قصائد مبعثرة عن لبنان والثورة

الغلاف للفنانة رندى بعيني
**
كتبتها قبل الهجرة عام 1971 ونشرت في الصحف البيروتية
**

حصان طروادة

كلّكم
أجل كلّكم
حصانُ طرواده
غدرتُم بالوطَنْ
قَبَضتمُ الثَّمنْ
لكنّ شعبي رغم آلامِ الْمحنْ
يُعيدُ أمجادَه
**
إساءة

كلُّ منْ يُسيءُ
أو أساءْ
لتُربَةِ الأجدادِ والآباءْ
نذلٌ، كريهٌ، مبتذلْ
لا يعرفُ الأخلاقَ
أو يعاقرُ الْخجلْ
لبنانُ لا يبنيهِ إلاّ الأوفياءْ
**
كفن

حملتُ همَّك أبداً
ورحتُ أبحث ُ عنْكَ
أيا وطني..
وأشْكو شَعْبَك المَفْتُونَ بالفِتَنِ
أنا الإبنُ الذي تاهَ
بدُنيا الكُفْر والوَثَنِ
ستلقاني، أيا حبي،
ولكنْ داخلَ الْكَفَنِ
**
مشانق

مَشَانِقٌ لَنَا.. 
لَنَا تُعَدُّ.
لِلرِّقَابِ الطَّرِيَّه
لِلنُّفُوسِ الأَبِيَّه
لِلآرَاءِ الَّتِي لا تُحَدُّ.
**
طير السماء

أَلْبُومُ يَنْعَقُ،
أَلْبُومُ يَنْعَقُ،
وَطَيْرُ السَّماءِ
فِي التِّينَةِ الْحَمْقَاءِ
يُشْنَقُ.
**
الناس لا تفهم

النَّاسُ رَاكِعَةٌ تُصَلِّي
وَالْمَعابِدُ تَتَهَدَّمْ
النَّاسُ تُصَلِّي 
دُونَ أَنْ تَفْهَمْ..
**
بطل

تَعْ.. تَعْ.. تَعْ..
وَلَعْلَعَ صَوْتُ الرَّصَاصْ
وَقُتِلَ الْبَطَلْ.
فَصَاحَ طِفْلٌ قَائِلاً:
قَدْ جُرِحَ الأَزَلْ.
**
أنياب الزعيم

أَشُمُّ رَائِحَةَ الْبَارُودِ 
مَعَ النَّسِيمْ..
مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ يا تُرَى؟
.. مِنْ بَيْنِ أَنْيابِ الزَّعِيمْ!
**
تابوت

قالَتِ الأَرْزَةُ لِلْجَبَلْ:
الشَّعْبُ يَمُوتْ
الشَّعْبُ يَمُوتْ
قُصَّ أَغْصانِي 
وَحِكْ مِنْها تابُوتْ.
**
ملحمة

عَلَى ضَوْءِ الشُّمُوعْ
سَنَكْتُبُ مَلْحَمَةً عَظِيمَةً
بِأَحْرُفٍ 
مِنْ 
دُموعْ.
**
شمس الوطن

طُيُورُنا..
تُريدُ أَنْ تُعَشِّشَ، تُزَقْزِقَ..
بِاللّهِ قُولُوا لِلْقَمَرْ
لِكُلِّ أَغْصانِ الشَّجَرْ
وَاجْبِرُوا شَمْسَ الْوَطَنْ
أَنْ تُشْرِقَ.
**
خنجر أحمر

سَنَطْعَنُ الْجُوعَ 
بِخِنْجَرٍ أَحْمَرْ
وَفَوْقَ مَقْبَرَتِهِ
سَنَكْسِرُ الْخِنْجَرْ
**
حقارة

قَالَتِ الْغَيْمَةُ لِلْقَمَرْ:
كُلَّمَا فِي الأَرْضِ 
أَمْعَنْتُ النَّظَرْ
أُتَمْتِمُ: 
ما أَحْقَرَ الْبَشَرْ.
**
جثّة

أَرَى غُرَاباً يَطِيرْ
غُرَاباً أَسْوَدَ
وَجُثَّةً قُرْبَ غَدِيرْ
مِياهُهُ مُجَمَّدَه.
**
بلاد ضائعة

.. وَكَالْمَطَرْ
يَتَسَاقَطُ الْخَطَرْ
فِي بِلادٍ ضَائِعَه
عارِيَةٍ وَجائِعَه
وَكُلُّ مَنْ فِيها كَفَرْ
أَوْ هَجَرْ
**
صمت الأحزان

رُوَيْداً،
رُوَيْداً..
يَغِيبُ النُّورُ عَنْ عَيْنَيّْ
وَأَيّامي تَمُوتُ وَتُدْفَنُ فِي رَاحَتَيّْ
وَفَمي يَيْبَسُ وَلِسانِي
يَصِيحُ بِصَمْتِ الأَحْزانِ:
بِلادَكْ، أَنْقِذْ، يا بُنَيّْ.
**
غربة

