**
إهداء
إِلَى مَنْ نامَ فِي الْخَنْدَقْ
إِلَى مَنْ حَاكَ في اللَّيْلِ
صَباحاً مُشْرِقاً، أَزْرَقْ
إِلَى حَنَّا.. إِلَى أَحْمَدْ..
إِلَى النَّسْرِ الَّذي طَارَ
فِي جَوٍّ مُطْبَقٍ مُغْلَقْ
فَحَلَّقَ قَلْبُنَا مَعَهُ
وَقَلْبُنا لِلَّذي حَلَّقْ..
**
فضاء الثائرين
مِنْ سِنِينْ..
وَعُيُونِي تَحْضُنُ الطَّيْفَ الْحَزِينْ.
شَبَحُ الْمَأْساةِ يَكْبُرْ
مِدْفَعُ الأَبْطَالِ يَزْأَرْ
أَصْبَحَ الْحَقُّ الدَّفِينْ
مِشْعَلاً، شَمْساً،
تَشِعُّ فِي فَضاءِ الثَّائِرينْ.
**
جملة
"فَتْحٌ قَرِيبْ"..
تَقْرَأُ أَيْنَ حَلَلْتَ فِي الْبَعِيدِ أَوِ الْقَرِيبْ
تَقْرأُ أَيْنَ نَظَرْتَ عَلَى الرُّمُوشِ،
عَلَى الصُّدُورِ، عَلَى الْقُلُوبْ..
"فَتْحٌ قَرِيبْ"..
جُمْلَةٌ فِي كُلِّ ثَغْرٍ يَنْطُقُ الْحَقَّ تَذُوبْ
**
زحف الزاحفين
قَالَ لِي طِفْلٌ مُشَوَّهْ
عُمْرُهُ سَبْعُ سِنِينْ: هَلْ نَعُودُ؟!
وَتَأَوَّهْ..
قُلْتُ: طَبْعاً يَا بُنَيّْ
لَيْسَ لِلأَعْدَاءِ شَيّْ
نَصْرُكُمْ لا بُدَّ آتٍ
إِثْرَ زَحْفِ الزَّاحِفِينْ.
**
خبز وتين
أَمْسِ اجْتَمَعْتُ مَعْ أُناسٍ طَيِّبِينْ
أَخْبَرُونِي كُلَّ شَيْءٍ
عَرَّفُوني بِكُلِّ شَيْءٍ
وَأَكَلْتُ الزَّادَ مَعْهُمْ،
زَادُهُمْ: خُبْزٌ وَتِينْ!
أَمْسِ اكْتَشَفْتُ سِرَّ حُبِّ النَّاسِ لِلْفِدَائِيِّينْ.
**
ثورة
تَنْبُتُ الثَّوْرَةُ فِي كُلِّ مَكانْ
ثَوْرَةُ شَعْبٍ رَمَوْهُ فِي سَرَادِيبِ الزَّمانْ..
فَاشْرَأَبَّ مِثْلَ صُبْحٍ طَالِعٍ رَغْمَ الظَّلامْ،
رَغْمَ التَّآمُرِ، رَغْمَ تَضْيِيقِ الْمَكانْ.
ثَوْرَةُ شَعْبٍ يُرِيدُ شَقَّ دَرْبٍ لِلسَّلامْ.
**
انتعاش
كَمْ طَرِبْتُ لِزَغْرَدَةْ رَشَّاشِهِمْ
فَالنَّصْرُ يَطْلَعُ دَائِماً
مِنْ فَوْهَةِ الرَّشَّاشِ..
أَحْبَبْتُهُمْ.. أَحْبَبْتُهُمْ لِكِفَاحِهِمْ،
وَكُنْتُ إِنْ صَافَحْتُهُمْ
أَشْعُرُ بِانْتِعاشِ..
**
آه..
غَرْبُنَا.. فِي الْكِذْبِ ضَائِعْ
فِي الدَّعَاوِي الصَّهْيُونِيَّه
آهِ.. لَوْ يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَدَافِعْ
آهِ.. لَوْ يَكْتَشِفُ مَعْنَى الْقَضِيَّه!
**
بيت ربي
"الْمَسْجِدُ الأَقْصَى احْتَرَقْ"..
وَصَعِقْتُ لِلْخَبَرْ..
وَصَرَخْتُ: لا أُصَدِّقْ،
لا أُصَدِّقْ..
كَذِبُوا هَذَا الْخَبَرْ.
بَيْتُ رَبِّي، كَيْفَ هَذَا؟
يا لَذُلّ بَنِي الْبَشَرْ.
**
لسان العرب
خُطْبَةُ الْجُمْعَةِ كَانَتْ رَائِعَهْ..
