جنيّة الشجر

الغلاف للفنانة رندى بعيني
**

هي فافي

جنيّةٌ..
داستْ أراضينا
فاخضوضرَتْ من لطفِها الغربَه
وتناثرتْ أيامُنا الصعبَه
وصارَ الشوقُ يَطوينا
شراعاً فارقَ الْمينا
ونحنُ نَنْزفُ حبّا
وقلبُنا يَرسُمُ الرجّعَه
دروباً تسرقُ الدّمعَ
وأزهارَ روابينا
لتُرضِي مَنْ تُجافينا
ومُرَّ الصدِّ تسْقينا
هِيَ "فافي"..
ألمْ تسمعْ
موسيقى الغابةِ الأوسّعْ
تناجيها
لتُشْجيها
وتُهديها
أغانينا؟
فيا جنيّةَ الأشْجارِ رُدّيها
لكي تحلُو أمانينا.
**
صنم

ـ1ـ
غيابُكِ "فافي"..
يثيرُ الألمْ
أعيشُ وحيداً..
ودمعي دِيَمْ
أحاربُ هجري
لينفُدَ صبري
وأبقى أعاني ضجيجَ السّأمْ
ـ2ـ
أتُدْرِكُ "فافي" بأنِّيَ أمشي
وخلفيَ نعشي
وقدّامي قبرٌ..
وعمري عدمْ
وأنّي اعتزلتُ صنوفَ الحياةِ
وأنّي أهيمُ مع الذكرياتِ
غرامي انحدارٌ
وشِعْري قممْ
فكيفَ تعودُ.. ومصرُها تبكي
وكلُّ القلوبِ تعاني الصممْ؟
فكيف تعودُ.. وصوتُها يحكي
حكايةَ شعبٍ يُضاهي الأممْ؟
ـ3ـ
رسومُها عندي انبلاجُ صباحي
وضوءُ ارتياحي
وبئرٌ أخبّىءُ فيها الندمْ
فيا ليتني لَمْ أكنْ من عظامٍ
أسيرُ الدروبَ
بلحمٍ
ودَمّْ
ويا ليتني كنتُ طمْياً عجيبا
تحوّلني النارُ شكلاً غريبا
عديمَ الثمنْ
تريدُه "فافي" كأيِّ وثنْ
فنِعمَ الحياةُ..
ونِعمَ الغرامُ..
ونِعمَ القيَمْ
بدُنيا الصنمْ.
**
درة في تاجها

ـ1ـ
أنا ماسةٌ الشعرِ المصفّى
ألمعُ حبّاً ولُطفا
أنا دُرّةٌ في تاجها
والتاجُ من انتاجِها
لا الشعرُ
يعشقُ أسطري
لا الشمسُ
تعرفُ مَهْجري
ومراكبي تخشى احتدامَ أبْحُري
إن لمْ تسرْ بِمَزاجِها
ـ2ـ
جنيّةَ الأشجارِ.. هذا شجري
حطّي الرحالَ على امتدادِ السفرِ
حان اللقاءُ بمنْ أحبُّ..
ويحَكِ،
لا تتركيني في جنونِ القدرِ
أعمى أنا..
أعمى أنا..
و"فافي" كانتْ ههُنا
نظّارتي..
ونظرتي..
وناظري.
**
تغريدة

ـ1ـ
يغتالني العجبْ
إذا خَلا بريدي
منْ بَقايا عيدي
ويشهقُ الغضبْ
أطالبُ بحرفٍ يقصّرُ الليالي
و"فافي" لا تبالي
وترفضُ الطلبْ
ـ2ـ
يلفّني التناسي
بغربة المآسي
ولمْ تَعِرْني "فافي" يراعَها الذهبْ
لُقِّبْتُ بالأميرِ
بصحوةِ الضميرِ
جُرّدْتُ من حروفي
وخانَنِي اللّقَبْ
ـ3ـ
تغريدةٌ منْ "فافي"
ترطّبُ التجافي
وتطفىءُ اللهبْ
الشمسُ من أنوارها
والحبُّ من أسرارها
هيَ وردةٌ في عرسِنا
وشمعةُ قدّاسِنا
ومسجدُ العربْ
النورُ في قبابِهِ
والدينُ في رحابِهِ
هناك.. عندَ بابهِ
ماتَ أبو لَهَبْ
**
اضراب

