أشخاص المسرحية
سلمى (الأخت عنايه)
أبو سلمى
أم سلمى
المختار
صالح
مرشد
يوسف
أبو حشيشه
سعدى
منتورة
عصام
رستم
شاكر
بائع الزهر
(الأطفال)
سامي
هدى
نجلا
عدنان
**
المشهد الأول
"صالح ومرشد يلعبان بطاولة الزهر في مقهى الساحة، يدخل ابو سلمى وأم سلمى"
ابو سلمى:
وا سلمى.. وينك يا بنتي؟
ام سلمى:
دخيلكن حدا منكن شفلي بنتي؟
ابو سلمى:
قولك وين راحت؟ صرلا من الصبح غايبه!
ام سلمى:
يا رجّال.. هلّق بترجع.. بتكون عم تحوّش زهر للعدرا
ابو سلمى:
بنتك رح بتجنني.. كل ما يتقدملا عريس بترفضو..
ام سلمى:
خليني بالعه البحصه.. لو ما بدّك تزوجها غصبن عنها ما
هربت من البيت.
ابو سلمى:
بنتك مجنونه..
ام سلمى:
بنتك قديسه..
ابو سلمى:
وأيمتى كانوا القديسين يتركوا بيوت أهلن ويهربوا؟
ام سلمى:
يا حبيبتي يا بنتي، المال فوقنا وتحتنا،والله لندفع تقلك تا
نلاقيكي..
ابو سلمى:
وا سلمى.. أنا غيّرت فكري..رجعي ع البيت.. وستين
عمرك ما تتزوجي.
ام سلمى:
يا رب ما يكون شي ضبع أكلها..
ابو سلمى:
روحي تا نخبّر المختار بركي بيتصل بالكركون..
ام سلمى:
يا عدرا.. بدي صليلك ست مسابح قبل الأكل.. وست
مسابح بعد الأكل إذا بترجع سلمى.
"يخرج ابو سلمى وام سلمى"
مرشد:
بو سلمى حالتو بالويل.. ما بدّو إلا يبكي..
صالح:
صحتين ع قلبو.. بيستاهل أكتر..
مرشد:
"يغني"
لا تشمت بالناس بتحرق صابيعك..
واللي بيشتريك بيرجع بيبيعك
صالح:
صحتين ع قلب قلبو كمان..
مرشد:
هيئتك زعلان منّو؟
صالح:
نفوه ع هيديك الساعه..
مرشد:
الظاهر ما زوّجك سلمى..
صالح:
تطلّع فيي منيح.. في أحلى من هالشبوبيّه؟
مرشد:
شبوبيّه ومال.. ومن أحلى الرجال..
صالح:
ولِك تفوه.. ومع هيدا وكلّو رفضتني..
مرشد:
مدري شو بها هالبنت.. عمرا أكتر من عشرين، وبعدا
بتتغنّج ع العرسان..
صالح:
إي خلّيه يلحقها.. مرمغت شيبتو بالوحل..
مرشد:
قولك فلتت؟
صالح:
فلتت ونص.. بكرا منشوفها ببيروت.
مرشد:
ألله يستر ع بنات الناس تا يستر ع بناتنا..
صالح:
إليكي الورد يا سلمى
يُهدى من أيادينا
"يدخل يوسف"
يوسف:
ولاه، عم تضحك ع بنت عمّي؟
صالح:
خليها ترجع ع البيت ومنسد بوزنا..
يوسف:
بدّك تسدّ بوزك انرجعت أو ما رجعت..
صالح:
يا خيي سدّيتو.. بس إنتو سدّوا شبابيكن تا ما تهرب
بناتكن..
يوسف:
بناتنا أشرف بنات.. بكرا بتشوف
"يخرج يوسف، يمشي وراءه صالح بطريقة مضحكة"
صالح:
بناتنا أشرف بنات.. بكرا بتشوف
مرشد:
روح تا نلعب دق طاوله.. ونشرب نفس أركيله.. ولا
تنسى الطبّيله يا رفيق الطبّيله
صالح:
"ينقر على الطبيله ويرقص"
والله رح ضلّ طبّل تا يدوخ بو سلمى..
مرشد:
لا بقى تطبّل.. جايي المختار
صالح:
العمى، ما بيخلّوا حدا يرقص..
"يدخل المختار وبعض الأهالي"
رستم:
وصل المختار.. زيحوا من الساحه..
صالح:
بوجّك حكي يا مختار..
المختار:
ألله يطوّل بعمر بطركنا الحويّك..
منتورة:
شو قصّة رهبنتو.. العائله المقدسه
المختار:
من كم سنه طلب من بطرك أورشليم "بيافي" تا يوهبو
الأختين تقلا روزالي نصر وإسطفانه كردوش من راهبات
الورديه بالقدس.. وبخمستعش آب سنة 1895 ضوّى نور
راهباتو، ومتوقعين يوصل هالنور لآخر الدني..
سعدى:
وين آخر الدني يا مختار؟
المختار:
بيقولوا في بلاد معلّقه بكعب الأرض.. إسمها أستراليا.
سعدى:
معلّقه بكعب الأرض.. بشكر ألله وبحمدو إني عايشه بلبنان
رستم:
يا دل هالناس الساكنين إستبراليا.. أكيد بيمشوا ع روسُن.
المختار:
إسمها أستراليا.. مش إستبراليا..
رستم:
شو ما كان إسمها يكون.. أنا ما بسكن فيها.. فهمتوا
المختار:
طمّن بالك يا رستم.. مش رح نوديك ع أستراليا..
رستم:
يرحم موتاك يا مختار وألله يبعّد عنك إستبراليا..
المختار:
حدا منكن عرف شي عن سلمى؟
عصام:
برمنا بشرّي، زغرتا، طرابلس، جبيل، البترون، وبيروت
وما لقينا سلمى..
رستم:
لازم نروح صوب الشوف وعكار والجنوب والكورة..
المختار:
ولا تنسوا زحله والبقاع..
منتورة:
ام سلمى يا مختار لازقه حيط الكنيسه وبتضل تتوشوش
هيي والعدرا..