أَشْكُرُ مَنْ عَلَّمَنِي النُّطْقَ بِلِسَانِ الْعَرَبْ.
لُغَتُهُمْ شِعْرٌ وَآلاتُ طَرَبْ
لُغَتُهُمْ سَيْفٌ مَتَى شَاءَ ضَرَبْ.
**
المستحيل
فِي الرِّبَاطْ لَـمْ أَنَـمْ إِلاَّ قَلِيلاَ..
كُنْتُ مِثْلَ الطَّيْفِ أَمْشِي،
أَحْضُنُ الدُّنْيَا بِرِمْشِي،
أَحْلًمُ حُلْماً جَمِيلاَ
لِـمْ أَضَاعُوا الْحُلْمَ،
قُولُوا..
وَأَرَادُوا الْمُسْتَحِيلَ؟!
**
القدس
مَدِينَةُ الْقُدْسِ تَئِنّْ!
مَدِينَةُ الْقُدْسِ تَمُوتْ!
أَيْنَ الْمَحاجِرُ وَالْعُيُونُ؟
أَيْنَ أَنَّاتُ السُّكُوتْ؟
أَوَدُّ أَنْ أَصْنَعَ لِلْقُدْسِ تَابُوتْ.
**
نملة
يا رَئِيسَ كُلِّ دَوْلَه
حَمَلَتْ إِسْمَ الْعَرَبْ
كَيْفَ تَرْضَى بِالْمَذَلَّه؟
كَيْفَ تَرْضَى أَنْ يَقُولُوا:
دَاسَتِ النَّمْلَةُ تَلَّه؟!
**
ألـم
لَوْلا التِّهَمْ..
لَوْلا التِّهَمْ..
لَمَا شَكَوْا مِنْ دَائِهِمْ
لَمَا أَحَسُّوا بِالأَلَـمْ.
**
خفت..
كَمْ حَزِنْتُ عِنْدَما قَالُوا: اشْتَبَكْ
جَيْشُ لُبْنانَ مَعَ الثُّوَّارْ.
خِفْتُ. أَجَلْ خِفْتُ
عَلَى الزَّهْرِ
كَمَا خِفْتُ عَلَى نَوَّارْ.
**
فانتوم
صَفْقَةُ "الْفَانْتُومِ" لا تَنْفَعْ
أُؤَكِّدُ أَنَّ أَمْرِيكَا
تُجَنِّزُ كُلَّ ما تَدْفَعْ
فَإِيمانِي بِأَطْفالٍ
أَرَادُوا الْحَقَّ أَنْ يَسْطَعْ
جَعَلْنِي أَكْتُبُ الآنَ
بِأَنْ لا شَيْءَ فِي الدُّنْيَا
لِوَقْفِ الزَّحْفِ قَدْ يَنْفَعْ.
**
عرب الضفّة
عَرَبُ الضِّفَّةِ ما زَالُوا هُناكْ
صَامِدِينَ إِلى الأَبَدْ
لا يَخَافُونَ الْهَلاكْ
طِفْلُهُمْ لِلثَّأْرِ ضَوْءٌ.
شَيْخُهُمْ مِثْل الأَسَدْ.
**
أباة
.. وَذَهَبْتُ إِلَى "الْقَناةْ"،
وَرَأَيْتُ الْجُنْدَ فِي بَزِّ الأُباةْ
رَابِضِينَ خَلْفَ مِتْرَاسِ الْخُلُودْ
نَذَرُوا الْعُمْرَ لأَهْرَامِ الْجُدُودْ
لِتُرَابٍ.. لِنَخِيلٍ..
كُلَّما فِي الْجَوِّ يَعْلُو
كُلَّما تَحْلُو الْحَيَاةْ
**
دلائل
يَهْدُمُونَ الْمَنازِلْ..
يَهْدُمُونَ الْمَنازِلْ..
فِي غَزَّةَ الأَبِيَّةِ بِدُونِ أَيِّ حائِلْ
هَلْ أَفْرَخَتْ لِلدُّورِ أَيْدٍ كَيْ تُقاتِلْ؟
هَذَا ما تُثْبِتُهُ كُلُّ الدَّلائِلْ.
**
البطل الثائر
هُتَافاتٌ وَصِرَاخُ حَناجِرْ..
يَافِطاتٌ تَحْمِلُ آياتٍ
يَافِطاتٌ تَحْمِلُ شِعاراتٍ
كُتِبَتْ بِالْخَطِّ الأَحْمَرْ:
فَلْنَثْأَرْ..
وَلْيَحْيَ لَنَا الْبَطَلُ الثَّائِرْ
**
رسالة
هَذِي هِيَ الرِّسَالَةُ السَّابِعَه..
أَكْتُبُهَا يَا مَيْمَتِي فِي بَيْتِ أَصْدِقاءْ
قُلُوبُهُمْ لِلنَّصْرِ جَائِعَه
صَلِّي مَعِي..