ـ1ـ
كنتُ مُضرباً عن الكلام معها
تجاهلها لي..
أغاظني..
قتلني..
قرّرتُ أن أحرمَها من وجودي حولها
من رسائلي الكثيرة.
جمّعت ما تبقى منْ رجولتي
لأواجهَها كفرسان الكتب
سيفي في غمده،
يدي ممسكة به،
وغضبي بركانٌ شاعل..
وحين أطلتْ فافي
تحوّل السيفُ الى قطة بيضاء
والغضبُ الى وردةٍ حمراء
والفارسُ..
الى
قصيدة
غزل
ـ2ـ
حنانُها الأوسعُ من إدْراكي
شجّعني على الكلام،
أذابَ جُمودي..
مددتُ يدي نحوها
صافحتني بدفء.
أهديتُها وردةً من جُنينتي
تمتمت: بجد.. وردةٌ كانتْ في حديقتك؟
دسست مع الوردة صورتي
"الهرمُ والشاعرُ معاً"
تطلعتْ بها والفرحُ يغمرُها
وكطفلة بريئة قالت:
لم أكنْ أعلمُ أنك زرتَ مصرَ من قبل
شرُفَتْ بك وفرحتْ
...
عندئذٍ
ألغيتُ
إضرابي
**
بس..

ـ1ـ
تقولينَ: بَسّ..
لتؤذِيني،
وترمِيني
بحَرِّ الشمسْ
ـ2ـ
أنا المنثورُ
في دربِكْ
ولمْ تَرْوي بَساتيني
أنا المقهورُ
في حُبِّكْ
و"فافي" مَنْ تُجافيني!
ـ3ـ
انا المشنوقُ
في قهْري
و"بَسُّكِ" تغزلُ حبْلاً
خُيوطُهُ منْ شراييني
أيا مصريّةَ العينينِ
لن تَقْوي على شِعْري
ففي الشعرِ رَياحيني
وشفْراتُ سَكاكيني
فقوليها بصوتٍ صاغَهُ ربّي:
أُحبُّكَّ.. أنتَ من قلبي
أيا أبهى مُحِبّيني
وإلاّ..
حذارِ من غدْري
فلن
تخبُو
براكيني.
**
جنية الشجر

ـ1ـ
جنيّةُ الشجرْ..
تستمْلِكُ الأماكنَ،
تروّض الفيافِي،
وتسحرُ النظرْ
.. وقد أتتْ دياري
في موطنِ انتشاري
لتسرُقَ لـ "فافي"
فؤادي..
والخبرْ
ـ2ـ
جنيّةُ الشجرْ..
تسيرُ في االدروبِ،
لا تترُكُ أثرْ
عيونُها بحارٌ
وصوتُها افتخارٌ
ووجهُها قمرْ
ـ3ـ
أخبرتُها عن حبّي
تَطايرَ الشرّرْ
وجلستْ بقربي
تناستِ الحذرْ
أمسكتُها..
قبّلتُها..
حبستها في قلبي
أهديتُها احترافي
بعالم التجافي
هنا، فقط، يا "فافي"
ستقتلُ الضجرْ
وتقطفُ الثمرْ
جنيّةُ الشجرْ
**
أسير حبّها