بِلادُنا..
الْحَدِيقَةُ الْغَنَّاءْ
تَبْتَلِعُ طُيُورَها الضَّغِينَه
تَجْتاحُها الْعَوَاصِفُ الْهَوْجاءْ
تَقْتَلِعُ الْمَدِينَةَ تِلْوَ الْمَدِينَه
وَتَبْذُرُ الرِّجالَ والأَطْفالَ وَالنِّساءْ
فِي صَحارَى الْغُرْبِةِ الْحَزِينَهْ.
**
سهم حاقد

عُيُونُ الْمَجْد إِنْ تَدْمَعْ
فَدَمْعُهَا يَرْوِي ما نَزْرَعْ
وَلكِنَّا فَقَأْناها
بِسَهْمٍ حاقِدٍ يَصْرَعْ..
**
أحفاد

قالَ الرَّئيسُ سَاخِراً:
نَعَمْ.. نَعَمْ..
نَحْنُ أَحْفادُ الَّذِينْ
تَغَلَّبُوا عَلَى السِّنِينْ
وَهَذَّبُوا الأُمَمْ!
**
عرش الإله

النِّيرانُ تَأْكُلُ الْعَلَمْ
النِّيرانُ تَأْكُلُ الْعَلَمْ
أَسْرِعُوا.. 
هَاتُوا الْمِياهْ
قَبْلَ أَنْ يَنْهارَ 
عَرْشُ الإِلَه!
**
قلاع

سَنَسْتَحِمُّ عَلَى ضِفَافِ الصَّبَاحِ
وَنَغِزِلُ شَرَانِقَ الأَمَلْ
وَنَبْنِي مِنْ عاتِياتِ الرِّياحِ
قِلاعاً.. 
سَتَبْقَى، 
وَلَوْ يَفْنَى الأَزَلْ.
**
طريق الزمن

.. وَمَشَيْنا بِخُطىً ثَابِتَةٍ
عَلَى طَريقِ الزَّمَنْ
وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى الْعُلَى
ضَاعَ 
مِنَّا 
الْوَطَنْ.
**
مات

انْكَسَرَ الْخَيْرُ 
عَلَى صُخُورِ الشَّرِّ 
وَانْدَثَرْ
كَالْعَبَرَاتْ..
وَغَضِبَ الْحَقُّ مِنَ الْخِدَاعِ 
فَانْتَحَرْ
وَماتْ.
**
صورة

الضَّمِيرْ.. 
الضَّمِيرْ.. 
الضَّمِيرْ..
صُورَةٌ مَزَّقَهَا طِفْلٌ صَغِيرْ
وَرَماها بَيْنَ أَحْضَانِ السَّريرْ.
**
يد القدر

الضَّبابُ يُغَلِّفُ الْقُلُوبَ
وَيَحْجُبُ النَّظَرْ..
وَيَدُ الْقَدَرْ،
تَمْتَدُّ عَبْرَ الضَّبابِ
لِتَخْنُقَ الْبَشَرْ.
**
الطيور الشاردة

الْخَرابُ يَزْحَفُ نَحْوَ الْمَدِينَه
يَخْتَرِقُ جِدَارَ الصَّمْتِ 
وَالسَّكِينَه
وَالطُّيُورُ الشَّارِدَه
فِي اللَّيَالِي الْبَارِدَه
تُرَتِّلُ التَّراتِيلَ الْحَزِينَه.
**
شرارة

هَذَا الزَّعِيمُ اللَّئِيمْ..
هَذَا الزَّعِيمُ اللَّئِيمْ..
شَرَارَةٌ
تَطَايَرَتْ مِنَ الْجَحِيمْ
فَأَلْهَبَتْ جَنائِنَ النَّعِيمْ.
**
لا تسمع

الأَفْواهُ تَتَكَلَّمْ
وَالْعُيُونُ تَدْمَعْ
وَلَكنَّ الآذانَ 
لا تَسْمَعْ..
لا تَسْمَعْ.
**
ضريح الشهداء

سَأَبْكِي عَلَى ضَرِيحِ الشُّهَداءْ
وَأَذْرُفُ دُمُوعاً 
اسْتَعَرْتُها مِنَ السَّماءْ
سَأَبْكِي..
وَإِنْ كانَ لا يُجْدِي الْبُكاءْ.
**
رئيس الحزب

ماتَ رَئِيسُ الْحِزْبِ 
يا لَلْفَاجِعَهْ
ـ أَيْنَ سَيُدْفَنُ؟
ـ فِي الأَرْضِ..
ـ مَنْ يَدْرِي، 
فَقَدْ تَكُونُ الأَرْضُ
لَيْسَتْ جَائِعَه.
**
دنو الأجل

رَكَعْتُ أُصَلِّي 
وَمُقْلَتِي تَدْمَعْ
وَقَلْبِي يَئِنُّ أَنِينَ الْوَجَلْ
فَقُلْتُ: إِلَهِي لِمَنْ أَتَضَرَّعْ
لِيُنْقِذَنِي مِنْ دُنُوِّ الأَجَلْ.
**
توبة