صَلِّي مَعِي لِمَرْيَمَ الْعَذْراءْ
لِطِفْلِهَا الَّذِي ضُرِبْ..
لِطِفْلِها الَّذِي صُلِبْ..
لِسَاكِنِي السَّماءْ..
كَيْ تَشْبَعَ قُلُوبُ أَوْفَى الأَصْدِقاءْ
**
المفتدي
"أَبُو الْهَيْجَاءِ أَتَى"..
صَاحَ طِفْلٌ فِي الْمُخَيَّمْ
وَتَبَسَّمْ..
كُلُّ مَنْ فِي السَّاحَةِ الْكُبْرَى تَبَسَّمْ
نِسْوَةٌ يَحْمِلْنَ أَطْفالَ الْغَدِ،
وَشُيُوخٌ ذَاقُوا ظُلْمَ الْمُعْتَدِي،
وَلُيُوثٌ
لَبِسُوا الثَّوْبَ الْمُرَقَّطْ
آهِ ما أَحْلَى لِقَاءَ "الْمُفْتَدِي"!..
**
بسمة أمل
بَسْمَةُ أَمَلٍ تَرْتَسِمُ
فَوْقَ شِفاهٍ لأْلاءَه
وَعُيُونٌ حاكَتْهَا الْقِيَمُ
فَغَدَتْ بِالْحَقِّ مُضَاءَه.
**
ديغول
بَعْدَما دَاسُوا بِأَرْضِ الْقُدْسِ
عَذْراءً بَتُولْ..
بَعْدَما خَطُّوا طَرِيقاً لِلْعَدَاوَةِ كَالْعُجُولْ..
أَوْقَفَ الشَّحْنَ "دِيغُولْ"..
فَهَنِيئاً لأَبِيٍّ لَهُ فِي كُلِّ الْعُيُونْ
طَيْفُ شُكْرٍ لا يَزُولْ.
**
هزيمة
شَاءَتِ الأَقْدَارُ أَنْ يَلْقُوا الْهَزِيمَه
بَعْدَ حَكْيٍ، وَاتِّهَاماتٍ لَئِيمَه..
لَكِنَّهُمْ، رَغْمَ الصُّعُوباتِ، اسْتَفَاقُوا،
وَرَمَوْا كَأْساً قَدِيمَه.
**
أعرفهم..
لَمْ يَقْتِلُوا طِفْلاً إِخْوانِي..
أَعْرِفُهُمْ، حَتْماً، أَعْرِفْهُمْ..
فَالرَّحْمَةُ هُمْ..
وَالرَّأْفَةُ هُمْ..
وَلْيَسْمَعْ كُلُّ إِنْسَانِ
لَوْلا عَدَالَةُ ثَوْرَتِهِمْ
لَفَقَدْتُ بِالْعَدْلِ إِيماني.
**
كوفيّة
لَبِسْتُ الْكُوفِيَّه..
شَمَمْتُ، ضَمَمْتُ الْكُوفِيَّه..
شَعِرْتُ بِأَنِّيَ صِرْتُ
حَمَامَهْ.. فَطِرْتُ
وَفِي عُنْقِي عِقْدُ الْقَضِيَّه.
**
أخوّة
يَدَّعُونَ أَنَّنَا ضِدّ الْيَهُودْ
وَأَكْثَرُ الْيَهُودْ
يَرْبِطُهُمْ بِنَا مَصِيرْ
أُخُوَّةٌ، قَضِيَّه.
وَدِماءٌ عَرَبيَّه
.. وَاسْتَطْرَدَ الْمُحَدِّثُ الْقَدِيرْ:
نَحْنُ مَعَ الْكُلِّ وَضِدّ الصَّهْيُونِيَّه.
**
فدائي
أُغْنِيَاتٌ ثَوْرِيَّه..
تَحُوكُ الأُذُنَ الْعَرَبِيَّه
وَتَزْرَعُ فِي نُفُوسِ الشَّعْبِ نِيراناً وَحِنِّيَّه..
هُنَا الْكَلِماتُ تَجْعَلُنِي
كَما الأَلْفاظُ شِعْرِيَّه
فِدَائِيّاً.. فِدَائِيَّا.
**
سافل
لَوْ كُنْتُ أَنَا الرَّأْيَ الْعَالَمِي
لَدَرَسْتُ الْوَضْعَ عَنْ كَثَبِ
لَفَهِمْتُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلْ
فَالْحَقُّ..
الْحَقُّ.. لِلْعَرَبِ
وَالْبُطْلُ لِتَلْبِيسٍ سَافِلْ.