ـ1ـ
دقّتْ على الشبّاكْ
جنيّةٌ صغيرةٌ يلفُّها ارْتباكْ
أَلشمسُ في يمينِها
والبدرُ في يسارِها
وشَعرُها الأفلاكْ
والوجهُ وجهُ طفلةٍ تضحكُ كالملاكْ
ـ2ـ
سألتُها عنِ اسْمِها،
عُنوانِها،
كيفيّةِ اللقاءْ!
فتمتمتْ بأحرفٍ لم تعرفِ الأسماءْ
"فافي" أجابتْ..
ويْحَها..
قدْ رمَتِ الشّباكْ!
فالإسمُ طُعمٌ جيّدٌ
وشِعريَ الأسماكْ
بتُّ أسيرَ حبِّها
وأرفُضُ الفَكاكْ
ـ3ـ
أهديتُها الشجرْ
أهديتُها الورودَ من حديقتي الغنّاءْ
تسلّقتْ كهرةٍ رشيقةٍ بيضاءْ
لتقطفَ الثَّمَرْ
التينُ في جُعبتِها
واللوزُ في جيبتِها
يا ليتني أهديتُها
فؤادي..
والنّظرْ.
**
ساحة العرب

ـ1ـ
هل يعرفُ الهرمْ؟
أخبارَ مَنْ تَعشقُها الأممْ
فرعونُ كانَ جدَّها
ومصرَها المِثالْ..
والشّعرَ..
والنّغمْ
قُبلتُها الترحالْ
تُصارعُ الصحارى دونَ رهبةٍ
تُذللُ الأهوالْ
ليُبدعَ القلمْ..
ـ2ـ
جنيةٌ صغيرةٌ تجترحُ المُحالْ..
تنتزعُ الأشجارَ من غاباتِها
فتفرحُ الأشجارْ
وتجمعُ الصخورَ من جبالها
فتنتشي الجبالْ
وترقصُ الأشعارْ
والحرفُ..
والكِلَمْ
وينتفي العدمْ.
ـ3ـ
هيَ اختزالُ أُمّةٍ
إنْ بُورِكَ اخْتزالْ
هيَ النّضالُ الأجملُ
إنْ شُوّهَ النضالْ
مدّتْ يديْها للعُلى فانهمرَ المَجالْ:
أُمثُولةً جميلةً يحفظُها الأطفالْ
وغُنوةً مصريّةً
يشدو بها الرجالْ!
ـ4ـ
هي نعمةٌ من ربّنا: جنيّة السماءْ
تبني بيوتَ الفقراءْ
في جنّة الأدبْ
تكفْكِفُ الدموعَ دونَ مِنَّةٍ
وتسجنُ الغضبْ
"فافي" انتفاضُ امْرأةٍ
جميلةٍ
سمحاءْ
تقارعُ النصالَ بالجمالْ
لتربحَ النزالْ
في ساحةِ العربْ
**
عوليس

ـ1ـ
بانيلوبْ..
إِمْراةٌ جميلةٌ تُحِبّها الشعوبْ
عشّاقُها..
ألفٌ.. وألفانِ
خطّابُها..
رملٌ بفنجاني
إنّي الحبيبُ الأولُ
إنّي "عوليسُ" الأجملُ
إنْ فتّشُوا القلوبْ
.. لا يوجدُ ثانِ!
ـ2ـ
أسميتُها "فافي"
أخفيتُها عن أعينِ الخطّابْ
حبستُها في أحرفِ الكتابْ
لوّنتُها
زيّنتُها
أهديتُها غلافي
ورهجةَ اكتشافي
حوّلتُها جنيَّه
"فافي" هيَ جُنِّيَّتي
أَلْوَجْهُ وَجْهُ أمّتي
واللهجةُ مصريَّه
ـ3ـ
تذكّروا "عُوليسْ"
لتعرفُوا الغرامْ
مشرّدٌ عن أرضِهِ.. تعيسْ
عنوانُه المنافي
.. نسِيَهُ العنوانْ
يشدُو بإِسْمِ "فافي"
حبيبةِ الأهرامْ
لينتشي لُبْنانْ
**
بوذا يعاتبني