الثَّوْرَةُ.. 
تَمْحُو الْخَطايا والذُّنوبْ
الثَّوْرَةُ.. 
مَعْمُودِيَّةُ الشُّعُوبْ
الثَّوْرَةُ.. 
تَوْبَةُ مَنْ لا يَتُوبْ.
**
سكوت

..وَصَاحَ السَّلامُ
بِصَوْتٍ كَأَنَّهُ السُّكُوتْ:
سَيَحْيَا الشَّعْبُ 
وَالْقَبْرُ يَمُوتْ.
**
سيف المجاعة

سَمْعاً وَطاعَهْ سَيِّدِي
سَمْعاً وَطاعَه
وَلَكِنْ حَذَارِ.. 
حَذَارِ
فَفي يَدِي سَيْفُ الْمَجاعَه.
**
إبن الجوع

الْجُوع..
الْجُوعْ..
لا يَلِدُ ابْنَهُ
إِلاَّ عَلى ضَوْءِ الشُّمُوعْ
وَسَقْسَقاتِ الدُّموعْ.
**
اللص الحقير

.. وَأَخِيراً
أُلْقِيَ الْقَبْضُ 
عَلى اللِّصِّ الْحَقِيرِ
سَارِقاً أَمْوالَ شَعْبِي
فِي سَراياه الْكَبِيرِ.
**
كسرة خبز

إِذَا مُتْنا.. 
فَمَنْ مِنْكُمْ سَيُطْعِمُنَا
وَيَنْشُلُنا مِنَ الْجُوعِ؟
فَكَسْرَةُ خُبْزٍ تَكْفِينا
وَنُقْطَةُ ماءٍ تَرْوينا
فَلا نَبْغِي سِوَى ذَلِكْ
لِنُحْيِي قَلْبَنا الْهَالِكْ
فَقَلْبُنا لَـمْ يَعُدْ فِينا.
**
حر شريف

ـ1ـ
لا..
وَحَقّ الْعَيْشِ لا
لَنْ يَقُودَنِي غَيْرُ رَبِّي
لَنْ أَدَعْهُمْ يَسْلُبُوني دِماءَ قَلْبِي
فَدَمي مُلْكٌ لأَرْزَه
خَلَّدَتْ شَعْبِي وَعِزَّه.
ـ2ـ
لا..
وَحَقّ الْعَيْشِ لا
لَنْ أَدَعْهُمْ يَسْخَرُونَ مِنِّي
أَوْ يَتَكَلَّمُونَ عَنِّي
فَإِنِّي..
لَسْتُ أَرْضَى بِكَلامٍ
لا يُعَبِّرُ عَنْ آرائي
فَأَنا حُرٌّ شَرِيفٌ
جِئْتُ دُنْيايَ أَبِيَّا
وَمَتى حانَ انْتِهائي
سَوْفَ أَتْرُكُها أَبِيَّا.
**
موتى

ـ1ـ
أَنَبْكِي..
وَلَسْتُمْ بِمَوْتَى قُبُورْ؟
أَنَبْكي الشُّموسَ؟
اَنَبْكي الْبُدُورْ؟
أَنْبكي..
وَنَحْنُ اصْفِرارُ الْخَريفِ
وَأَنْتُمْ لِرَوْضِ الْبَقاءِ
زُهُورْ؟
ـ2ـ
أَنَبْكي..
وَهَلْ نَبْكي مَنْ خَلَّدَا
شُعُوباً..
تَراءَتْ لَنا مُبْعَدَه
أَأَبْناءُ أَرْزٍ
يَعِيشُونَ ذُلاًّ
وَهُمْ لِجَفافِ الْجَفافِ
نَدَى؟
**
وحش رهيب

ـ1ـ
ماذَا أَقُولُ 
وَقَدْ بُحَّ صَوْتِي
وَصِرْتُ أُحِسُّ بِضِيقٍ عَظِيمْ
وَصِرْتُ أَرَى..
أَتَخَيَّلُ مَوْتِي
كَوَحْشٍ رَهِيبٍ بِشَكْلِ زَعِيمْ؟!
ـ2ـ
وَصِرْتُ أُشَاهِدُ أَبْناءَ شَعْبِي
كَقِطْعَةِ لَحْمٍ فِي بِئْرِ ذِئابْ
فَأَبْكِي..
وَأَبْكِي
وَأَسْتَجْدِي رَبِّي
لِيُبْعِدَ عَنْ أَرْضِي نَعْيَ الْغُرَابْ!
ـ3ـ
ماذَا أَقُولُ وَجُرْحِيَ يَنْزِفْ
وَلَـمْ يَبْقَ إِلاَّ قَلِيلُ دَمِ؟!
ماذَا أَقُولُ
وَجُوعِيَ مُقْرِفْ
وَلُقْمِتِي تَأْبَى دُخُولَ فَمِي؟!
**
حذاء الشر