سعدى:
وبو سلمى متل المجنون.. كل يوم بيوقف ع شفق الوادي
وبيصيح: وا سلمى.. وبيصير هوّي يبكي والوادي تبكي..
المختار:
وإنتي ليش عم تبكي؟
سعدى:
ما بعرف.. سيره وانفتحت..
"يدخل ابو سلمى"
ابو سلمى:
ويني سلمى يا مختار؟
المختار:
بعدنا عم منفتّش..
ابو سلمى:
وعدتني تشوف الكركون..
المختار:
ما قدروا يعملوا شي..
ابو سلمى:
شو يعني يا مختار.. ضاعت بنتي؟
المختار:
متل ما قال بطركنا الحويّك: ألله بيدبّر
ابو سلمى:
"ابو سلمى يغني وصالح يطبّل"
ألله بيدبّر
ألله بيدبّر
وبترجع سلمى
والبيت يزهّر
يا ام الفادي
رديلي بنتي
دايماً عم نادي
بإسمك إنتي
المختار:
وديلو سلمى
البنت الوحيده
يا ام الرحمَه
دموعو لا تزيدي
ابو سلمى:
"يصرخ بألم"
وا سلمى.. وينك يا بنتي؟
صالح:
"يقترب منه وهو يطبّل ويغني"
بدّي طبّلك
على الطبّيله
بنتك عم تركض
من ميله لميله
المختار:
عيب يا صالح.. سكوت أحسنلك
صالح:
بأمرك يا مختار
المختار:
يللا يا شباب، نبشوا الأرض.. لازم تلاقوا سلمى.
"يخرج الجميع.. يعود صالح ومرشد الى لعب الطاولة"
**
المشهد الثاني
"يدخل ابو حشيشه وهو يرقص والاطفال يرقصون مثله ويغنون له.. وصالح يطبّل لهم"
الأطفال:
أبو حشيشه حشّلو
دقنو طويله قصّلو
أبو حشيشه حشّلو
دقنو طويله قصّلو
هدى:
يا بو حشيشه حكيلي
إنتْ بتعرف المتيله
بتبرم من ضيعه لضيعه
محبوب ومش فزَّيْعه
سامي:
خبّرني عن بطركنا
عن إيدو البتباركنا
عن الحويّك هللي كان
إبن العنايِه بلبنان
نجلا:
خبّرني عن رهبنتو
عن تقلا الصارت بنتو
عن إسطفانه كردوش
هيي وتقلا ربّوا جيوش
عدنان:
خبّرني عن راهباتو
الصاروا هنّي زهراتو
تمانميّه وخمسه وتسعين
سنة البركه يا محبّين
هدى:
مَدارس.. مستشفيات
رحمه بـ إيد الخيّات
يا عبرين المحبّه
ديرك محفور بقلبي
سامي:
يا بو حشيشه لا تروح
رقصاتك بترد الروح
خليك عنا.. نام اليوم
بكرا بيخلص شهر الصوم
نجلا:
يا بو حشيشه لا بقى ترقص.. هيئتك تعبان كتير
ابو حشيشه:
أنا بعيش من الرقص.. ببرم من ضيعه لضيعه.. بجمّع
مال وبجمّع أخبار..
عدنان:
السنه الماضيه كانت رقصتك أحلى.. كان طربوشك يغزل
بالجو ونحنا فرحانين..
ابو حشيشه:
حاسس بحالي تعبان.. مدري شو بني؟
هدى:
خود كول .. هيدي عروس لبنه لفتلي ياها إمي..
نجلا:
وهيدي تفّاحه مقطوفه هلّق.. دوق ما أطيبا..
ابو حشيشه:
أنا صايم.. بحب إتعذب مع يسوع
سامي:
البيشوفك بيفكرك مجنون..
ابو حشيشه:
مظبوط.. أنا بعمل حالي مجنون تا تفرحوا انتو
عدنان:
انت حلو كتير يا بو حشيشه.. ملوّن متل الحسّون..
هدى:
يا بو حشيشه.. معي هاللعبه.. بتاخدها لولادك..
ابو حشيشه:
بو حشيشه ما عندو ولاد.. إنتو ولادو..
سامي:
صرت كبير.. وما عندك ولاد؟
ابو حشيشه:
ربّيت ولاد الناس ونسيت حالي..
سامي:
كم ضيعه صرت بارم؟
ابو حشيشه:
ألف ضيعه وضيعه..
نجلا:
سلمى بنت ضيعتنا مختفيه.. بيعطوك مصاري إذا بتدلن
عليها..
ابو حشيشه:
وقدّيش عمر سلمى؟
نجلا:
عشرين.. واحد وعشرين.. تنين وعشرين.. صدقني ما
بعرف قديش عمرا بالضبط..
ابو حشيشه:
أنا ما بشوف إلا الأطفال الزغيّرين متلكن..
عدنان:
هات خبّرنا عن الزير بو زيد الهلالي..
ابو حشيشه:
قبل ما خبّركن.. لازم تقولولي مين خبركن عن البطرك
وراهباتو..
سامي:
ما في حكي بالضيعه الا عن البطرك وراهباتو وسلمى
الراحت خطيفه..
ابو حشيشه:
الحقيقه يا ولادي وين ما بروح بيسألوني عن البطرك
وراهباتو.. وبصير خبّرن عن المدارس والمستشفيات العم
يبنوها..
هدى:
صحيح بدّن يعملوا إرساليات ويودّوا الراهبات لبلاد برّا؟
ابو حشيشه:
ويا هنيال البلد اللي بيوصلوا عليه..
عدنان:
أنا مريض يا بو حشيشه.. راسي رح ينفجر من الوجع..
هدى:
آخ يا بطني.. دخيلكن لحقوني.. بدي ماما..
ابو حشيشه:
آخ يا راسي.. هربوا يا ولاد.. عجلوا.. ما بدّي إعديكن..