ـ1ـ
بوذا الذي أودعتُه سرّي
والنّصفَ من عُمري
راح يُعاتبُني..
لا بلْ يؤنبُني
في السرِّ والجهرِ
وقبلةُ الشعرِ
ترضاهُ يغلبُني!..
أحتارُ
في
أمري
ـ2ـ
أهديتُها بوذا
معْ أَلفِ تعويذه
قلتُ له: صلِّ
من أجلِ عينيْها
ودائماً.. قلْ لي:
هل فكّرتْ بالشاعرِ المزروعِ ورداً
فوقَ خدّيْها
هل طالعتْ حرفاً من الشّعرِ
الذي ذوّبته عطراً لرجْلَيْها
لا.. لا.. يا بوذا: أنتَ مغرومٌ بِها
بطُهرِها..
بشِعْرها..
بقُربِها..
أنتَ غريمي الآنْ
إنْ كنتَ هنديّاً..
أنا لُبنانْ
إن كنتَ بوذيّاً..
أنا الأديانْ
و"فافي" تعرفُ جيّداً مَنْ يسكُنُ في قلبِها.
**
غربة طويلة

ـ1ـ
تجترّني السنينْ..
يغتالُني الوقتُ
المضرّجُ
بانتكاساتِ الحنينْ
في غربةٍ طويلةٍ شمطاءْ
تجتازُها الحمامةُ البيضاءْ
تردّها كالطائر الحزينْ
ترميها في غياهبِ الضحرْ
تمحوها من قوائمِ البشرْ
تلفّها بخبثها المحشوِّ بالأنينْ
بدوخة الروتينْ
سوداءُ..
في أوّلها الختامْ
وفي الختامِ يهدرُ الظلامْ
ويبدأ تشرينْ..
ـ2ـ
"فافي"..
أتتها مرّةً كغنوةٍ
تشتاقها النوتاتُ والتلحينْ
كوردةٍ مصريّةٍ يعشقها التلوينْ
فنفضتْ غبارَها
وغيّرت مسارَها
وابتسمتْ من لطفها المهاجرْ
والحرفُ
والدفاترْ
والشاعرُ المسكينْ..
ـ3ـ
"فافي"..
أعادتْ مجديَ الماضي السليبْ
لوّنَتْ شِعري..
أضاءتْ ظلمةَ الحرفِ الكئيبْ
إن أنا خُيّرتُ بينَ الضوءِ في عينيَّ
أو حُبّي العجيبْ
أنصاعُ إجلالاً لما اختارَ النّصيبْ
"فافي" نصيبي..
ويحَها..
لَمْ ترضَ بي..
لَمْ تعترِفْ إنّي الحبيبْ!.
**
شاعر