ـ1ـ
عَلى طُرُقاتِ الْقَدَرْ
نَسِيرُ تائِهِينْ
مُطَأْطئي الْجَبِينْ
نَنْتَعِلُ حِذَاءَ الشَّرِّ وَالْخَطَرْ
ـ2ـ
عَلَى طُرُقاتِ الْقَدَرْ
كَتَبْنا بِأَقْدَامِنا أُسْطُورَةً 
تَحْكي حَيَاةَ بَشَرْ
شَقُّوا بِحارَ الزَّمانْ
بِمَرْكَبٍ أَخْضَرْ
خَشَبُهُ مِنْ سِنْدِيَانْ
شِرَاعُهُ ضَوْءُ الْقَمَرْ..
ـ3ـ
مَرْكَبُنا الأَخْضَرْ
شَقَّ الرِّياحَ الْعاتِيَه
مُذْ كانَتْ فِينِيقِيَا
وَالْيَوْمَ يَتَكَسَّرْ
عَلَى صَخْرِ انْقِسَاماتِنَا يَتَكَسَّرْ
وَالْحَقُّ لَيْسَ عَلَيْنا بَلْ عَلَى الرُّبَّانْ..
مَرْكَبُنا الأَخْضَرْ هُوَ لُبْنانْ.
**
الطائفيّة

ـ1ـ
تَسْأَلُونِي يا أَعِزَّائِي الْكِرَامْ
ماذَا تَعْنِي الطَّائِفِيَّه؟
هَلْ هِيَ رُوحُ التَّعَصُّبِ وَالْخِصَامْ؟
أَمْ هِيَ حِقْدٌ وَكُرْهٌ وَانْقِسَامْ؟
تَسْأَلُوني وَالدُّمُوعُ تَنْسَكِبْ:
هَلْ هِيَ مَوْجُودَةٌ؟
عَجِّلْ.. أَجِبْ.
ـ2ـ
فَأُجِيبْ:
إِنَّ فِي لُبْنانِنا الْحَبيبْ
حَيْثُ الْهِلالُ والصَّليبْ
مُتَّحِدانِ لِلأَبَدْ
كَاتِّحادِ الرُّوحِ وَالْجَسَدْ
يَسْتَحِيلُ.. 
يَسْتَحِيلْ..
أَنْ تَحُلَّ الطَّائِفِيَّه
أَنْ تَغُوصَ الأَنْفُسُ الطَّاهِرَةُ الأَبِيَّه
في آبارٍ شَيْطَانِيَّه
حَفَرَتْها الانْقِساماتُ السِّياسِيَّه.
**
ستحرقون

ـ1ـ
يا مَعْشَرَ الْيَمينِ وَالْيَسَارْ
بِالرَّغْمِ مِنْ أُنُوفِكُمْ
سَيَحْدُثُ ائْتِلافْ
سَتَلْتَقِي الْقُلُوبُ في حَدائِقِ الْوَطَنْ
سَيَرْجِعُ الزَّمَنْ
سَتُشْبَكُ الأَيادي وَالْحَناجِرُ تَصِيحْ:
لا يُوجَدُ اخْتِلافْ..
ـ2ـ
وُجُودُكُمْ مَبْني عَلَى الْكَرَاهِيَه
عَلَى الْخِصَامِ الْمُفْتَعَلْ
وَالطَّائِفِيَّه..
وُجُودُكُمْ كَراهِيَه!
ـ3ـ
كُنَّا عَلَى دُرُربِكُمْ نَسِيرُ فِي الظَّلامْ
عُيُونُنا مُفَتَّحَه..
لكِنَّنا نِيَامْ
عَلَّمْتُمونا الْحِقْدَ فِي مَدارِسِ الْكَلامْ
لَقَّبْتُمونا بِالْمَحاسيبِ وَبِالأَزْلامْ
أَقْنَعْتُمونا أَنَّكُمْ حَمائِمُ السَّلامْ
حَمائِمُ السَّلامْ!!..
ـ4ـ
خَدَعْتُمُونا..
وَالدِّينُ والْقَانُونُ حَرَّما الْخِداعْ
سَنُطَبِّقُ الْقَانُونْ..
فَأَنْتُمْ مُذْنِبُونْ
وَالْحَقُّ لا يُباعْ.
ـ5ـ
غَداً..
عَلَى مَشَانِقِ الشُّعُوبِ تُرْفَعُونْ
وَتُرْجَمُونَ بِالْحِجارَةِ السَّوْداءِ تُرْجَمُونْ
وَلَعْنَةَ الآباءِ والأَبْناءِ تَلْبِسُونْ
ـ6ـ
غَداً..
مَتى دَخْلْتُم الْجَحِيمَ تُحْرَقُونْ
وَتُحْرَقُونَ.. تُحْرَقُونَ.. تُحْرَقُونْ
لأَنَّكُمْ مُدَنَّسُونْ
أَكْثَرُ وَأَكْثَرُ مِمَّا يَكُونْ!
**
نائب

