعد ع البلكون..

"تسمعان تحت البلكون حديث يوسف وسلمى"

ام يوسف:

اسكتي تا نتسمّع غم بيقولوا لبعضن..

ام سلمى:

هلق منعرف شو مخبايين هالولاد..

يوسف:

أصحابنا بالجامعه شاطرين كتير.. لمّوا مبلغ كبير مبارح..

سلمى:

ما عاد لي عين اطلب مصاري من أهلي..

يوسف:

وأنا كمان.. بس بعتقد انو المبلغ صار يكفّي..

سلمى:

نحنا طلاّب الجامعات المن أصل لبناني.. اللي بإيدنا 

مستقبل الايام.. عنّا مسؤوليه كبيره لازم نكون قدّها..

يوسف:

وما لازم نسكت أبداً ع خراب وطن..

سلمى:

شبعنا كذب ونفاق.. بلادنا عم تحترق وهنّي عم يجتروا 

شعاراتن..

يوسف:

جدودنا ألله يرحمن.. انحبسوا سوا.. انشنقوا سوا.. تا 

عطيونا استقلال بلادنا.. هالاستقلال العم تحلم فيه شعوب 

كتيره بعدها تحت الاستعمار..

سلمى:

وبدل ما يحافظوا عليه.. انقسموا على بعضن.. وصاروا 

الف شارع وشارع..

يوسف:

وبكل شارع زرعوا قنّاص.. وبكل زاويه شكّوا جاسوس..

سلمى:

والدولار بيشتري زلمي طول شواربو متر.. والجوع عم 

يحصد الناس..

يوسف:

وبعدن بيتاجروا بالطائفية وبقلة الذوق..

سلمى:

"تضحك"

والله شي بيضحّك.. انت مسيحي وأنا مسلمه ومتفقين 

بالغربه.. لا بل أهل وجيران وأحبه.. قولك ليش بيضلوا 

مختلفين بلبنان؟

يوسف:

لأنن أتباع الخارج.. أزلام دول مختلفه.. ولك العمى بقلبًن 

ما في حدا منن زلمة لبنان..

سلمى:

نحنا مستقبل لبنان ولازم نعمل شي..

يوسف:

لازم يوصل صوتنا للمسؤولين.. هون هونيك ما بيهم.. 

المهم يعرفوا انو الشعب اللبناني شعب حي ما بيموت..

سلمى:

قديش صار معنا بالصندوق؟

يوسف:

عشرين الف دولار للمصاريف الاعلامية..

سلمى:

بعشرين الف دولارمنقدر نفضح عشرين الف حرامي عم 

بيتاجروا بدم الشعب اللبناني..

يوسف:

بعشرين الف دولار، وبكم انسان مخلص بجاليتنا.. منقدر 

نوعّي اخوتنا بالوطن.. منقلّن: اياكن تصدقوا زعيم.. اياكن 

تتزقفولو كل ما عطس.. خلّوه يحس انكن اقوى منّو.. وانو 

زعامتو مش رح تنتقل لولادو بالوراثه..

سلمى:

قولك رح ننجح يا يوسف؟..

يوسف:

بإذن الله رح ننجح.. ورح نوقّف هالجريمه بحق لبنان..

سلمى:

وساعتها منتخلص من الاستعمار الداخلي والخارجي.. 

وبكل طامع بحبة تراب من وطنّا لبنان..

يوسف:

وهيك بيحلا النشيد اللبناني أكتر..

"أم سلمى وام يوسف تنشدان النشيد اللبناني"

أم سلمى وام يوسف:

كلنا للوطن 

للعلى للعلم

ملء عين الزمن 

سيفنا والقلم

سلمى:

أمي..

يوسف:

عيب تتنصتوا ع ولادكن..

أم سلمى:

ريتكن تقبرونا شو حلوين..

ام يوسف:

من هلق ورايح مالنا كلّو فداكن..