**
حربنا اليوم
لَيْسَتِ الْحَرْبُ كَما كَانَتْ عَلَيْهِ
مُنْذُ قَرْنَيْنِ وَأَكْثَرْ:
قَوْسَ نَشَّابٍ،
وَخَيَّالاً يُزَاحِمُ فِي الْوَغَى عَنْتَرْ.
حَرْبُنَا الْيَوْمَ.. أَسَاطِيلٌ، وَرادَارٌ.. وَذَرَّه.
حَرْبُنَا الْيَوْمَ.. صَوَارِيخٌ
تُدَنِّسُ، كُلَّما تَبْغِي، الْمَجَرَّه.
**
هنا الدنيا
هُنَا الدُّنْيَا..
هُنَا الْبَطْنُ الَّذِي أَعْطَى
عُقُولَ النَّاسِ والرُّؤْيَا..
هُنَا بَابِلْ، وَفِرْعَوْنُ، وَفِينِقْيَا..
وَقُدْمُوسُ هُنَّا دَوَّنْ
حُرُوفَ اللُّغَةِ الْحَيَّه
هُنَا أَحْبَبْتُ أَنْ أُدْفَنْ
كَمَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَحْيَا.
**
ثوري
فَلَسْطِينُ ثُوري..
وَحَطِّمِي قَيْدَ الْعَدُوِّ الْحَقِيرِ،
وَكُونِي الْخُلُودَ لِشَعْبٍ كَبِيرِ
وَصِيرِي
حُرُوفاً تَهابُهَا كُلُّ السُّطُورِ.
**
إعجاب
قَابَلُونِي..
سَايَرُونِي..
نَاقَشُونِي..
أَقْنَعُونِي.
فَالطَّبِيبُ بَيْنَهُمْ،
وَالْمُحامِي بَيْنَهُمْ،
وَالْعَجِيبُ أَنَّهُمْ
بِأَكْثَرِ اللُّغَاتِ حَدَّثُونِي!.
**
قصّة
لَوْ كانَ لِي مَلْيُونُ يَدْ
لَكَتَبْتُ بِالْمَلْيُونِ قِصَّه
عَنْ غَرِيبٍ جاءَ لِصَّا
فَاسْتَبَدّْ..
وَاحْتَلَّ أَرْضاً عَشَّشَ فِيها الأَبَدْ
مُسْتَعْمِرٌ، نَذْلٌ، وَقَرْحٌ لِلْحَسَدْ
لا لَنْ يَطُولَ عِزُّهُ
فَالْعَيْنُ فَارَقَها الرَّمَدْ.
**
كذب
ما جاءَ عَنْ أَرْضِ الْمِيعادْ
كِذْبٌ، وَبُطْلٌ، وَادِّعاءْ.
فَرَبُّنَا..
رَبُّ الْمَحَبَّةِ وَالإِخاءْ
لَنْ يَقْتُلَ مِنْ أَجْلِ (شَعْبٍ).. أَبْرِياءْ!
إِنْ لَمْ تُصَدِّقْ قَارِئِي
فَاسْأَلْ تُجَاوِبْكَ السَّماءْ.
**
جزائر
جَزَائِرْ.. جَزَائِرْ..
أَفْرَخَتْ فِي كُلِّ شِبْرٍ
مِنْ فَلَسْطِينَ الْحَزِينَه
ثَوْرَةٌ مَثْل الْجَزَائِرْ
أَضْرَمَتْ قَلْبَ الْمَدِينَه
وَأَطَلَّتْ مِنْ عُيُونِ كُلِّ ثَائِرْ
يَحْمِلُ النَّصْرَ عُيُونَا..
**
غريب
غَرِيبٌ أَنَا..
أَتَى مِنْ أَقَاصِي الدُّنَى
وَحَطَّ هَنَا
كَنَسْرِ أَبِيّْ
فِي رَوْضِ الْهَنَا
وَالْمُنَى
فِي رَوْضِ الشَّذَا الْعَرَبِي.
**
شرح
وَسَائِلُ الإِعْلامِ
شِبْهُ مَيِّتَه
فَالْغَرْبُ لَـمْ يَسْمَعْ بِحَقٍّ ضَائِعِ
وَالْغَرْبُ مِثْل الْمُشْتَري وَالْبَائِعِ
لا يَفْهَمُ إِلاَّ بِشَرْحٍ وَاسِعِ
وَالشَّرْحُ..
أَيْنَ الشَّرْحُ
وَالأَفْوَاهُ صَامِتَه؟
**
بارود طائر
طَائِرَاتُ "الْعَالْ"..
حَمَلَتْ لِلأَعْدَاءِ
ذَخَائِرْ
وَمَعَدَّاتِ قِتالْ!
فَلْتَرْكَعْ قَاتِلَةُ الأَطْفَالْ
لَنْ يَسْلَمَ بَارُودٌ طَائِرْ.