ـ1ـ
نَائِبْ..
أَرَادَ أَنْ يَكْتِشِفَ الْغَرائِبْ
وَأَنْ يَقُومَ بِالْعَجائِبْ
فَدَعَا أَزْلامَهُ
وَصَفَّهُمْ أَمامَهُ
وَقَالْ:
يَا رِجالْ..
ما هذِهِ الأَحْوالْ؟!
لَيْسَ هُناكَ أَكْلٌ
لَيْسَ هُناكَ مالْ..
ـ2ـ
يا رِجالْ..
ما رَأْيُكُمْ لَوْ أَنَّنا نَثُورْ
وَنُحْرِقُ الْجِبالْ..
وَنَخْلَعُ الْحُكَّامْ
وَنُوَظِّفُ الأَزْلامْ..
وَبَعْدَ أَنْ نُبَدِّدَ الدَّيْجُورْ
نَرْفَعُ الأَعْلامْ
وَنُعْلِنُ السَّلامْ.
وَانْتَظَرَ التَّصْفِيقْ
مِنْ شَعْبِهِ الصِّدِّيقْ
لَكِنَّ هَذَا الشَّعْبْ
أَنْعَسَهُ الْكَلامْ
فَاسْتَسْلَمَ.. 
وَنامْ.
**
قادة البلاد

ـ1ـ
كَثِيرُونَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ قَادَةُ الْبِلادْ
وَأَنَّهُمْ دِرْعٌ تَقِينَا الْفَسَادْ
وَأَنَّنا بِدُونِهِمْ كَالزَّرْعِ بِلا ماءْ
وَكَالْعُقَابِ الضَّائِعِ فِي قِبِّةِ السَّماءْ
أَوْ كَالْقَطِيعِ الشَّارِدِ فِي لُجَّةِ الصَّحْرَاءْ
لا أَمَلٌ لَنا ولا رَجاءْ!
ـ2ـ
وَالْحَقِيقَةُ أَنَّهُمْ كَالْحَيَّةِ الرَّقْطَاءْ
تَنامْ تَحْتَ القَشِّ كُلَّ مَساءْ
تَنْتَظِرُ الصّباحْ
أَوْ كَالرِّياحْ
تَعْصِفُ، تُزَمْجِرُ،
وَتَهْدُمُ الْبِناءْ
عَلى الَّذِينَ يُؤْخَذُونَ بِالْكلامْ
بِأَلْطَفِ الْكَلامْ..
بِالْوعُودِ الَّتي تَقْذِفُها أَلْسِنَةُ الْحُكَّامْ
فَيَحْلُمُونَ فِي الْمَنامْ
أَنَّهُمْ فِي قَصْرِ فِرْساي الْعَظِيمْ
يُخَيِّمُ عَلَيْهم الرَّخاءْ
وَيَنْعَمُونَ بِالسَّعادَةِ وَالْهَناءْ
بِالسَّلامْ..
وَعِنْدَما تَنْقَشِعُ الرُّؤْيَةُ
فِي الظَّلامْ
وَتَنْجَلي الْحَقِيقَةُ
وَتَنْتَهِي الأَحْلامْ
يَسْتَيْقِظُونْ..
فَيَجِدُونَ أَنَّهُمْ بَيْن الرُّكامْ..
**
أرزتنا

ـ1ـ
أَرْزَتُنا تَئِنُّ،
تَخْتَلِجُ،
تَمُوتْ
أَرْزَتُنا الَّتي سَقَيْناها دَماً تَخْتَلِجُ، 
تَمُوتْ..
يُحاكُ مِنْ أَفْنانِها لِلْمَجْدِ تَابُوتْ
ـ2ـ
أَرْزَتُنا..
تِلْكَ الَّتي احْتَلَّتِ الصُّدُورْ
وَرَافَقَتْ تَسَلْسُلَ الدُّهُورْ
بَاتَتْ بِلاَ جُذُورْ..
وَهَلْ تَعِيشُ نَبْتَةٌ بِلا جُذُورْ؟!
ـ3ـ
أَبْناؤنا يا صَاحِبي الْجَبَلْ..
قَالَتِ الأَرْزَةُ والدُّمُوعُ
تَنْهَمِرُ عَلَى عَجَلْ
تَنْصَبُّ فِي جَدَاوِلِ الأَزَلْ..
أَبْناؤنا مُنْقَسِمُونَ
يا رَفِيقِيَ الْجَبَلْ
بَيْنَ يَمِينٍ وَيَسَارْ
يَشْتَرُونَ بِالسِّياسَاتِ الدَّمارْ!
ـ4ـ
واحَسْرَتاهْ..
أَكادُ لا أُصَدِّقُ
أَنَّ بِلاداً مِثْلَ لُبْنانَ الْحَبيبْ،
مِنْ لَفْظَةٍ مَحْمُومَةٍ تَحْتَرِقُ!
مِنْ لَفْظَةً مَسْمُومَةٍ 
عَلَى لِسانِ حاقِدٍ تَنْزَلِقُ
قَدْ يُحْرَقُ حُلْمٌ 
ما زالَ بُرْعُماً يَتَفَتَّقُ
وَاحَسْرتاهْ..
قَالَتْهَا وَهْيَ تَئِنُّ وَتَشْهَقُ!
**
مملكة الجن