النهار ـ العدد 568 ـ 3/12/1987

**

القنديل

"مثلت كمسرحية في بلدة مجدليا ـ زغرتا عام 1969"


ـ1ـ

لَوَيْن بَعْدَكْ يَا قَدَرْ لَوَيْنْ

مَاشِي بْوِجَّكْ وِالدَّربْ عَتْمِه؟

وْلَيْش حَتَّى تْفَرِّقْ الْقَلْبَيْنْ

الْـ ضَوُّوا الْعَتمْ بِتْشِرْقُط الْبَسْمِه؟

ـ2ـ

كَانِتْ تِجِي تَا تْدَرْدِش بْهَاللَّيْلْ

مَعْ شَبّْ أَسْمَرْ حَبِّتُو

وِانْ غَارْ مَرَّه وْغَابْ نَجْم سْهَيْلْ

وْمَا عَادْ رَنِّتْ ضِحْكِتُو

تِرْكُضْ عَ قِنْدِيلاَ تْعَبِّي زَيْتْ

وِيْشَعْشِع الْقِنْدِيلْ وِيْضَوِّي

وْصِدْفِه انْطَفَى.. وْمَا عَادْ ضَوَّى الْبَيْتْ

وْلا عَادْ يِقْدِرْ يِلْمَحَا هُوِّي!

ـ3ـ

.. وْصَارْ يِقْعُدْ يِنْطِرَا وْيِبْكِي

وْيِتْذَكَّر لْيَالِي الْهَنَا وِالْحُبّْ

وْفِي يَوْم طَلِّتْ رَاسْهَا مِتْكِي

وْقِنْدِيلْهَا فَاضِي.. وْفَاضِي الْقَلْبْ

ـ4ـ

ـ يَا حُلوتي.. قْنَادِيلْ هَـ الْعُشَّاقْ

مْزَيّتِه بِالْحُبّ بِالأَشْوَاقْ

وْلَيْش حَتَّى طَافْيِه الْقِنْدِيلْ

وْقِنْدِيلِك لْنَار الْهَوَى مِشْتَاقْ

ـ تْرِكْنِي.. انْقَطَعْ حَبْل الْهَوَى

ـ بَيْنَاتْنَا؟

ـ .. وْمَا عَادْ يِنْفَعْنَا الْحَكِي

ـ وِالسِّنْديَانِه، جِذِعْهَا الْقَاسِي الْتَوَى

وْتَا تِشْتِكِي.. لَمِينْ بَدّهَا تِشْتِكِي؟

ـ ضجْرَانْ قَلْبِي مْنِ الْعِتَابْ

ـ وْزِهْقَانْ فِكْرِي مْن الْعَذَابْ

ـ لْسَانَكْ..

ـ لْسَانِي؟

ـ .. يَبَّسْ زْهُورِي

وْمَرْمَغَا بَيْن التُّرَابْ

ـ عَمْ يِكِذْبُوا عْلَيْكِي

شَافُوا السَّمَا

اسْتَحْلُوا السَّمَا

الْـ جُوَّاتْ عِينَيْكِي

لا تْصَدّقِي الْعُزَّالْ

عَمْ يِكِذْبُوا

وْمَا بْيِتْعَبُوا

تَا تِنْقِطِعْ الِحْبَالْ

وْقِنْدِيلِكْ الْمِطْفِي

بْحَلّفِكْ ضَوِّيهْ

وْلا تْسَكّرِي الدَّرْفِه

شُبَّاكِكْ خَلِّيهْ

مَفْتُوحْ لِلنَّسْمِه

لِلْكِلْمِه.. لِلْبَسْمِه

وْقِنْدِيلِكْ الْحِزْنَانْ

حَتَّى يْصِيرْ فرْحَانْ

لَيْلِيِّه زَيْتِيهْ

وْعَبِّيهْ لِلشِّفِّه

وِارْجَعِي ضَوِّيهْ

قِنْدِيلِكْ الْمِطْفِي

ـ تْرَاكْ قِنْدِيلِي

ـ الْقِنْدِيلْ بَدِّي وَلّعُو

بِالنَّارْ

وْعَلِّم الْـ بِيطَلّعُو

أَخْبَارْ

إِنُّو الْحَقِيقَه شَمْسْ

مَا بْتِحْجِبَا فْتِيلِه

ـ5ـ

وْضَوُّوا سَوَا الْقِنْدِيلْ

وِاللَّيْل فَرَّخْ شَمْسْ

وْصَار الْحَكِي مْوَاوِيلْ

وْطوْيُوا كْتَاب الأَمْسْ

وِتْشَابَكُوا الإِيدَيْنْ

وِتْغَامَزُوا الْعِينَيْنْ

وْبَدْر السَّمَا بِيطِلّْ

كِلْ مَا اجْتَمَعْ قَلْبَيْنْ

**

فقر وعيد

"مسرحية يتحرك فيها الممثلون حسب أحداث القصة"