**
خيمة
.. وَالرَّعْدُ يُجَلْجِلُ وَالْمَطَرُ
يَنْهَمِرُ
كَدُمُوعٍ مَجْرَاها الْقَدَرُ
كَشُمُوعٍ
ذَوَّبَهَا الْخَطَرُ
فَبَكَتْ،
وَالْخَيْمَةُ تَرْتَجِفُ،
وَيَئِنُّ فِي الْخَيْمَةِ بَشَرُ.
**
مات البطل
إِثْرَ الْحَوَادِثِ الأَخِيرَةِ
مَاتَ الْبَطَلْ
مِنَ الزَّعَلْ
فَصَاحَ طِفْلٌ قَائِلاً:
قَدْ جُرِحَ الأَزَلْ.
**
كفر
لَوْ قَالُوا لِي:
جَفَّتْ مِيَاهُ الْبَحْرْ
وَماتَ فِي أَعْلَى السَّماءِ الْبَدْرْ
لأَجَبْتُهُمْ: هَذَا صَحِيحْ.
لَكِنَّهُمْ إِنْ قَالُوا لِي:
لَنْ يُهْزَمَ الْغَازي الْقَبِيحْ
لَصَرَخْتُ: هَذَا كُفْرْ
فَالنَّصْرُ.. لَيْسَ النَّصْرْ
إِلاَّ لِشَعْبٍ صَامِدٍ
رَغْمَ مَآسِي الدَّهْرْ.
**
تبّولة
أَكَلْتُ الْيَوْمَ تَبُّولَه..
شَرِبْتُ الْيَوْمَ كَأْسَيْنِ مِنَ الْعَرَقِ
مَآكِلُهُمْ بِدَمْعِ الْعَيْنِ مَجْبُولَه
بِضَوْءِ الشَّمْسِ، بِالطَّلِّ، وَبِالأُفُقِ.
**
دمي
حَمَلْتُ اسْماً مِنَ النِّيرانِ وَاللَّهَبِ
جَمَعْتُ فِي مُخَيَّلَتِي مَلايينَ مِنَ الْكُتُبِ..
وَلَكِنِّي دَخَلْتُ الْيَوْمَ مَرْحَلَةً
تَفُوقُ سِدْرَةَ الشُّهُبِ
دَمِي أَعْطَيْتُ كَيْ يَجْرِي
بِقَلْبِ مُقَاتِلٍ تَعِبِ.
**
كذب وبهتان
ضَحِكْتُ عِنْدَمَا قَالُوا:
نُرِيدُ السِّلْمَ لا الْحَرْبَا.
وَهُمْ سَرَقُوا حَيَاةَ الطِّفْلِ والأُمِّ
وَهُمْ مَنْ عَكَّرَ اللَّيْلَ
وَقَصَّ قِصَّةَ اللُّغْمِ.
فَذَا كَذِبٌ وَبُهْتَانُ
فلَنْ يَرْضَى بِحَقِّ الشَّعْبِ شَيْطَانُ!
وَلَنْ يَبْكِي عَلَى الْمَصْلُوبِ
مَنْ شَكَّ بِهِ حَرْبَه!
**
القمة العالية
ماذا يُرِيدْ؟
ماذا يُريدْ؟
ذاكَ الَّذِي اعْتَادَ حَيَاةَ الْقَصْرِ وَالْعَبيدْ؟
فَالْقِمَّةُ الْعَالِيَةُ مَهْمَا أَتَتْها الرِّيحُ وَالزَّوَابِعُ
وَمَهْمَا خَمَّشَتْ صُخُورَها الْمَدَافِعُ
فَعَنْ أَساسِها الْمَتِينِ لَنْ تَحِيدْ..
**
رودجز
لا تُتْعِبْ نَفْسَكَ يا "رُودْجِزْ"..
يا وَزِيراً أَكَلَتْهُ الرَّحَلاتْ
فَمَجِيئُكَ أَشْبَهُ بِالزَّيْتِ
الْمَسْكُوبِ فَوْقَ الْجَمَرَاتْ
فَهُنا لا يَنْفُقُ يا "رُودْجِزْ"..
إِلاَّ أَزِيزُ الرَّشَاشَاتْ.
**
تفشير
تَدْوِيلُ الْقُدْسْ..
تَفْشِيرٌ وَكَلامُ صِغارْ
فَهُناكَ.. هُناكَ الثُّوَّارْ
بَرَاكِينُ التَّضْحِيَةِ وَالنَّارْ
لَنْ يَرْضَوْا أَبَداً بِقَرَارٍ
يَقْتُلُ فِيهِمْ عِزَّةَ نَفْسْ..