ـ1ـ
كانَ يا ما كانْ
فِي أَقْدَمِ الأَزْمانْ
مَمْلَكَةٌ صَغِيرَةٌ حُكَّامُها مِنْ "جانْ"..
سُكَّانُها من "جانْ"..
وَلَيْسَ مَوْجُودٌ بِها عُشْبٌ وَلا إِنْسانْ!
ـ2ـ
وَذَاتَ يَوْمٍ خَطَبَ الْمَلِيكُ 
خُطْبَةً عَصْماءْ
ضَمَّنَها الدُّعاءَ وَالْوَفاءْ
وَقالَ فِي خِتامِها: يا حَضْرَةَ الأَبْناءْ
بِلادُنا بِحاجَةٍ لِوُزَراءْ
يَتَوَلَّوْنَ الْعَطاءْ
لِذَلِكَ يا حَضْرَةَ الأَبْناءْ
اخْتَرْتُ مِنْ بَيْنِ الْقُضَاةِ الْحُكَماءْ
وَالأُمَرَاءِ الشُّرَفاءْ
عِشْرينَ شَخْصاً أَقْسَمُوا بِالْعَرْشِ 
أَنْ يَظَلُّوا أَوْفِياءْ.
ـ3ـ
وَبَعْدَ عامٍ حافِلٍ بِاللَّهْوِ والشُّرْبِ
هَدَّدَهُمْ عَدُوُّهُمْ بِالْغَزْوِ وَالسَّلْبِ
فَدُعِيَ الْمَجْلِسُ لِلتَّشَاوُرِ
وَلانْتِخابِ قَائدٍ مُوَحَّدٍ لِكافَّةَ الْعَساكِرِ
وَبَعْدَما انْتَهَى الْجَمِيعُ مِنْ إِلْقاءِ الْخُطَبِ
الْمَنْقُولَةِ عَنِ الْقامُوسِ الْجامِعِ وَالْكُتُبِ
صاحَ الْمَلِيكُ قائِلاً:
مَنْ مِنْكُمُ يَقُودُ جَيْشَ الْعَسْكَرِ
فِي أَحْلَكِ اللَّيالِي،
فِي الشُّمُوسِ الْمُحْرِقَه،
وَفِي الصَّباحِ الْباكِرِ..
فَصَاحَ شَخْصٌ مِنْهُمُ: أَنَا..
وَآخَرٌ: أَنا..
وَكُلُّهُمْ: اَنا..
فَانْقَسَمُوا،
وَهَجَمُوا
بِعُنْفٍ وَخَباثَه
فَتَمْتَمَ الْمَليكُ هَازِئاً:
كَمْ تَصْلُحُونَ لِلْحِرَاثَه!
**
رسالة مغترب

ـ1ـ
وَطَني..
مِنْ أُسْتُرالِيَا
الْقارَّةِ الشَّاسِعَةِ النَّائِيَه
أَكْتُبُ إِلَيْكَ رِسَالَتي
وَالدُّمُوعُ الْجارِيَه
تُشَارِكُني كِتابَتِي.
ـ2ـ
تَتَسَاءَلُ: مَنْ أَنا؟
أَنا مَنْ أَرَّقَتْهُ الْهُمُومُ
وَأَدْمَتْهُ الْكُلُومُ
وَجَرَّحَتْهُ الْكَلِماتُ الْجافِيَه
تَتَسَاءَلُ: مَنْ أَنا؟
أَنا زَهْرَةٌ قَطَفَتْها الأَيادي 
وَداسَتْها الأَرْجُلُ..
أَنا وَرْقَةٌ نَقْدِيَّةٌ تَتَقاذَفُها الأَنْمُلُ..
أَنا شابٌّ أَسْمَرُ اللَّوْنِ، مَرْبُوعُ الْقَوامْ
شَرَّدَتْهُ عَنْ دِيارِكَ الْغالِيَه
وَشْوَشَاتُ السُّوءِ، وَعَنْعَناتُ الْكَلامْ
هَلْ عَرَفْتَ مَنْ أَنا؟
هَلْ فَهِمْتَ ما بِيَا؟
ـ3ـ
وَطَنِي..
شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ تَحْكُمُكَ
تَشِيلُكَ، تَحُطُّكَ، تَهْدُمُكَ..
شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ ضَيَّقَتْ خِناقِيَا
شَوَّهَتْ حَياتِيَا..
أَتْعَسَتْنِي..
عَذَّبَتْنِي..
حَبَسَتْني فِي خابِيَه.
شَرْذَمَةٌ صَغِيرَةٌ يُؤْلِمُها هَنائِيَا
تُفْرِحُها تَعَاسَتِي
وَأُمَّتِي.. وَأُمَّتي..
حالُها كَحالِيَا
مَجْرُوحَةٌ، مَغْمُومَةٌ، بالِيَه..
تَمْشي وَرَاءَ الْكَلِماتِ وَالْوُعُودِ حَافِيَه
أُمَّتي..
يُؤْسِفُني أَنْ تَظَلَّ غَافِيَه!
ـ4ـ
أَتَذَكَّرُ.. يَوْمَ كُنْتُ في السِّنينِ الْماضِيَه
أَتَصَيَّدُ الأَحْلامَ فِي شِبَاكِيَا
وَأَغْزُلُ مِنَ الأَماني رِدائِيَا
أَتَذَكَّرُ.. يَوْمَ كُنْتُ أَزْرَعُ الرَّوابي غِناءْ
وَأَحْصُدُ غُيُومَ السَّماءْ
وَأَشْرَبُ الْمِيَاهَ الصَّافِيَه
أَتَذَكَّرُ.. وَكَأَنَّ فِي الذِّكْرَى عَزَائِيَا.
أَقْسَمْتُ بِاللَّـهِ وَبِالأَنْبِيَا
أَنْ يَظَلَّ إِسْمُكَ صَلاتِيَا
فَهْما بَعُدْتُ..
وَمَهْما كُبُرْتُ..
فَرَسْمُكَ فِي بَالِيَا
وَما نَفْعِيَ لَوْ نَسِيتُ بِلاداً
غَزَلْتُ رُوحِي بِفَيْئِها 
وَحِكْتُ شَبابِيَا؟!
**
قفوا..