ـ1ـ

هَـ الْقِصَّه بْتِحْكِي عَنْ بَيْت

فِي مِتْلُو بْهَالدِّنْيِي كْتِيرْ

فَرْشُو: تَخْت وْقِنْدِيلْ زَيْت

وْسِتّ كْرَاسِي مَعْ حَصِيرْ

ـ2ـ

وْسِكَّانُو شِي سَبْع نْفُوسْ:

أُمّ وْبَيّ وْخَمْس وْلادْ

ما شَمُّوا رِيحِةْ الِفْلُوسْ

وْلا حَسُّوا مَرَّه بْأَعْيَادْ

ـ3ـ

بَيُّنْ أَعْمَى.. وْيَا لَطِيفْ

أُمُّنْ خِدَّامِة بْيُوتْ

إِجْرِتْهَا شِي كَم رْغِيفْ

لَوْلاهُنْ كَانِتْ بِتْمُوتْ

ـ4ـ

وْقَبلْ مَا يْنَامُوا يْصَلُّوا

وِيْقُولُوا: يَا رَبّ الْكَوْنْ

الْـ ما بِيخَافَكْ يَا دِلُّو

مِدّلْنَا يَا أَللّـه الْعَوْنْ

ـ5ـ

وْمَرَّه كَانُوا سِهْرَانِينْ

سِمْعُوا دَقَّه عَلَى الْبَابْ

صَرْخُوا كِلُّنْ.. قَالُوا: مِينْ

تْفَضَّلْ.. مَا سِمْعُوا جَوَابْ

ـ6ـ

افْتَكْرُوا إِنُّو صَوْت الرِّيحْ

وْصَوْت التَّلْج عَ الأَشْجَارْ

أَوْ شِي بُومِه عَمْ بِتْصِيحْ

رِجْعُوا الْتَفُّوا حَوْل النَّارْ

ـ7ـ

السَّاعَه تْنَعْش انْدَقُّوا جْرَاسْ

الدَّيْر.. وْكَانْ الْعَتْم غْمِيقْ

وْكِلْمِنْ وَاعِي مِنْ هَـ النَّاسْ

صَار يْقُول لِلنَّايـمْ: فِيقْ

ـ8ـ

وْصَرْخُوا كِلُّنْ: بْهَالْعِيدْ

صَعْب نْزُورَكْ يَا يَسُوعْ

ما فِي عِنَّا تَوْب جْدِيدْ

ما فِي عِنَّا غَيْر دْمُوعْ

ـ9ـ

وْقَالِتْلُنْ أُمُّنْ: رَحْ رُوحْ

زُورُو بْهَالْيَوْم السَّعِيدْ

وْصَلّيلُو وْإِشْكِيلُو وْنُوحْ

بَرْكِي بْيِرْحَمْنَا بْهَالْعِيدْ

ـ10ـ

وْفَتْحِتْ بَاب الْبَيْت وْصَارْ

التَّلْج يْفُوت وِالزَّمْهَرِيرْ

وْصَرْخُوا الْخَمْس وْلاد زْغَارْ:

عَمْ نِبْرُدْ يَا مَاما كْتِيرْ

ـ12ـ

انْصَابِتْ أُمُّنْ بِالْجَمْدِه

شَافِتْ صُنْدُوقَه كْبِيرِه

قَالِتْ: مِينْ جَابَا لْعِنْدِي

مَعْقُول تْكُونْ لِلْجِيرِه؟

ـ13ـ

فَتْحِتْهَا وْلَقْيِتْ وَرْقَه

قِرْيِتْهَا وْكَرْجِتْ دَمْعَه

عِرْفِتْ إِنُّو الصُّنْدُوقَه

هْدِيِّه مِنْ أَهْل الضَّيْعَه

ـ14ـ

وِبْهَالصُّنْدُوقَه مَوْجُودْ

تْيَاب جْدِيدِه وِفْسَاتِينْ

رَكْعُوا وْصَلُّوا لِلْمَوْلُودْ

وْخَتْمُوا صْلاتُنْ بِالآمِينْ

**

كورونا


المشهد الاول:

"جارانا لبنانيان يقفان على السياج الفاصل بين بيتيهما في مدينة سيدني"


بو يوسف:

صباح الخير يا جار.. انشالله ما توجّعت انت وعم تتطعم 

ضد الكورونا؟

بو سامي:

توجّعت أنا.. متل ما توجّعت انت..

بو يوسف:

أنا ما تطعمت.. ولا رح أتطّعم.. إذا بدُّن فيهن يحبسوني 

أو يبلطوا البحر..