**
أين اللـه؟
مَنْ مِنَّا فُقِأَتْ عَيْنَاهُ؟
مَنْ مِنَّا قُطِعَتْ أُذُناهُ؟
مَنْ مِنَّا هُدِمَ مَنْزِلُهُ
عَلَى زَوْجَتِهِ وَأَوْلادِهْ؟
إِلاَّ وَالْكَوْنُ بِهِ ضَاقَ
وَالْحُزْنُ عَشَّشَ بِفُؤَادِهْ..
مَنْ مِنَّا، قُولُوا، لَنْ يَصْرُخْ:
قَتَلُونِي..
فَأَيْنَ هُوَ اللَّهُ؟!
**
غداً أرجع
لَنْ أَيْأَسَ.. لَنْ أَدْمَعْ
فَغَداً أَرْجِعْ..
عِنْدَمَا يَخْرُسُ صَوْتُ الْمَدْفَعْ
وَتَلُوحُ فِي الْجَوِّ رَاياتْ
وَتُزَغْرِدُ لِلْعَائِدِينَ حَاراتْ
عِنْدَئِذٍ يا رَبَّ السَّمَوَاتْ
تُطْمَسُ رَائِحَةُ الْمُسْتَنْقَعْ..
**
يا طفل الأرض المحتلَّه
ـ1ـ
يا طِفْلَ الأَرْضِ الْمُحْتَلَّه
يا فَجْرَ الإِنْسانِ الأَعْظَمْ
إِضْرِبْ.. إِضْرِبْهُمْ.. إِضْرِبْنا..
فَالْكُلُّ بِحَقِّكَ قَدْ أَجْرَمْ
وَسِلاحُكَ حجرٌ قُدْسِيٌّ
إِشْتاقَ الأَيْدِيَ كَيْ يَنْقَمْ
فَتَقَدَّمْ..
كالْبَطَلِ الضَّرْغَمْ
كَعَواصِفِ حَقٍّ لا تَرْحَمْ
فَمُنايَ تُريدُكَ يا وَلَدي
أَنْ تَقْطِفَ نَصْراً..
أَنْ تَسْلَمْ..
ـ2ـ
يا طِفْلَ الأَرْضِ الْمُحْتَلَّه
يا كُلَّ جُنَيْناتِ اللَّيْمونْ
يا شَاطِىءَ غَزَّةَ..
يا فُلَّه..
تَتَلَهَّفُ لِلْعِطْرِ الْمَجْنُونْ
النَّصْرُ أَمامَكَ مَكْتوبٌ
بِصَلاةِ الأَهْلِ.. بِصَيْحَةِ دَمْ
فَتَقَدَّمْ..
كالْبَطَلِ الضَّرْغَمْ
كَعَواصِفِ حَقٍّ لا تَرْحَمْ
لَنْ يُصْلَبَ يسوعٌ ثَانٍ
والْعالَمُ مَخْذولٌ..
أَبْكَمْ.
ـ3ـ
لا تَحْنِ الْهامَةَ يا وَلَدي
فَكِبارٌ يَحْنُونَ الرَّقَبَه
وَرُؤوسٌ داسَتْها زَمَناً
جَزماتُ الْحُكَّامِ الرَّطِبَه
لا تَسْكُتْ عَنْهُمْ.. أُرْجُمْهُمْ
فَالْكُلُّ يَبيعُونَ الْكَذِبا
وَأَنا رَبَّيْتُكَ يا وَلَدي
وَزَرَعْتُ بِزَنْدَيْكَ الغَضَبا
فَتَقَدَّمْ..
كالْبَطَلِ الضَّرْغَمْ
كَعَواصِفِ حَقٍّ لا تَرْحَمْ
قَدْ آنَ أَوانُ مَسِيرَتِنَا
لِنُذِيقَ الأَعْداءَ الْعَجَبا.
ـ4ـ
يا وَخْزَ الوِجْدانِ الرَّثِّ،
الْمَجْزوءِ، الْمَوْبوءِ، الْمُعْتَلّْ
يا كَفّاً تَعْرِفُ كَيْفَ تُحَطِّمُ
أَحْناكَ الْغَازِي الْمُحْتَلّْ
يا فَجْراً أَحْرَقَ عَتْمَةَ عَصْرٍ بَاغٍ
يَحْكُمُهُ الْجُبَناءْ
دَعْ صَخْرَ جُنونِكَ يُرْعِبُهُمْ
فَبِلادُكَ ضَيَّعَها الْعُقَلاءْ
وَتَقَدَّمْ..
كَالْبَطَلِ الضَّرْغَمْ
كَعَواصِفِ حَقٍّ لا تَرْحَمْ
سَتَنامُ قَريراً يا وَلَدي
وَتُؤَرِّقُ بالنَّصْرِ الأَعْداءْ
وَسَتَبْقَى الأَعْظَمَ يا وَلَدي
وَأَمامَكَ تَنْدَحِرُ الأَسْماءْ.