ـ1ـ
قِفُوا..
قِفُوا..
الْكَيْلُ طَفَحْ
وَالْقَلْبُ مِنْ أَعْمالِكُمْ
ضَاقَ وانْجَرَحْ
ـ2ـ
قِفُوا..
قِفُوا
يا مَعْشَرَ الْيَمينِ وَالْيَسارْ
يَكْفِي الْوَطَنْ مَهازِلُ
يَكْفِيهِ إِسْتِهْتارْ
لُبْنانُ لَيْسَ نَعْجَةً
لِيُذْبَحَ
عَلَى يَدَيْ جَزَّارْ
لُبْنانُ فِرْدَوْسُ الْمَحَبَّةِ
وَالتَّآخي
وَمَوْطِنُ الأَبْرارْ
فِيهِ الْهِلالُ
يُعانِقُ الصَّليبْ
كَعِناقِ الأمِّ لِلطِّفْلِ الْحَبيبْ
ـ3ـ
قِفُوا..
قِفُوا..
فَالدَّاءُ فِي الْمَفاصِلِ يَسْري
وَفِي الْعُيُونْ..
إِنْ لَمْ نُكافِحْ دَاءَنا
سَيَجْلُبُ الْمَنُونْ
داء السِّياسَةِ أَقْصُدُ
هَلْ تَفْهَمُونْ؟
**
الجنين اللعين

ـ1ـ
لَوْ كانَ في أَحْشَائِيَ جَنِينْ
أُحِبُّهُ حَتَّى الْعِبادَه
وَعَرَفْتُ أَوْ شَكَكْتُ أَنَّهُ لَعِينْ
لَخَنَقْتُهُ قَبْلَ الْوِلادَه
لِكَيْ أُرِيحَ بِلادَه..
ـ2ـ
أَنا ما جُنِنْتُ وَحَقِّ رَبِّي
لَكِنِّي لا أَرْضَى..
وَهَلْ أَرْضَى
بِشَخْصٍ جاءَ مِنِّي
أَنْ يُعَكِّرَ صَفْوَ أَمْني
وَأَمْنِ شَعْبِي؟!
فَلَقَدْ حَفِظْتُ فِي الصِّغَرْ
ما قَالَهُ جَدِّي إِلَيْ:
إِنْ كانَ فِي وُجُودِيَ ضَرَرْ
أَوْ خَطَرْ
أُقْتُليني وَلا تَنْدَمي عَلَيْ..
ـ3ـ
ما بالُنا.. ما بَالُنا
كَالصَّخْرِ صَامِتِينْ؟..
كَالْمَوْتِ جَامِدينْ؟..
وَالْجَنِينُ اللَّعِينُ يَنْمُو وَيْكْبُرْ
يُهَدِّدُ أَمْنَ الْبَشَرْ
يَزْرَعُ في الْبُيُوتِ الْخَطَرْ
أَيْنَ الأَيادي الْجامِدَه
لِتُخْمِدَ
أَنْفاسَهُ الْبَارِدَه
قَبْلَ أَنْ يُولَدَ؟!
**
نهج وحلف

ـ1ـ
بَيْنَ سَاطُورِ نَهْجٍ وَسِكِّينِ حِلْفٍ
ضَاعَ الْوَطَنْ
وَارْتَفَعَ الثَّمَنْ!
ـ2ـ
هَذَا يُريدُ إِبْنَهُ أَنْ يُصْبِحَ وَزِيرْ
وَإِلاَّ، يَا لَلْهَوْلِ،
سَيَصْنَعُ الْكَثِيرْ!
ـ3ـ
فَقَدْ يَشُنُّ غَارَه
لِتَنْجَلِي الْوِزَارَه
أَوَ يَنْزلُ لِلشَّارِعِ
بِبِذْلَةِ الْمُصَارِعِ
ـ4ـ
أَحْوالُنا مِنْ سِيِّىءٍ لأَسْوَإٍ تَسِيرْ
نَخْرُجُ مِنْ ثُقُوبِنا لَنَقَعَ فِي "الْبِيرْ"!
أَقْسِمُ يا إِخْوانْ
بِأَنَّ فيِ لُبْنانْ
شَعْباً قَدِيرْ
يَقْدِرُ أَنْ يُرَوِّضَ الثِّيرانْ!
يَقْدِرُ أَنْ يُرَوِّضَ الثِّيرانْ!
**
أرانب