مرشد:
"يصرخ من بعيد"
يا ولاد شو صابكن؟ ليش عم بتبكوا؟ عم تمزحوا ما هيك؟
هيئتها القضيّه جد.. عجّل يا صالح.. لازم نهرب قبل ما
يعدينا..
ابو حشيشه:
"يلتفت نحو صالح ومرشد"
سامحوني يا اهل هالضيعه.. سامحني يا يسوع.. أنا رح
موت..
"يقع أرضاً، يفارق الحياة"
صالح:
هيئتو مات.. غطّي تمّك ومناخيرك منيح يا مرشد.. لازم
نجرّو من الساحه..
مرشد:
أنا خايف يعديني..
صالح:
إذا منتركو بالساحه رح يعدي الضيعه كلاّ.. ساعدني.. لا
تخاف..
"يجران جثّة ابو حشيشه خارج الساحة"
**
المشهد الثالث
"نساء القرية يطهرن الساحة من المرض"
سعدى:
بو حشيشه خربنا.. رقص ورقّصنا.. ولادنا عم بيموتوا..
المرض عم يشلحنا بإيدين الموت.. غضب ونزل علينا..
ام سلمى:
استفقاد ألله رحمه.. لازم نطهّر الساحه منيح.. وألله بيدبّر..
منتورة:
من وين جيت يا بو حشيشه؟ وليش جيت؟ ولادنا الفرحوا
فيك عم بيموتوا..
ام سلمى:
شو ذنبو هالمسكين؟ قلّن هربوا تا ما إعديكن..
سعدى:
مات ورح بيموّتنا معو..
ام سلمى:
خلّي إيمانك كبير يا سعدى.. العدرا ما بتتركنا..
سعدى:
اتصلوا بالكركون.. الجندرما بتساعدنا..
منتورة:
الجندرما محاوطين الضيعه.. لا بيخلّونا نطلع ولا بيخلوا
حدا يفوت..
سعدى:
قولوا للمختار يجبلنا طبيب ع الضيعه..
ام سلمى:
ألله يطوّل بعمرو.. نزل ع المدينه واتصل بمية طبيب..
وكلّن رفضوا..
سعدى:
الطبيب ما لازم يرفض.. مهنتو بتجبرو يساعد الناس..
منتورة:
بيرفض.. بيرفض.. لأن المرض مش معروف.
ام سلمى:
سمعت إنو في اصابات كتيره بسوريا والأردن.. وبعدن ما
لقيوا دوا..
سعدى:
يا مار مارون خلّص شعبك..
ام سلمى:
يا عدرا الورديه حنّي علينا..
منتورة:
ما إلنا إلا البطرك.. بطركنا الحويّك ابن العنايه الإلهيه..
حامل هم الناس كلّن.. لازم نتخفى من الجندرما ونروح
لعندو بالليل.. مأكّد ما بيتركنا..
"تخرج منتورة وسعدى"
أم سلمى:
ـ1ـ
ع اللوما اللوما اللوما
ع اللوما اللوما اللوما
يا عدرا ام الفادي
شيلي من الضيعه هموما
ـ2ـ
يا عدرا ام الفادي
حبّك أكبر زوّاده
ضيعتنا عم بتنادي
دخيلك ضوّي نجوما
ـ3ـ
لا تقولي رح ننساكي
ما فينا نعيش بلاكي
يا عدرا حبيناكي
إنتي الأم الرحومَه
**
المشهد الرابع
"يدخل بعض رجال الضيعة"
يوسف:
مش معقول يعمل فينا هيك.. قطعنا جبال ووديان بهالليل
تا وصلنا لعندو.. قام ودّالنا راهبه.. راهبه.. بدل ما يودي
طبيب..
عصام:
بطركنا بيعرف أكتر منك ومني..
يوسف:
شو هالحكي يا عصام.. راهبه ما عمرا عشرين سنه بدّا
تقضي ع المرض؟
عصام:
بطركنا قال إنو الأخت عنايه درست التمريض وبتعرف
كل شي..
يوسف:
ألله يرحمها قبل تموت.. فتحت قبرا بإيدا..
رستم:
حاج تقطش وتشلح يا يوسف.. ما سمعت بطركنا شو قال:
روحوا مع الأخت عنايه وألله بيدبّر..
يوسف:
إبني مريض واقع بالسهله، وهيي عم تغليلو ورق زفّير..
يا ناس أنا رح جنّ..
عصام:
خلي إيمانك بألله كبير ولا تخاف..
"تدخل سعدى مسرعة"
سعدى:
جارنا بو علي عم بيموت.. حدا يساعدو
رستم:
هلّق كانت عندو الأخت عنايه..
سعدى:
الأخت عنايه ما فيها تكون وين ما كان..
رستم:
الأخت ماري هنريات وصلت وعم بتساعدها.. ومش بس
هيك بدها تفتح مدرسه بالضيعه وتسميها: مدرسة مار
مارون..
سعدى:
إذا هالمدرسه ما بتعلّم ولاد جاري بو علي.. ما بدنا ياها..
رستم:
الراهبات ما بيميّزوا بين دين ودين.. شعارن: كلنا ولاد
ألله.
يوسف:
إذا إبني بيصح من هالمرض.. أنا بقدّم بيت للمدرسه..
"تدخل منتورة وهي تزغرد"
منتورة:
إبنك صح يا يوسف.. وبلش ياكل ويشرب.. الأخت عنايه
عم بتطعميه بإيدا
يوسف:
دخيل إسمك يا عدرا.. شو عم إسمع؟..
عصام:
طار البيت يا يوسف..
يوسف:
قرد فيك وبالبيت.. إبني صحّ.. وصحتين ع قلب
الراهبات..
رستم:
بلّشنا نشوف عجايب الراهبات.. ألله يحميكي يا أخت
عنايه.. مش عم بتنام لا ليل ولا نهار.. وإذا بيموت حدا
من الضيعه كأنّا هيي الماتت..
سعدى:
بنتي بدّا تصير راهبه.. وأنا فرحانه كتير.. إيدا بإيد الأخت
عنايه تا يقضوا ع المرض..
منتورة:
راحت ع إبني الياس.. كان مفكّر يتزوج بنتك..