ـ5ـ
غالٍ..
وغَلاؤكَ يُجْبِرُني
أَنْ أُبْعِدَ عَنْكَ أَذَى الْعُدْوانْ
لكِنِّي أَبْغِيكَ الْبُشْرَى
كَأَبيكَ النّائِمِ في بيسانْ
كَأَخيكَ الْقُدْسِيِّ الْقَسَماتِ
الطَّالِعِ مِنْ رَحِمِ الإِيمانْ
أَبْغِيكَ كِتاباً حَيّاً لَمْ يُقْرَأْ..
كَتَبَتْهُ حَصى الشُّطْآنْ
تاريخاً.. لَمْ يَخْجَلْ أَبَداً،
لَنْ يُدْمِي أَفْئِدَةَ الأَزْمانْ
فَتَقَدَّمْ..
كَالْبَطَلِ الضَّرْغَمْ
كَعَوَاصِفِ حَقٍّ لا تَرْحَمْ
أَحْجارُكَ، حَتْماً، يا وَلَدي
سَتُعيدُ بِناءَ قُرَى الأَوْطانْ.
**
فلسطين بلادي
ـ1ـ
لِمْ كُنْتُ طِفْلَه..
في فَلَسْطينَ بِلادي
كُنْتُ جَذْلَى
آكُلُ النَّعناعَ والصَّعْتَرْ
وَأَشْرَبُ مِنْ كُؤوسِ الضَّوْءِ لأْلاءً مُنَوَّرْ
ـ2ـ
لِمْ كُنْتُ طِفْلَه..
كانَ عِنْدي أَلْفُ أُغْنِيَةٍ وَحُلْمْ
كانَ عِنْدي، لَسْتُ أَدْري،
أَلْفُ كَرْمٍ،
أَلْفُ مِحْراثٍ وَثُلْمْ.
ـ3ـ
لِمْ كُنْتُ طِفْلَه..
كانَتِ الْجَدَّةُ سَلْوى
تَحْمِلُ، في كُلِّ عيدٍ، سِمْسِماً،
لَوْزاً مُعَطَّرْ،
فُسْتُقاً.. حَلْوى.
كانَتِ الْجَدَّةُ سَلْوى
تُنْشِدُ، في كُلِّ عيدٍ،
لَحْنَها الحُلْوَ الْمُكَسَّرْ
عَنْ فَلَسْطينَ بِلادي
آهِ .. كَمْ صِرْتُ أُحِبُّ اللَّحْنَ أَكْثَرْ.
**
لبيــك قدســاه
ـ1ـ
سَمِعْتُهَا تَصْرُخُ
وَاللَّيْلُ يَلْعَنُ وَهْجَ النُّجُومِ
وَسَيْرَ الْكَوَاكِبْ!
صُرَاخُهَا لَفَّ الْبِحَارَ
وَأَطْفَأَ نُورَ الْمَنَائِرِ،
أَغْرَقَ كُلَّ الْمَرَاكِبْ!
صُرَاخُهَا أَلْهَبَ صَوْتَ الْجَوَامِعِ،
شَمْعَ الْكَنَائِسِ،
رَفْضَ الْحَنَاجِرْ..
سَمِعْتُهَا تَصْرُخُ: وَا أَيُّوبَاهْ!
ـ2ـ
أَلْقُدْسُ تُنَادِي صَلاَحاً..
وَالدِّينُ يُنَادِي صَلاحاً..
وَالشَّعْبُ يُنَادِي صَلاحاً..
وَما مِنْ صَلاحٍ يَجِيءُ إِلَيْنَا
كَطِفْلِ الْحِجَارَه..
كَوَقْعِ الْبِشَارَه..
لِيُنْقِذَ بَيْتَ الإِلَه!
ـ3ـ
لِماذا ابْتَعَدْتَ وَأَنْتَ الْعَظِيمُ
وَلَمْعَةُ سَيْفِكَ شَمْسْ؟!
لِمَاذا ابْتَعَدْتَ وَأَنْتَ الْحِكَايَاتُ
أَنْتَ الْبُطُولَه..
وَرَمْزُ الرُّجُولَه..
وَأَنْتَ ابْتِدَاءُ السِّنِينِ،
وَمِنْكَ سَلاطِينُ أَمْسْ!
لِمَاذَا ابْتَعَدْتَ؟
وَوَقْعُ حَوَافِرِ خَيْلِكَ
أَعْذَبُ مِنْ جَعْجَعَاتِ الْجُيُوشِ الَّتِي لا نَرَاهَا..
كَأَنَّ الْكِلابَ تَقُودُ كِلاباً،
نُبَاحُهَا نَصْرْ!