بو سامي:

انت بهالطريقه عم بتعرّض حياة ولادك للخطر..

بو يوسف:

ما حدا بيموت إلاّ بوقتو..

بو سامي:

هيدا مش حكي انسان عاقل..

بو يوسف:

يا خيي انا مجنون.. مش رح خليهن يضحكوا عليي متل

 ما ضحكوا ع ملايين البشر.. وانت واحد منّن..

بو سامي:

إذا لا سمح ألله انعديت من شي حدا.. رح تندم..

بو يوسف:

بتعرف قدّيش ربحت الشركات العم بتصنّع الإبر.. بلايين 

الدولارات.. يعني المسأله كلاّ تجاره بتجاره..

بو سامي:

الحكومه الأستراليه عم بتقدّملك الطعم ببلاش.. فيك تقلّلي

 شو مربحها؟

بو يوسف:

مربحها انو تتخلص من هالختياريه اللي متلي ومتلك.. تا 

ما يدفعوا "بنشين"..

بو سامي:

هلّق الحكومه الأستراليه ناويه تتخلص منك ومني تا تربح 

هالكم دولار؟ شو انت جنيت؟

بو يوسف:

إي جنيت.. بإيطاليا قتلوا كل الختياريه.. شو مش عم 

تسمع الأخبار؟

بو سامي:

إذا ضليت تسمع اخبار "السويشال ميديا" رح بتجن 

بالفعل..

بو يوسف:

بكرا بتشوف.. كل اللي اخدوا الإبره رح بيموتوا بعد 

سنتين..

بو سامي:

هيدا خبر كاذب.. أنا قريتو كمان.. ومتل ما قلتلك لا 

تصدّق هالأخبار.. روح خود الطعم..

بو يوسف:

ع قطع راسي.. لا انا ولا حدا من عيلتي رح يتطعم..

بو سامي:

رح تندم كتير.. صدقني يا جار..

بو يوسف:

بكرا منشوف مين رح يندم.. بس تموت نص الخليقه من 

إبرة الكورونا.. بيصير حق البيت ببلاش.. ومين بيعرف

 يمكن إشتري بيتك يا جار الرضا..

بو سامي:

بتصدّق صرت عم إضجر منك ومن حكيك.. بخاطرك..

**

المشهد الثاني

"أم سامي تسمع صراخاً في بيت جارها بو يوسف"


ام سامي:

شو عم بيصير ببيت بو يوسف؟ ليش صوت ام يوسف 

طالع؟ يا ام يوسف.. ليش صوتك طالع؟

"تطل ام يوسف من الشباك"

ام يوسف:

بو يوسف رج يجنني.. راح ع السوق ومش لابس

 الكمامه، قام البوليس ظبّطو بخمسمية دولار..

ام سامي:

منيح الما حبسوه..

ام يوسف:

كانوا حبسوه.. لأن حضرتو جرّب يحتج ع قرار 

البوليس.. وصار بدو يخانق.. قاموا نيموه بالأرض 

ودعسوا ع رقبتو..

ام سامي:

يا ساتر.. لهون وصلت مواصيلك يا جار؟

ام يوسف:

زوجي رجّال عنيد ألله ما بيكسر راسو..

"يظهر بو يوسف"

بو يوسف:

شو عم بتقروشوا تنيناتكن.. عيب تحكوا بقفايي..

ام يوسف:

أنا عم قول الحقيقه.. ومش خايفه إلا من رب العالمين.. 

انت ما بتتقيّد بالقوانين.. ع طول بتعارض..

بو يوسف:

هيدي بلاد حريه.. وفيني اعمل شو ما بريد..

"يظهر بو سامي"

بو سامي:

لو ما سمعت عم بتقول يا بو يوسف.. كنت ضليت عم 

احضر الاخبار.. بس كلامك زعجني عن مفهوم الحريه.. 

 تا تعيش حر لازم تنفّذ القانون.. القانون هوي الحريّه..

بو يوسف:

كنت عم جادل نسوانتين.. قام طلعلي رجّال.. سمعوني اذا 

بتريدوا: انا تركت لبنان وسافرت ع أستراليا تا عيش 

حر.. فهمتوني هلق؟

ام يوسف:

والله يا رجّال.. حريتك رح تزتنا بالمستشفيات.. بكرا 

بتشوف..

بو يوسف:

ما في كورونا ولا بلّوط.. هيدي مسأله تجاريه.. ربحوا 

منها بلايين الدورات..