ـ1ـ
الشاعرُ كونٌ كامل.
بشرٌ، وأرض، وسماء، وطبيعة
وبراكينُ، ونار، ونور
والله فوق كل هذا.
فهل يحتاجُ الشاعرُ إنساناً رفيقاً؟
ـ2ـ
كتبُه الكثيرة بشرٌ حاشدون.
يتلصصون عليه..
فلا تظنن أنه وحيد،
هو مزدحم وكثير
وشعب كامل.
"فاطمة ناعوت"
ـ3ـ
هو نار..
يسرق الدفءَ من القلوب
ليوزعَّه على أكواخ الفقراء
كلما هددتهم "ألكسا"
بالموت المبرّد.
ـ4ـ
هو نور..
يضيء ظلمات الأحبّة
بقناديل العشق..
بشموع لا تنطفىء
إلا ساعة الفراق.
ـ5ـ
هو بركان..
يرتجف من صوته الحكّام الظالمون
يعلّقه في ميدان التحرير صرخة،
ويحمله على الطرقات يافطة،
ويهديه للحناجر أغنية ثورية.
ـ6ـ
هو الأرض..
يحرثها مع الفلاحين..
يبذرها قمحاً..
يجنيها خبزاً..
ليطعمه للجياع الى الحرية.
ـ7ـ
هو البشر..
منذ القبيلة الأولى..
كان الصوتَ..
وكان عمرو بن كلثوم:
"ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا"
كان الفخرَ والبطولةَ،
وكان المتنبي:
"الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ"
كان الحبَّ..
وكان نزار قبّاني:
"أخاف أن أقول للتي أحبّها.. أحبها
فالخمر في جرارها تخسر شيئاً عندما نصبّها"
هو محبّة جبران خليل جبران
التي "إن أومأت اليكم فاتبعوها"
هو الشعراء أجمع..
على امتداد دواوينهم الملونة
كذيل طاووس رائع،
أو كقوسِ قزحٍ خجول.
ـ8ـ
هو الطبيعة..
ينقل الأهرامات الى سيدني،
والأخوات الثلاث الى مصر،
دون أن يرفّ جفن الخالق..
أو أن تتأفف الجغرافيا..
هو المالك للجمال
وهو المتحكم به.
ـ9ـ
وأخيراً..
هو السماء..
فما من نجمة أطلت
في أفراح المحبين
إلا وكانت قلبه..
وما من قمر أضاء ليل العاشقين
إلا وكان وجهه..
خصّه الله بالكلمة..
وكان الله الكلمة.
ـ10ـ
الشاعر يبقى ناقصاً
إن لم تدخله تاء التأنيث..
فإن دخلته..
أصبح الشاعر شاعرة
فيتجسد المتنبي
ونزار قباني
وعمرو بن كلثوم
وجبران خليل جبران
بامرأة واحدة.. أسمتها مصر:
فاطمة ناعوت
**
هديّة

أهدي لعينيها اللتينِ بلون أزهاري
بحورَ أشعاري
واللؤلؤَ المرصودَ في نَبَضات قلبٍ
متعبٍ
ناري
وأضيفُ أنهاراً ملوّنةً سَواقيها
وأهديها
جبالاً لم يَطأْها الغيمُ
لم تحلمْ بها إمرأةٌ
ولم تسكنْ روابيها
ولكنّي،
سأخبرُ طيفَها عني
بأنّي..
رغم فنّي..
فقيرٌ، معدمٌ، باكِ
أباحَ "الغدرُ" أملاكي
وما فيها..
فلا ذهبٌ..
ولا تبرٌ..
ولا مالٌ
لأعطيها..
معي بيتٌ من الشّعرِ
و"فافي" الشعرُ يكفيها
**
غنوة

ـ1ـ
تدندنُ الجنيّةُ الحبيبَه
قصيدةً..
أو غنوةً غريبه
أغارُ من تراقص الألحانِ
فوق ثغرها المجبولِ بالإثاره
من نغمٍ تتطايرَ منْ نوتةٍ عجيبه
أحزنُ حين يُعلنُ انتصارَه
يقتلني في لحظةٍ مريبه
يلفّني كورقةِ السيجاره
ـ2ـ
غنوتُها تجدّدُ الأحلامْ
وتنعشُ الزهرَ الذي تعتاشُ من رحيقهِ الأجسامْ
وتلهبُ شمسَ العيونِ الساحره
كي تشعلَ الظلامْ
لكنني أغارُ من نغمتها..
بسمتها..
وطائرِ شرفتها..
والكاميراتِ الزائرَه
أكرهُ كل غنوةٍ تحبُّها!
وحدي أنا المحبوبْ
باسْمي يرنّمُ قلبُها
والشعرُ والأقلامْ
وغربةُ الدروبْ
هذا هو الغرامْ
يحلّلُ.. الحرامْ
لكنه البدايةُ والآخره
على صخورِ طيشهِ تكسّرت سهامْ
وعُلّقتْ أعلامْ..
و"فافي" تدري علّتي ومنبعَ السّقامْ
لكنها لا ترحمُ إن أُخرستْ أنغامْ
يبقى الغرامُ فاشلاً ضمنَ القلوبِ الحائرَه
من دونٍ لحنٍ مبدعٍ يوزّعُ السلامْ
و"فافي" وجهُ أمتي..
وصوتُها،
ولحنُها
المعزوفُ
ألفَ
عامْ!
**
فقير