وَخَوْفُهَا نَصْرْ!
وَكِذْبُهَا نَصْرْ!
فَأَيْنَ مَجِيئُكَ يَرْحَمُ طِفْلاً صَغِيراً
لَـمْ يَرْحَمُوهْ؟..
وَأَيْنَ زَئِيرُكَ يَنْصُرُ شَعْباً أَبِيّاً
لَـمْ يَنْصُرُوهْ؟..
فَشُقَّ التَّارِيخَ،
وَبَلْسِمْ جِرَاحَ الْعُرُوبَةِ،
خَفِّفْ أَنِينَ الثَّكَالَى،
وَعَلِّ انْحِنَاءَ الْجِبَاهْ.
ـ4ـ
عَرْشُكَ ضَاعَ،
وَسَيْفُكَ ضَاعَ،
وَشَعْبُكَ ضَاعْ..
حكّامنا لصوصٌ.. مُلوكُنا رُعَاعْ
فكُلُّ الَّذِينَ رَمَوْنَا..
رَمَوْكْ!
وَكُلُّ الَّذِينَ سَبَوْنَا..
سَبَوْكْ!
فَكَيْفَ نَرُدُّ زَمَانَكْ
لِيَرْكَبَ طِفْلٌ حِصَانَكْ؟
وَنَهْجُمَ خَلْفَ الْحِصَانِ
وَقَلْبُنَا يَنْبُضُ مَلْيُونَ آهْ!
ـ5ـ
أَلْقُدْسُ تُنَادِيكَ.. لَبِّ النِّدَاءْ
جُيُوشُكَ نَحْنُ،
شَبَابُكَ نَحْنُ،
فَقُدْنَا إِلَى النَّصْرِ،
قُدْنَا إِلَى الْقُدْسِ..
مِنْ أَجْلِ عَيْنَيْهَا يَحْلُو الْفِدَاءْ.
فَكُلُّ الْكَلامِ عُواءٌ مُواءْ
وَكُلُّ السَّلامِ سَلامٌ خَوَاءْ
وَلَـمْ يَبْقَ إِلاَّ مَجِيئُكَ أَنْتْ..
صَلاحُنَا أَنْتْ..
إيمانُنَا أَنْتْ..
وَنَصْرُنَا أَنْتْ..
فَرُحْمَاكَ عُدْ أَمَلاً لِلشُّعُوبِ
وَصَوْتاً يُجَلْجِلُ فَوْقَ الْمَدَائِنِ:
لَبَّيْكِ أُمَّاهْ..
لَبَّيْكِ قُدْسَاهْ..
**
فلسطين
مات والدي
في أرضي
في فلسطين بلادي
في مهدي
وقرب لحد أجدادي
مات وهو ينادي:
فدى الأوطان
متْ لا تخفْ يا فؤادي
وتلا الصلاةْ
وعلى صدره البندقيه
واقتربَ المماتْ
ببسمة سماويه
طبعتها الشفتان
على ألحان الملائكه
ونطق بإيمانْ
يا من تقتلينَ الحقَّ
أنت هالكه
**
سنعود
نَعُودُ؟..
إِلى أَرْضِنا سَنَعُودْ
وَنَقْذِفُ جَنْباً شَريطَ الْحُدُودْ
فَلَسْطِينُ أَنْتِ بِلادي.. وَهَلْ
سَأَتْرُكُ لِلْغَيْرِ أَرْضَ الْجُدُودْ؟
هَلُّمُوا إِلى قُدْسِنا
رَاجِعين
لِنَطْرُدَ مِنْها الْعَدُوَّ اللَّدُودْ
**
عربي
ـ1ـ
عَرَبي..
ما دُمْتَ أَنْتَ عَرَبي
فَأَخِي أَنْتَ ابْنُ أُمِّي وَأَبي..
ـ2ـ
يا أَخي الْعَرَبي..
هَلُمَّ نُوَحِّد الصُّفُوفَ
هُلُمَّ نُهَيِّىء السُّيُوفَ
وَنَجْمَع الْكَلِمَه
وَنُوقِظ الْهِمَمَ
ـ3ـ
صَليبي هِلالُكَ
هِلالُكَ صَليبي
آمالي آمالُكَ
نَحِيبُكَ نَحيبي
إِذَنْ فَنَحْنُ واحِدْ
هَلُّمَ كَيْ نُجاهِدْ
نُنَاضِلْ
نُقَاتِلْ..
فَأَرْضُنا السَّليبَه
تَئِنُّ، تَنُوحُ
وَقُدْسُنا الْحَبيبَه
تَصِيحُ، تَصِيحُ
وَيَزْأُرُ الْغَضبْ:
النَّجْدَه يا عَرَبْ.
**