سعدى:
بنتي اختارت.. وأنا بشجعها..
عصام:
للحقيقه ما في غير بنتك متعلمه منيح بالضيعه.. ألله يرحم
أبوها كان كل ليله يقرّيها الإنجيل.. وكانت كل مكاتيب
أمريكا هيي اللي تقراهن..
رستم:
خاف من ألله يا عصام.. شو نسيت سلمى وشطارتها..
منتورة:
سلمى مغضوب عليها بالضيعه.. لا تجيبوا سيرتها..
رستم:
سلمى بتقرا سرياني وتركي وعربي وشوية انكليزي..
فيكن تقولولي مين كان يجمّع ولاد الضيعه تحت السنديانه
تا يعلّمن؟
عصام:
سلمى..
رستم:
ومين كان يترأس أخويّة الحبل بلا دنس؟
منتورة:
سلمى..
رستم:
ومين كان يكنّس طرقات الضيعه بالشهر المريمي؟.
منتورة:
فهمنا.. فهمنا.. ومع هيدا وكلّو تركت البيت وفلّت..
رستم:
الحق ع ابوها اللي بدّو يزوجها غصبن عنها.. كمان البنت
لازم يكون لها كلمه وكرامه..
عصام:
آخر واحد تقدملا كان غني كبير.. ما لكشتو بصرمايتها..
وكل ما نسألها عن السبب بتقول: متقدّملي أحسن منّو
بكتير..
منتورة:
قولكن هربت معو؟ قولكن إجاها ولاد؟ قولكن بيجيني
عريس بعد المرحوم بو الياس؟
رستم:
يقطع لسانك يا منتورة.. كيف بيضل يطلع وينزل متل
مجزّ السكافه.. ألله رزقك الياس من المرحوم بو الياس
وبعدك عم بتفتشي ع عريس!
منتورة:
أُف بدي عريس..
"يخرج الجميع ما عدا رستم"
رستم:
ـ1ـ
طلّت يا محلى نورها
الأخت عنايه
ملايكة السما طيورها
والسما مرايه
ـ2ـ
بتصلّي لمّا بتحكي
ردّت آمالنا
ع شفافا أحلى ضحكه
قولوا هنيالنا
استحلينا مرّه تشكي
بتسهر ع عيالنا
وبتبكي كل ما نبكي
حكايتها حكايه
**
المشهد الخامس
"صالح ومرشد يجلسان في مقهى الساحة، يدخل شاكر وبيده قنينة"
مرشد:
صالح.. تطلع بشاكر هيئتو سكران..
صالح:
"يقترب من شاكر"
شو هالقنينه الحاملها يا شاكر؟
شاكر:
بعّد عنّي.. لا تقرّب منّي.. انتو كلكن جراثيم.. الضيعه كلاّ
جراثيم.. ما بدّي حدا يعديني..
صالح:
ريحتك عرق.. ما ع الحساب انت ما بتشرب عرق..
شاكر:
أنا ما بشرب.. بس بشربي الجراثيم..
مرشد:
العمى.. مبارح شفت جرثومه سكرانه ورايحه لعند الأخت عنايه..
شاكر:
قولوا للأخت عنايه لا تحكمها.. لازم كل الجراثيم تموت..
صالح:
حسبني جرثومه وهات دوّقني هالعرقات..
شاكر:
خليك بعيد عني تلات متار.. لأنك مليان جراثيم..
صالح:
أنا مليان جراثيم؟!..
"يرفع يده ليضرب شاكر.. يدخل المختار"
المختار:
شو في يا صالح؟ ليش رفعت إيدك ع شاكر؟..
صالح:
قال أنا مليان جراثيم.. إي والله لولا كرامة مختارنا لكنت
عملتلك كفين ينسّوك الحليب اللي رضعتو..
المختار:
خلّصنا منّك ومن جراثيمك يا شاكر.. كل واحد بيموت
بوقتو.. ألله يرحمها..
مرشد:
مين مات يا مختار؟
المختار:
الأخت روزالي نصر.. رئيسة الراهبات.. بطركنا زعلان
كتير مش مصدق هللي صار.. يا خسارتك يا لبنان..
مرشد:
وشو صار؟.. كيف ماتت؟
المختار:
راحت شهيده متل القديسين
مرشد:
لازم نخبّر الأخت عنايه..
المختار:
خبّرناها وصارت تبكي..
مرشد:
لازم نعمّلا جنّاز يرنّ الحادي بالوادي..
المختار:
الأخت عنايه بدها تنفّذ وصيّة الأم روزالي بس..
مرشد:
يعني ما بدها جنّاز؟
المختار:
الوصيّه وبس..
مرشد:
قدرت تعرف شو هالوصيه يا مختار؟
المختار:
سمعتها عم بتقول مرّه: إنو الأم روزالي وصتها تبني دير
ومدرسه وميتم ومستشفى..
مرشد:
الدير انبنى، والمدرسه فيها مية تلميذ وتلميذه، والمستشفى
مليان مرضى.. باقي الميتم..
المختار:
اعتبروه تعمّر.. الميتم عليي أنا..
شاكر:
إنت غني كتير يا مختار.. اشتريلي قنينة عرق ألله يخليك..
أنا ما بدّي موت.. بعدني تحت نصيبي..
المختار:
أنا شايف بدّك تموت من ريحتو.. ألله وكيلك اللي بيمرق
حدّك بيفطس..
صالح:
أنا خايف ليقرّب ع النار ويهب متل السبيرتو.. ساعتها
بيعمل "بوم" متل مدفع البو فتيله..
شاكر:
ضلّوا اضحكوا عليي.. بكرا انتو بتموتوا من الجراثيم..
وببقى أنا وحدي بهالضيعه..
صالح:
ألله يرحم موتاك .. خلّي عينك ع عنزاتي..
شاكر:
قبل ما تموت دبحن.. لحمن أسود متل وجّك..
مرشد:
وأنا ما بدي وصيك بحماري.. غنّوج ما بياكل إلا شعير..