ـ1ـ
أخبرتها انّي فقيرْ
لا مالَ عندي لا حريرْ
ولم أذقْ دفءَ السريرْ
أجرّ أسمالي
في غربةٍ مجنونةٍ ضاقتْ بأحوالي
وكلُّ أموالي
أبياتُ شعرٍ صاغها القلبُ على لوحٍ صغير.
ـ2ـ
أكرهُ أيَّ امرأةٍ..
تفضّلُ الدولارَ عندي لا الضميرْ
أكرهُ أيَّ امرأةٍ..
تعشقني كسلعةٍ حقيرةٍ يلفّها التزويرْ
كشيخِ نفطٍ جاهلٍ يمارسُ التقيّةَ 
والكذبَ والتبذيرْ
والجوعُ أدمى أمّتي
والويلُ للفقيرْ
و"فافي" تدري جيّداً
أن كلامي مِنجمٌ
وشعريَ أميرْ
وأنّي حين أنطقُ
تصفّقُ
كلُّ الدُّنىِ.. وتحرُقُ
البخّورَ،
ثمَّ يبدأُ التبخيرْ
**
جفاء

ما لي أراها تبدَّدتْ
كالرسْمِ
فوْقَ
ماءْ..
كغيمةِ السّرابِ في تشتُّتِ الرمالِ
في غياهبِ الصحراءْ
حاولتُ أن أجمعَها 
كلُعْبَةٍ يُحبُّها الأطفالْ
أردتُ أن أردَّها للبالْ
لمْ تكترثْ جنيتي،
داستْ على أمنيتي
فصحتُ كالمذعورِ: 
إيّاكِ الزّوالْ!
أنتِ أنيسُ وحدتي
والشعرُ، والخَيالْ
واللوحةُ الخزفْ
على جدار غربتي الصمّاءْ
ـ "فافي" سترجعُ، لا تخفْ
صوتٌ أتاني راجياً: لا تقطعِ الآمالْ
فَالبُعْدُ
شيطانُ
الجفاءْ.
**
مثلي أنا

مثلي أنا.. وحيدَه
في شقّةٍ جميلةٍ تفيضُ بالحنانْ
بطيْفِها،
بعِطرِها
سعيدَه..
ترافقُ الأوراقَ والجريدَه
لكنّها جنيّةٌ الزمانْ
تروّضُ الأماكنَ والبحرَ والشطآنْ
إنْ كتبتْ
تمدّدتْ حيطانْ
إنْ رسمتْ
تراقصتْ ألوانْ
فيصبحُ المكانْ
مدينةً..
أحجارُها مرجانْ
غُرَفُها أكوانْ
ومصرُها البستانْ
وتصبحُ الوحيدَه
أميرةً شرعيّةَ للأحرُفِ البعيدَه
للأنفسِ الشريدَه
تلكَ التي تخافُ أن يلفّها النسيانْ
والخوفُ والضّنى
"فافي".. أنا
وها هنا
سينتهي الهجرانْ.
**
سيارة فافي "كيا"

ألأزرقُ لونُ السيّارَه
كيْ ترسمَ فوقَهُ أطيارا
كالأفقِ المسحورِ بدتْ
إنْ دارتْ تُشعلُ سيجارَه
نقتها "فافي" لراحتها
والزهرةُ تعشقُ أزهارا
عيناها كبدرينِ معاً
والثغرُ الفضّيُّ منارَه
ألشكلُ سُلُحْفاةٌ لكنْ
إنْ شاءَتْ تسبُقُ طيّارَه
ألإسمُ بأوّلهِ "كافٌ"
و"الياءُ" ذكاءٌ وشطارَه
من قالَ تزوّدها كازاً
واللهِ.. تمدّها أشعارا
من أحلى بأعينكُمْ؟ قولوا:
تربحُها "فافي" بجداره
**
حلم