ام يوسف:

وهالناس العم بيموتوا شو بتقول عنهن؟

بو يوسف:

هودي ماتوا من الطعم.. مش من الكورونا..

بو سامي:

"يهمس بإذن ام سامي"

فوتي تا نفوت يا ام سامي ع البيت.. صرت عم إقرف من 

كلامو..

أم سامي:

معك الف حق..

بو يوسف:

لوين هربتوا.. بعد ما خلّصت كلامي..

ام يوسف:

اللي بيدعس البوليس ع رقبتو قدّام الناس.. ما حدا بيحب

 يسمع كلامو..

بو يوسف:

أكيد هودي جنّوا.. العمى.. شو الموت فزع؟..

**

المشهد الثالث

"صوت سيارة اسعاف"


بو سامي:

سمعي يا ام سامي.. في صوت سيارة اسعاف بالشارع..

ام سامي:

مش سامعه شي..

بو سامي:

طلي من الشباك.. أكيد في سيارة اسعاف بالشارع..

ام سامي:

"تطل من الشباك"

يا دلي يا بو سامي.. سيارة الاسعاف واقفه قدّام بيت بو 

يوسف..

بو سامي:

عجلي تا نطلع لبرا.. ونشوف شو القصه..

ام سامي:

"تسأل سائق سيارة الاسعاف"

Please can you tell me what happen? 

The Driver:

Go inside.. Your neighbour is sick with Corona..

ام سامي:

فوت لجوا عجّل يا بو سامي.. بو يوسف لقط الكورونا..

بو سامي:

يا حسرتي عليك يا بو يوسف.. كنت بدّك تشتري بيتي بس 

موت.. أنا رح كون أحسن منك واعمل المستحيل تا نضل 

جيران.. سلامتك يا جار..

**

المشهد الرابع:

"بو سامي يتصل هاتفياً بجاره الموجود في المستشفى"


بو سامي:

ألو.. بو يوسف.. طمّني عن صحتك.. انشالله عم تتحسّن؟

بو يوسف:

"يتكلم بصوت ضعيف جداً"

أكلتها يا بو سامي.. القصّه مش لعبه.. كان معك كل 

الحق.. يا ريتني سمعت منك.. ما كنت وصلت لهون..

بو سامي:

خبرني.. بشو عم بتحس؟

بو يوسف:

كل ما قحّ بيطلع بلغم أسود من تمّي.. وكل الوقت عم 

بينيّموني ع وجّي طب.. وعم بيضربوني بهالإبر.. 

صدقني الموت أرحم..

بو سامي:

شد حالك انت رجّال قوي.. اياك تخلي المرض يقوى 

عليك..

بو يوسف:

بدّي ياك تطلب من كل هالأصحاب انو يروحوا ياخدوا 

الطعم.. الكورونا بتوجّع كتير..

بو سامي:

أكيد رح قول للأصحاب.. المهم انت انتبه ع حالك وتضل

 قوي..

بو يوسف:

كمان بدي منّك تطلع ع عيلتي.. وما تخلي ولادي يحسّوا 

بغيابي.. وعدني بترجاك..

"يسمع اصوات الممرضات والاطباء.. ينقطع صوت بو يوسف"

بو سامي:

يا ضيعانك يا جار..

**

حوار ساخن 

على باب الكنيسة

"حوار بين امرأتين واقفتين قرب باب الكنيسة"


منتورة:

هل رأيتِ نجوى؟.. لقد شقّرت شعرها، ونتفت شعيرات 

ذقنها، ولبست كعباً أطول من رقبتها!

سعدى:

لقد جرّصت حالها، وسخر منها كل من رآها..

منتورة:

آخ لو رأيتِ زوجها القمّرجي، النسونجي، الطنبرجي.. 

نعل حذائه مثقوب، أي أنه يمشي على لحم رجليه، ومع 

ذلك يضع رجلاً فوق رجل، ويعرّم في الحفلات.

سعدى:

طنبرجي ونصف.. ما زال يرتدي بذلة عرسه، التي تزوّج 

بها منذ عشرين سنة.

منتورة:

وهذه المرسيدس التي تقودها، من أين جاءت بها؟

سعدى:

البركة بالخواجة يوسف..

منتورة:

يوسف ما غيره؟!.. إنه مهرب مخدرات كبير، عجز 

البوليس الأسترالي عن ضبط تحركاته.

سعدى:

طنجرة ولقيت غطاءها.. قولي: أللـه.