شاكر:
بس تموت خدو معك.. أحسن ما تمشي ع جريك
بالمقبره..
"تدخل سعدى"
المختار:
منيح اللي جيتي يا سعدى.. لازم نروح وفد لعند سيدنا
البطرك تا نقوم بواجب التعزية.. وبدي منك تحضّري كم
بيت عتابا يبكوا حجار الصوّان..
سعدى:
سماع شو بدّي قول يا مختار:
حرام تموت هالأرزه بجبلنا
روزالي العزها العزّه جاب لْنا
بدمع عيوننا نحنا جبلنا
لها تمثال أغلى من الدهب
المختار:
يسلم تمّك يا سعدى.. ألله ألله ع هالصوت.. وهلق بدّي
منك غنيّه عن دير العيله بعبرين..
سعدى:
ـ1ـ
يا عبرين اللي بعينيي
يا دير الراهبات
إسمك ع شفافي غنيّه
وباقة حكايات
ـ2ـ
فيك الأم اللي حبّينا
وأجمل الخيّات
إنت الرحمه.. حنّ علينا
وهدينا بسمات
ـ3ـ
مهما بعدنا بدنا نبقى
بـ قلبك يا دير
ندرس ننجح نبني رفقه
ع الهنا والخير
المختار:
والله بتبيضي الوج يا سعدى..
سعدى:
بس نوصل لعند البطرك فيني إسألو عن سلمى بنت
ضيعتنا؟
المختار:
رايحين نعزّي.. مش رايحين نسم بدنَّا..
سعدى:
طيّب.. فيني إشكرو ع هالنعمه الودالنا ياها..
المختار:
قصدك الراهبات؟
سعدى:
ليش في حدا غيرن.. لولاهن كنّا متنا..
المختار:
صحيح إنن ما قضيوا ع المرض بتاتاً.. بس قدروا
يزرعوا الأمل بقلوبنا..
شاكر:
أنا شفتن عم بيطهروا إيديهن بالعرق..
المختار:
ولِكْ حلّ من هون انت وعرقاتك.. أحسن ما هفّك
بهالعصا..
مرشد:
لا تقلل عقلك عليه يا مختار..
المختار:
رح بيدوّخنا بالعرق.. ما بيلحق يقفى دنبو إلاّ وبيطل
راسو.. خاوت حالو وخاوتنا..
سعدى:
الظاهر فزعان من الموت وبدّو يحمي حالو..
المختار:
إذا الأم روزالي ماتت.. ع شو خايف حضرتو؟
صالح:
أنا رح آخد شاكر من هون.. وإنتو قرروا..
"يخرج صالح وشاكر"
سعدى:
موت الأم روزالي نصر يمكن يأثّر ع الجمعيّه..
المختار:
مش ممكن أبداً.. إذا ألله خلاّني طيّب بدي شارك باليوبيل
المئوي لهالجمعيه..
سعدى:
وانشالله بتحضر يوبيل الألف سنه يا مختار..
المختار:
ألف سنه.. كتّرتيها يا سعدى..
سعدى:
والمليون كمان..
المختار:
صدقيني.. كل شي وفي إنسان عايش ع هالأرض.. رح
تبقى جمعية العيله المقدسه عايشه معو.. روحوا تا نعزّي
الأخت عنايه..
**
المشهد السادس
"يدخل الأطفال.. هدى تغنّي وهم يرقصون"
هدى:
ـ1ـ
علّيها.. علّي.. علّيها
المستشفى وهَنّي بانيها
راهباتنا اللي وقفوا معنا
ومسحوا الدمعه اللي دمّعنا
دربُن وحدا الرح نمشيها
نجمات.. وألله مضوّيها
ـ2ـ
بطركنا، يا راهباتي، بالتاريخ
حلمو توصل جمعيتو للمريخ
هالأحلام الما مننسيها
حقّقتوها.. وعشتوا فيها
عليها.. علّي.. علّيها
ـ3ـ
ضلّك عالي يا هالدير بين الناس
إنت الحب وإنت الخير بدون قياس
إنت الرحمه وإنت النعمه
وإنت الكلمه العم نقريها
علّيها.. علّي.. علّيها
سامي:
شو يا هدى؟ بعد المرض والسخونه الطويله، رجع صوتك
أحلى من الأول.. لازم نشكر بو حشيشه..
هدى:
بلا سيرتو هلّق.. ليش عم بتضلوا بعاد عني؟ من شو
خايفين؟
نجلا:
خايفين ننام بالفرشه قد ما نمتي إنتي.. المرض بيعدي..
هدى:
بوجود الأخت عنايه.. ما بقى تخوّف الحكايه.. قرّبوا ولا
تخافوا..
عدنان:
أنا زعلان كتير لأن بو حشيشه مات.. ألله يرحمو.. كان
يحب الولاد الزغار..
هدى:
بو حشيشه مرّضني كتير.. أنا بطّلت حبّو..
عدنان:
كان يرقصلنا وكان يغنيلنا، وكان إذا ضحكنا يطير من
الفرح.
سامي:
أنا بحب كون متل بو حشيشه.. زقفولي تا إرقص..
عدنان:
إنت ما فيك تكون إلا متل بيّك.. ملمّع جزمتو ورايح ع
الفلاحه..
سامي:
هلّق بفرجيك.. بدي إشكيك لبيي..
عدنان:
انشالله كل ما واحد مزح معك بدّك تشكيه لبيّك؟
سامي:
عم إمزح معك.. أنا وياك شاقّين الأرض وطالعين منها..
عدنان:
شفتو المرض اللي مفزّع الضيعه.. أنا وسامي منفزّعو..
هدى:
يا ماما فزّعتني..
عدنان:
أنا عم فزّع جراثيم بو حشيشه مش حضرة جنابك..
هدى:
ليك الجراثيم كيف هربانه منك.. وقد ما خافوا صاروا
يدعِوْسوا ع جرين بعضُن.. صدقني حكيك حكي ولاد
زغار..
عدنان:
ليش نحنا شو؟ العمى لا تقومي عم بتشوفيني رجّال
مشورب؟
هدى:
أكيد مشورب.. وعم تحلق دقنك كمان..