ـ1ـ
نَحْنُ هُنَا كَالْخَيالْ
نَحْنُ هُنَا كَالظِّلالْ
نَحْنُ هُنا كَالأَرانِبْ
تُدِيرُنا الثَّعالِبْ
ـ2ـ
لِماذَا لا نَثُورْ
ثَوْرَتَنا الْبَيْضَاءْ
لِنَهْدُمَ الْقُبُورْ
لِنَمْحُوَ الْبَغْضَاءْ
لِنَصْرُخَ بِوَجْهِ مَنْ يَقُولُ إِنَّنا تُرابْ
نُدَاسُ فِي الصَّباحِ
نُذَرُّ فِي الْغِيابْ
لِنَصْرُخَ بِوَجْهِهِ كَالرَّعْدِ.. كَالْبُرْكانْ
بِأَنَّنا زَوابِعٌ،
وَأَنَّنا نِيرانْ
نَمْحُو مِنَ الأَوْطانْ
مُزَعْزِعي الإِيمانْ
وَنَكْتُبُ بِالدَّمّ:
فِداكَ يا لُبْنانْ.
**
فخامة الرئيس

ـ1ـ
لا أَدْرِي كَيْفَ أَبْدَأُ، فَخامَةَ الرَّئِيسْ
هَلْ بِالْكَلامِ وَالسَّلامِ
أَمْ بَقَرْعِ النَّواقِيسْ؟
لا أَدْري يا فَخامَةَ الرَّئيسْ..
ـ2ـ
وَحْشُ الْهَلاكِ بَيْنَنا
نَراهُ فِي أَعْيُنِنا
نُطْعِمُهُ دُونَ وَجَلْ
نَسْقِيهِ مِنْ جَدَاوِلِ الأَمَلْ!
ـ3ـ
قَدْ مَلَلْنا الْعَيْشَ يا فَخامَةَ الرَّئيسْ
بَيْنَ مَنْبُوذٍ وَبَيْنَ نابِذٍ
بَيْنَ مَغْمُورٍ وَبَيْنَ بارزٍ
بَيْنَ سِنْدانٍ
وَبَيْنَ مِطْرَقَه
فِي وَطَنٍ مُأَلَّهٍ يَكَادُ أَنْ يُخْنَقَ!
ـ4ـ
فِي الْبَرْلَمانْ..
حَيْثُ الْكَراسي مُصَفَّفَه
مُهَفْهَفَه..
مُنَظَّفَه..
حَيْثُ الضَّمِيرُ يَحْلُمُ
أَقُولُها بِأَسَفٍ.. أَتَأَلَّـمُ
نَحْنُ في مَجْلِسِنا رَبُّ الشَّائِمِ يَحْكُمُ!
ـ5ـ
أَهْلُ السِّياسَةِ عِنْدَنا،
إِنْ صَحَّ تَعْبِيري،
يَتَقَاذَفُونَ الشَّتائِمَ
يَتَلَفَّظُونَ دَائِما
بِحُرُوفِ الْكُرْهِ وَالتَّحْقِيرِ
ـ6ـ
نَحْنُ..
أَجَلْ.. نَحْنُ
مَصَادِرُ الْخَطَأْ
لأَنَّنا انْتَخَبْنا مَنْ
مَشَى عَلَيْهم الزَّمَنْ
وَدَبَّ فِيهم الصَّدَأْ
ـ7ـ
بُطُونُنا مُهَدَّدَه
بِالْجُوعِ وَالْخَوَرْ
وَالدَّاءُ فِي أَمْعائِنا يَرْتَعُ وَالصَّدرْ
دَواؤُنا..
أَغْلَى مِنَ الْمرْجانِ والدُّرَرْ
مَنْ غَيْرُك، رَئيسَنا، يُبعِدُ
عَنْ عِيالِنا الضَّرَرْ
ـ8ـ
إِسْأَلِ الْبَرَّادَ عَنْ مَواسِمِ التُّفَّاحْ
عَنْ جَنَى الْمَلاَّكِ وَالْفَلاَّحْ
وَاسْأَلِ الْقُلُوبَ عَنْ تَمَلْمُلِ الْجِراحْ
لِتُدْرِكَ، في الْحالِ، 
كَمْ نَجْني مِنَ الأَرْباحْ
ـ9ـ
بِلادُنا، فَخامَةَ الرَّئيسْ..
بِحاجَةٍ إِلى قِدِّيسْ
لا يَسْمَعُ
فِي كُلِّ وَقتْ
لا يَنْظُرُ
في كُلِّ وَقتْ
لا يَدْري ما السِّياسَةُ
وَما التَّسْيِيسْ!
**