منتورة:

يوسف يحب نجوى، وهي ترفض أن تطلق زوجها خوفاً 

من أهلها في لبنان، ولهذا راح يصاحبه ويمده بالمال 

ليروي غليله من القمار، ويدفنه الليالي الطوال في كازينو 

سيدني، وهكذا يخلو له الجو ويحلو مع نجواه ساعة يشاء.

سعدى:

كازينو سيدني ينتظر بفارغ صبر إطلالة زوجها، بينما 

هي فتنتظر إطلالة عشيقها يوسف!

منتورة:

جميع مهربي المخدرات باتوا في السجن إلا يوسف!

سعدى:

لأنه يدفع.. اللبناني كريم مع البوليس، لا تخافي.

"يقف بقربهما أحد الرجال"

منتورة:

"تهمس بأذن سعدى"

أعتقد أن هذا الرجل الواقف بقربنا من أزلام يوسف..

سعدى:

لا.. إنه من رجال البوليس.. لقد لمحته منذ مدة في مركز 

بوليس باراماتا..

"يبتعد الرجل"

منتورة:

وماذا كنت تفعلين هناك؟

سعدى:

لقد أوقفوا زوجي بتهمة (شَيْل) العرق اللبناني المثلث..

منتورة:

ومن فسّد عليه؟

سعدى:

أخوه.. أجل أخوه!..

منتورة:

ـ تحضير العرق ممنوع في أستراليا.. كم غرّموا زوجك؟

سعدى:

عشرة آلاف دولار.. إنني أكره عائلة زوجي..

منتورة:

أف.. نسيت أن أسألك عن حماتك.. ماذا فعلت بها؟

سعدى:

قلت لزوجي: يا أنا يا أمّك..

منتورة:

وماذا قال لك؟

سعدى:

بالطبع أنا.. ورمى أمّه في مأوى العجزة..

منتورة:

عقبى لحماتي ان شاء الله..

سعدى:

ثرثرنا كثيراً ونسينا أن نسمع القداس..

منتورة:

القداس لم ينتهِ بعد.. أدخلي لنصلّي.. كي لا نطلع بلا 

قدّاس.

سعدى:

أفضل أن لا أدخل أنا.. فالكاهن دائماً يراقبني وسيسألني 

في كرسي الاعتراف: لماذا أتأخّر دائماً عن بداية القداس..

منتورة:

والله معك حق.. سآتي الى القداس الليلي أنا والعائلة..

سعدى:

أكيد.. مع حماتك أيضاً..

منتورة:

أتصدقين أنها تركع طوال الذبيحة الإلهية وتدق على 

صدرها وكأنها تدق على أبواب السماء كي يفتح لها..

سعدى:

ومن يدري فقد تدخل..

منتورة:

إلى السماء؟!.. بلا جنونك يا سعدى.. حماتي إمرأة شريرة 

لدرجة لا يصدّقها عقل..

سعدى:

يعني أكثر من حماتي؟

منتورة:

حماتك قديسة إذا قارنها مع حماتي..

سعدى:

ألهذه الدرجة؟

منتورة:

وأكثر.. تصوري انها تسرق من خرجية أولادي الصغار 

كي تشتري علب الدخان.. إنها مشحرة..

سعدى:

أف.. أف.. أف..

منتورة:

ما بك يا سعدى؟

سعدى:

والله لقد ظلمت حماتي.. سأطلب من زوجي حالاً إرجاعها 

الى البيت..

منتورة:

أكيد.. طار عقلك!

سعدى:

إذا كانت حماتك شريرة الى هذه الدرجة.. فحماتي ملاك 

نازل من السماء.. سامحني يا رب.. سامحني يا رب..

منتورة:

توقفي عن الصراخ أرجوك.. فقد سمعك كل من في 

الكنيسة.

سعدى:

"تخرج من حقيبتها الموبايل"

ألو سامي.. اترك كل شيء.. واذهب الى بيت العجزة كي 

ترجع أمك الى البيت.. لقد اشتاقوا اليها الأولاد.. لا تتأخر 

أرجوك.

منتورة:

سعدى جنّت.. أكيد جنّت.. يجب أن أهرب قبل أن 

تعديني.. الى اللقاء يا صديقتي..

سعدى:

اسمعي يا منتورة: من الآن فصاعداً لن أثرثر على باب

 الكنيسة.. سأدخل وأصلي وأطلب المغفرة لي ولزوجي 

الذي طاوعني على طرد أمه.. النميمة خطيئة مميتة.

**