سامي:
نسيت قلّك نعيما.. بترجاك لا تواخذني
عدنان:
ما انت أكبر مني بست شهور.. فيك تقللي وين دقنك؟
سامي:
قولكن ليش مش عم بيفرّخ شعر ع دقني..
عدنان:
لأن بعدك نونو يا حبيب امك..
هدى:
الحق عليي.. كنت عم إمزح معكن.. إنتو بعدكن زغار
ع الحلاقه
نجلا:
كان جدي يغني هالغنيّه كل ما يحلق:
بدّي سنّك يا هالموس
تا تحلقلي هالشعرات
بعرف كل ما دقني تبوس
بتنعّمها من الوبرات
هدى:
ألله يرحم جدّك تا يرحم جدي.. سمعوا شو كان يغني
كل ما يحلق:
رح سنّك يا شفراتي
تا تقصيلي شعراتي
و تا إسمع مرتي بتقول:
دقنك نعمت مش معقول
تسلملي يا حياتي
عدنان:
بلشتوا تحلقوا دقون جدودكن.. ونسيتوا تحلقو دقن بي
سلمى.. بدّي أعرف ليش نسيتوا سلمى؟
سامي:
بعد كل هالسنين بدّك يانا نتذكّر سلمى؟
نجلا:
بيي شافها بطرابلس ومعها ولدين.. واحد عمرو تمانيه
وواحد عمرو سبعه..
عدنان:
بلا تفشيط إنتي وبيّك.. اللي بيترك الضيعه من أربع سنين
كيف بدّو يخلّف ولاد مشوربين..
هدى:
للحقيقه، أنا امي شافتها ببيروت.. عم تشتغل صانعه عند
شاويش تركي..
عدنان:
بنت الغنى والجخ عم تشتغل صانعه؟!.. هيئتها امك متل
بيّ نجلا.. طنجره ولقيت غطاها..
هدى:
سمعوني.. بدي كمّل خبريتي..
عدنان:
بدل ما نسمع فشطه جديده.. رح سمّعكن غنيّه تعلمتها
بالمدرسه.. إذا بتعرفوها غنّوا معي:
ـ1ـ
لمّا الحرف يلاقي الحرف
الكلمه بتفرح بالميرون
قلبي زهره بقلب الصف
لعيونك يا مار مارون
ـ2ـ
زرعني ع دروبك مشوار
تا يمشوني ولاد زغار
ربّوعك جنّه.. طفّي النار
ديرك من أحلى ما يكون
ـ3ـ
راهباتك.. راهبات الخير
ندروا ع إسمك هالدير
ع دروبُن شو بيحلا السير
ممنونك أنا ممنون
"يخرج الاطفال"
**
المشهد السابع
"صالح يرعى عنزاته"
صالح:
برررر.. يقطع المعزي انشالله.. ما بيرعوا إلا برزقات
منتوره.. ولِكْ برررر
"تدخل منتورة"
منتورة:
رد عنزاتك عن رزقاتي يا صالح.. أحسن ما إشكيك
للكركون..
صالح:
وحق مار الياس يا أم الياس.. عنزاتي مش عم ياكلوا.. عم
بيعلّكوا "شوينغام"..
منتورة:
"شوينغام" بحناكك.. ما ضل طربين أخضر وما هبيوه..
صالح:
مين أحسن ياكل عنزاتي أم الجيش التركي؟
منتورة:
الجيش التركي بياكل الثمر.. وعنزاتك بترعى الشجر..
يعني تنياتُن أضرب من بعضن..
صالح:
عنزاتي أوادم..
منتورة:
مبيّن أوادم.. ليك العنزه البرشا ليك.. نطت ع العريشه..
صالح:
ولِك برررر.. برشا برشا..
منتورة:
لحقها الشحتول.. يخرب بيتك ع بيتو ما بيشبع..
صالح:
بعدن عرسان جداد..
منتورة:
عنزاتك فجعانين.. بياكلوا وبيزبلوا.. بس هالمره رح
ياكلوا ومش رح يزبلوا..
صالح:
بعيد الشر عن قلبن.. ليش عم تحكي هيك؟
منتورة:
سممت الجنينه يا غنّوج أمك..
صالح:
يعني رح بيموتوا عنزاتي؟
منتورة:
بالجمله وبالمفرّق..
صالح:
إنتي شو.. حجر صوّان؟ ما عندك شفقه ع الحيوان؟
منتورة:
أنا ما عزمتك ولا عزمتن ع الغدا.. انت اللي فتحت قبرن
بإيدك..
صالح:
ولِكْ بررررر.. طلعوا من جنينة ام الياس أحسن ما
تموتوا..
منتورة:
إلك عليي جنزلك العنزه اللي بتموت..
صالح:
والله بدّي إشكيكي للمطران..
منتورة:
وما تنسى تقلّو مين فيلت عنزاتو بزيتون الوقف..
صالح:
شو حضرتك جاسوس تركي؟
منتورة:
البلد اللي ما فيها ناطور حامل بعكور.. لازم نخلقلا
ناطوره بتلبس تنوره..
صالح:
يا عمي حلّي عني.. ولِكْ برررر
منتورة:
إذا بدّك عنزاتك تعيش.. لازم تعطيني بخشيش..
صالح:
شو ما بدّك بعطيكي.. بس ما يموتوا العنزات..
منتورة:
إنت أعزب.. وأنا عزبه..
صالح:
مش عم إفهم بالمره..
منتورة:
حطّ شيبتك ع شيبتي
صالح:
إنتي من جيل امي.. وعم تطلبيني للزواج..
منتورة:
العمر ما بيهم.. المهم ما يموتوا العنزات..
صالح:
وبو الياس.. وين بتروحي فيه؟
منتورة:
ألله يرحمو.. صرلو عشر سنين ميّت.. ما حلّي إنساه؟
صالح:
وشو يعني؟
منتورة:
تزوجني..