سأخبّىءُ مصرَ بعينيّا
وأسيرُ إليها برجليّا
فحبيبةُ عُمْري تنتظرُ
ما الشعرُ بدونِها؟
ما الكِبَرُ؟
والشوقُ يجرّحُ شفتيّا
ويداها لم تغْزُ يديّا
هي "فافي"
حلمٌ مصريٌ
واليقظةُ أيضاً مصريّه
لا شيءَ يبعّدني عنها
فالعمرُ
سنقضيهِ
سويّا
**
عيد ميلادي

لمْ تذكرْ، يوماً، ميلادي
إمرأةٌ..
كانتْ أعيادي
ذكّرتُها فيهِ..
ولكنَّ الأسفارَ رمتْها ببُعادِ
ألقلبُ يسامحُها دوماً
والشاعرُ فوقَ الأحقادِ
جنّيتي..
صارتْ أحلامي
وحبيبةَ عمري
وبلادي
سأعايدُ نفسي عنْ "فافي"
وأقلّدُ بلبلَها الشادي:
ألشهرُ الثاني ألحّنُهُ
والعاشرُ منهُ.. إنشادي
ميلادُك عيدي
وأشعاري
من دونكَ تخبو أمجادي
من دونكَ قلبي لا يحبُو
رُحماكَ،
حبيبي،
بفؤادي
**
عيد الحبّ

اليومَ عيدُ الحبّْ!
حبيبتي بعيدةٌ
لكنّها في القلبْ.
أهديتُها الأزهارَ من حديقتي
والعطرَ،
والأفئدةَ الحمراءَ،
والقصائدَ،
والدُّبّ.
أهديتُها المسافةَ.. والدّربْ
ودُرّةً في تاجها
جاءتْ على مزاجها
أهديتُ "فافي" الربّْ
كيْ يحرُسَ الحبيبةَ أنّى مشتْ
جنوبَنا..
شمالنا..
أو شرقَنا والغربْ
هذي
هدايا
الحبّْ!
**
المعذرة

ـ1ـ
ألمعذرَه
إن لمْ ترَ
حبيبتي المصريه
سحرتُها
حجبتُها
عن أعين البريَه
ألبسْتُها القبَّعَةَ الخفيّه
ـ2ـ
جمالُها خلاّبْ
وثغرُها عنّابْ
بضحكةٍ سحريَّه
وشعرُها الليالي
فكيف لا أبالي
أخفيتُها
بالزهرْ
رميتُها
بالسحرْ
حمّلتُها "القضيَّه"
كي تبقى لي:
حبّي الأخيرْ
أغنيتي
جنيّتي
"فافي" هي مملكتي
من دونها..
ماتَ
الأميرْ!
**
إنصاف

لكِ شكري..
أيا فافي
ففضلك دائما  كافِ
إذا الأيام
لم تُنصفْ
سآخذُ
منكِ
إنصافي
**
سرّ

قالت بأنّي سرّها
والحاكمُ بأمرها
وانني القصيدةُ المضيئةُ في شِعرها
فإن غفتْ..
أغدو الصلاةَ في ثنايا ثغرِها.
وإن مشتْ..
أخطو أنا على إيقاعِ سيرها
ما همّني إن حذفتْ
أو غيّرتْ..
أو بدّلتْ..
أو طردتني من رفاقِ دارها..
باقٍ أنا كدرّةٍ في تاجها،
كزهرةٍ في روضها،
كنبْضةٍ في صدرها.
**
لماذا؟

حذفتُ إسمَها شهراً
فخلتُ الروحَ محذوفَه
فـإسمُها كان أغنيتي
وأحلامي..
وأمنيتي
وكان وجهُها الوضّاءُ.. معزوفه
لماذا الشعرُ لا يفرحْ؟
لماذا عُتّمَ المسرحْ؟
لماذا
الشمسُ
مكسوفه؟
**