صالح:
ولِكْ بررررر
"يهرب"
منتورة:
لوين رايح.. رجاع لهون.. العمى بقلبو ما عاد يحب مرا
من بعد سلمى.. صحيح الحب جنون وفنون.. يللا بكرا
بلاقي عريس غيرو..
**
المشهد الثامن
"يدخل بائع الأزهار وهو يغني.. تراقبه منتورة من بعيد"
بياع الزهر:
ـ1ـ
زنبق زنبق معي زنبق
أبيض أحمر أو أزرق
الشبّ اللي بيهدي زهره
بيكون قلبو عم يعشق
ـ2ـ
مرّه تشكلت بريحان
غارت مني الياسمينه
قالتلي قلبي زعلان
صرلك مده ناسيني
ـ3ـ
بيسموني أبو زهور
وزهوري شغل حقولي
بتزيّن فيها وبدور
الدنيي فيي مشغوله
ـ4ـ
للعدرا بقدملا ورد
ولمار يوسف زنبقتو
الورد بنقّيه من الجرد
والزنبق من رهبنتو
"تقترب منه منتورة"
منتورة:
هات.. هديني زهره..
بياع الزهر:
أنا بيّاع زهر.. والبيّاع ما بيهدي..
منتورة:
إذا بتهديني زهره بيكون قلبك عم يعشق.. انت هيك قلت
من دقيقتين..
بياع الزهر:
يا ست.. أنا عم غني تا تشتريوا زهراتي.. مش تا
إتزوج..
منتورة:
أعزب.. أم مزوج؟
بياع الزهر:
أرمل..
منتورة:
منيح.. طنجره ولقيت غطاها.. صرنا تنين.. إذا اشتريت
كل زهراتك بتتزوجني..
بياع الزهر:
يا ست أنا هون تا بيع زهوري.. مش تا إتزوج..
منتورة:
عندي بيت وجنينه وبقرتين وحمار.. شو رأيك؟
بياع الزهر:
إذا بتحبي ألله.. خليني استفتح..
منتورة:
لا تتعب حالك.. مش رح يشتريوا منك..
بياع الزهر:
كل إياما هالضيعه بتشتري زهوري شو اللي تغيّر؟
منتورة:
الظاهر مش عم توصلكن أخبارنا..
بياع الزهر:
الجيش التركي معتّم عليكن وع أخباركن..
منتورة:
شو هامّو الجيش التركي.. البيعيش يعيش والبيموت
يموت..
بياع الزهر:
شو صايبكن.. خبريني..
منتورة:
يا مسكين.. الجراثيم البريّه والبحريّه والجويّه هجمت ع
ضيعتنا..
بياع الزهر:
شمّوا زهر.. ريحة الزهر بتقتل الجراثيم.
منتورة:
هات شممني زهره..
بياع الزهر:
دفعي حقها بالأول..
منتورة:
كرمال بشليك بدّك تموتني..
بياع الزهر:
هيدا إسمو حق.. ولازم نتعوّد ندفع الحقّ..
منتورة:
قولك من هيك ألله غاضب علينا؟
بياع الزهر:
عم نعمل اشيا غلط.. ما حدا عم بيصلي وما حدا عم
بيصوم..
منتورة:
العيله بح.. ما عاد في عيله..
بياع الزهر:
بتعرفي ليش؟ لأن الرجّال بيغيّر نسوانو متل ما بيغيّر
شروالو.. والنسوان بيغيّروا رجالُن متل ما بيغيّرو
فساتينُن.. والولاد.. قولي ألله، لا بيعرفوا مين بيُّن ولا مين
أمّن..
منتورة:
إذا كنت عم بتسمّعني حكي.. بحب قلّك إني أنا أشرف
مرا.. ومش عم غيّر بو الياس إلا من بعد ما مات.. مش
حرام إبقى عزبه وبعدني صبيّه متل القمر.. وانت ما حرام
تضل أعزب عم تبرم ع جريك من ضيعه لضيعه.. إذا
تزوجتني بالقليله بتركب ع حماري. شو رأيك؟
بياع الزهر:
خلينا بالزهر أفضل..
منتورة:
هيئتو مصدّى ما منّو فايده..
بياع الزهر:
شو عم بتقولي؟
منتورة:
عم قول معك حق..
بياع الزهر:
زرعوا زهر ببيوتكن.. بتصيروا تحبّوا بعضكن..
منتورة:
بو سلمى زارع جنينة زهر.. ومع هيدا وكلّو هربت بنتو
وما سألت عنّو..
بياع الزهر:
تا تحبنا العدرا.. شو منهديها..
منتورة:
زهر.. زهر..
بيّاع الزهر:
والإمّات شو منهديهن؟
منتورة:
زهر.. زهر..
بياع الزهر:
وإذا حبّينا شي حلوه.. شو منهديها؟
منتورة:
زهر.. زهر.. ولِكْ آخ ع شي زهره..
بياع الزهر:
والعروس بليلة عرسا..
منتورة:
زهر.. زهر.. قولك رح صير عروس؟
بياع الزهر:
ولموتانا شو منقدّم؟
منتورة:
ضليت تلف وتدور تا وصلت ع الجرح.. ضيعتنا
مجروحه يا ابو الزهور.. كتر الموت فيها.. وما عاد عنّا
زهر.. بو حشيشه المسكين مات وموتنا.. ودبلوا زهور
المقابر وصرنا مستحيين من موتانا..
بياع الزهر:
بحياتي ما شفت ضيعه متل هالضيعه.. الناس واقفين
بالصف وناطرين دورن تا يفوتوا ع المقبره.. لازم شمّع
خيطي وإهرب..
"يهرب بياع الزهور.. تلحق به منتورة"
منتورة:
لوين رايح؟ ما بدك تركب ع حماري.. يللاّ بكرا بلاقي
رجال غيرو..
**
المشهد التاسع:
"تدخل ام سلمى وهي تغني"
ام سلمى:
ـ1ـ
الرّاهبه الإجتنا هديّه
من العزّه الإلهيه
الطفل انشافا بينسى وجعو
إخدت بـ إيدين الوقَعوا
وصارت أحلى خبريه
ـ2ـ
راهبتنا منِ بْنات الشعب
اللي اختارن للدير الرب
يا راهبتنا ضلّي معنا
إنتي الأم اللي بتسمعنا
وإنتي النور والحنيّه
ـ3ـ
أعمالك ندرتي للناس
تا تصيري القربانه بالكاس
يا راهبات العيله ضلّوا
عن هالناس الفقرا صلّوا
بركي بتهنا البشريّه
يا عدرا.. عم صليلك كتير.. لتقومي ضجرتي مني.. يا
قديسه مريم يا والدة ألله صلي لأجلنا نحن الخطأة..
"يدخل يوسف"
يوسف:
شو يا مرت عمي عم بتصلي؟
ام سلمى:
رح ضل صلّي بصوت عالي تا ترجع سلمى..
يوسف:
سمحولي فتّش عنها وإشرب دمّها..
ام سلمى:
بدّك تشرب دم بنت عمّك؟
يوسف:
ما عاد لي عين إمشي بالضيعه.. الشباب بيتغامزوا عليي
وبيصيروا يحكوا إشيا بتسم البدن..
ام سلمى:
شو ما قالوا يقولوا.. سلمى بتضل سلمى.. بنتي وأنا
بعرفها..
"يدخل صالح ومرشد"
صالح:
شو أخبار سلمى يا ام سلمى؟
ام سلمى:
جاوبيهن عني يا عدرا..
يوسف:
أنا رح جاوبهن يا مرت عمّي.. سلمى راجعه ع الضيعه
بعد كم يوم..
ام سلمى:
تعا لهون تا شوف.. صحيح سلمى راجعه ع الضيعه؟
يوسف:
لا تعلي صوتك.. ما بدّي يعرفوا إني عم اكذب..
صالح:
هات سمّعنا شو عم بتقلاّ..
ام سلمى:
سلمى مش راجعه ع الضيعه..
يوسف:
طلعتيني بسواد الوجّ يا مرت عمي..
ام سلمى:
ربنا ما بيحب الكذب..
"يدخل جميع أهالي الضيعة"
المختار:
كيف صحّة بو سلمى.. انشالله يكون بألف خير..
ام سلمى:
تعبان شوي وبيضل يبصر بنتو بمنامو..
المختار:
صحيح متل ما عم بيقولوا.. شافها متل الملاك؟
ام سلمى:
لابسه راهبه.. الضحكه ع تمّا.. وعم بتطير فوق الضيعه..
شافها بهالحاله أكتر من عشرين مرّه..
المختار:
ألله يحقق منامو.. بو سلمى رجّال آدمي..
ام سلمى:
صلولي يا أهالي الضيعه.. بركي ألله بيسمع منكن وبترجع
بنتي..
"يدخل رستم مسرعاً"
رستم:
اندهوا الأخت عنايه.. بو سلمى عم بيموت..
المختار:
هالمرض كان قضي علينا كلنا لولا عناية الاخت عنايه..
"يوسف ورستم يساعدان بو سلمى على المشي"
يوسف:
شد حالك يا عمي.. الإخت عنايه جايي..
ابو سلمى:
أنا حابب شوف بنتي قبل ما موت..
يوسف:
مش رح تموت يا عمي.. قوي حالك كرمال سلمى..
ابو سلمى:
وينك يا سلمى.. وينك يا بنتي؟ لا تخليني موت بحرقتك..
أنا لازم شوفك..
"تدخل الأخت عناية وهي تضع الكمامة والنظارات السوداء"
يوسف:
وصلت الأخت عنايه يا عمي.. قوّي حالك..
ابو سلمى:
ما بدّي موت قبل ما شوف بنتي..
"تخلع الأخت عنايه النظارت والكمامة"
سلمى:
بقوّة ألله مش رح تموت يا بابا..
ابو سلمى:
مين.. الاخت عنايه؟
سلمى:
"تقبل يده"
أنا سلمى يا بابا..
ابو سلمى:
بشكرك يا رب.. بشكرك يا رب..
سلمى:
سامحني يا بابا.. سامحيني يا ماما.. كان لازم إخفي حالي
تا إقدر ساعدكن..
ام سلمى:
يا فرحة قلبي فيكي يا بنتي.. يا بنت العيله المقدسه..
سلمى:
بتذكر يا بابا.. كنت قلّك كل ما يجيني عريس: أنا متقدملي
أحسن منو.. فيك تقلّي: مين أعظم من سيدنا يسوع
المسيح.. هلق أنا مخطوبه إلو..
ابو سلمى:
كنتي بنتي يا بنتي.. هلق صرتي بنت الناس.. بنت العنايه
الإلهيه..
سلمى:
ديري بالك ع بيي يا امي.. صار لازم روح..
"يقترب صالح من سلمى ويركع أمامها"
صالح:
قبل ما تروحي لازم إعترفلك بخطيتي.. أنا طوّلت لساني
عليكي.. وحكيت بحقّك كلمات رح إخجل منها طول ما أنا
عايش.. بترجاكي سامحيني..
الأهالي:
"يركع الجميع"
ونحنا كمان خطينا بحقّك يا سلمى.. سامحينا..
سلمى:
أنتو خطيتو بحق سلمى بنت ضيعتكن.. بس ولا واحد
منكن خطي بحق الأخت عنايه.. سلمى ماتت.. اللي
قدّامكن هلق هيي الأخت عنايه.. وقفوا وعلّوا روسكن تا
نقدر نكمّل سوا..
"يقف الجميع"
صوت:
ومن بعد مية سنه.. من سنة 1895 لسنة 1995، صارت
جمعية العيلة المقدسه ملاك بيطير من بلد لبلد تا يزرع
المحبه بقلوب الناس.. وهون، بهالبلد البعيد الإسمو
أستراليا، عم تحتفل الراهبات بعيدين: اليوبيل المئوي
لتأسيس جمعيتُن بلبنان، واليوبيل الفضي لوجودُن
بأستراليا.. يا بطرك الحويّك يتمجّد إسمك..
"تسدل الستارة"
**
